توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصين قادمة... ولن تكون بالتأكيد شرطي العالم

  مصر اليوم -

الصين قادمة ولن تكون بالتأكيد شرطي العالم

بقلم - صالح القلاب

غير متوقعٍ ولا يمكن أن تكون الصين «شرطي» العالم... كما كانت عليه الأمور بالنسبة لـ«بريطانيا العظمى» والولايات المتحدة الأميركية وغيرهما؛ فهذه الدولة لها قِيَمها ولها رسالتها الخالدة، كما يقال، والواضح لا بل والمؤكد أنها لا يمكن أن تدخل حلبة الخلافات الكونية، وكما هو واقع الحال بالنسبة إلى روسيا الشيوعية.

والمعروف أن الصين الاشتراكية و«الشيوعية» قد حاولت، وبقدر ما تستطيع، بعد إصدار مشروع للسلام الدولي أو الكوني، أن تضع نفسها فوق الخلافات والنزاعات الكونية، لكنها قد حرصت، ومنذ البدايات، على أن تساند وتدعم مجموعة الدول التي وُصفت بـ«الاشتراكية» ودول العالم الثالث التي كانت قد حاولت الولايات المتحدة وضعها «تحت» إبطها، وهذا كله قد كان قبل أن تنهار المجموعة الاشتراكية، أي الشيوعية، وتصبح على ما هي عليه الآن.

لقد سعت الولايات المتحدة إلى أن تعتبر أنها شرطي العالم، وحقيقة أنها لا تزال تتمتع بهذا الإنجاز، وبالطبع، فإن هذا قد تسبب في كوارث كثيرة، خصوصاً بعد أن أصبحت هناك الصين الشعبية، وأصبح هنا قبل ذلك الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية التي كانت قد بادرت إلى تحالفٍ تابعٍ إلى موسكو الشيوعية ولاحقاً إلى الصين الشعبية.

وهنا، وإذا كانت روسيا، أي الاتحاد السوفياتي، قد أُصيبت ومعها مجموعتها بانتكاسة هائلة بنهاية الحرب الباردة، فإن الصين الشعبية قد بقيت تتمسك بما كانت قد بدأت به، واستمرت على ذلك رغم كل تلك الانهيارات اللاحقة في منظومة الدول الشيوعية والاشتراكية.

وبالطبع، وهذا هو ما جرى بالنسبة إلى الاتحاد السوفياتي ومنظومته التي كانت قد تخلت عن كل ما كانت عليه، وتفننت في شتم ماركس ولينين... وأشبعت «الرفيق» ماو تسي تونغ لعناً وتحقيراً، وحقيقة أن هذا هو ما جرى بالنسبة إلى بعض الدول العربية التي كانت قد تخلت عن علاقاتها وارتباطاتها السابقة (وهنا وإذا أردتم) كسوريا ومصر واليمن الجنوبي... ودول أخرى لا أريد أن أذكرها!!

وعليه، فإن الصين «الشعبية» لم تقم وحتى هذه اللحظة بإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، لا بل إنها كانت قد قدمت إلى موسكو أسلحة متطورة لتواجه ما كان يوصف بالدول الرأسمالية، ولتساند بعض دول العالم الثالث، ومن بينها بعض الدول العربية ودول أوروبا الشرقية.

وبالطبع فإن الدول الرأسمالية كلها، وفي مقدمتها الولايات المتحدة ومعها بعض دول العالم الثالث التي تدور في فلكها، قد انحازت في هذا المجال انحيازاً واضحاً إلى أميركا وبريطانيا ومجموعتهما حيث إن بعض دول العالم الثالث قد تخلت لاحقاً عما كانت قد ذهبت إليه.

وهنا وحسب ما يتردد ويقال، وهذا إنْ كان صحيحاً أو غير صحيح، فإن صاحب «فن الحرب» هو شي جينبينغ الذي قد قام بالتطبيق الحرفي لنظريات سون تزو لفن الحرب، التي وُضعت في القرن السادس قبل الميلاد، وحيث يتم إخضاع الجيوش المعادية من دون قتال... ويتم الاستيلاء على المدن من دون معارك، ويُطاح بالدول من دون عمليات عسكرية.

ويقال في هذا المجال حتى بعد سنوات طويلة إن «المتخصصين» في الحروب قد كانوا يحطمون جيوش الدول المعادية من دون قتال، ويستولون على جيوش الأعداء من دون مواجهة، ويحتلون المدن من دون معارك، ويطيحون بالدول من دون عمليات حربية.

وهنا، وعلى ذمة البعض، فإن الصين في هذا المجال أشد مكراً من الروس الذين كانوا قد ورطوا أنفسهم في أوكرانيا من دون أن يحققوا ما كانوا يريدونه، بينما كان الصينيون أشد دهاءً من الشعوب والدول كلها... وهكذا وحتى الآن فإنهم يحرصون على أن يظهروا للعالم كله على أنهم أكثر حكمة من غيرهم، خصوصاً بالنسبة إلى القوتين الكبيرتين، موسكو وواشنطن، اللتين كانتا قد هيمنتا على السياسة منذ ما بعد نهايات الحرب العالمية الثانية.

وحقيقة، فإن الصين تعرف اليوم أنها مستهدَفة، وبشدة، من قِبَل الولايات المتحدة الأميركية في صراع الأقطاب، وأنها تتقدم على روسيا في أولويات الصراع بالنسبة إلى الولايات المتحدة بحثاً عن زعامة العالم واستمرار تصدره، لكنها مع ذلك تدير معركتها بثقة وقوة وهدوء، ولا تنجر للاستفزازات، وركزت وتركز على بناء أقوى الاقتصادات في العام من دون إهمال الاهتمام بالقوة العسكرية الضاربة التي باتت تملكها؛ سواء برية أو جوية أو بحرية.

إن الصين اليوم باتت (رضيت الولايات المتحدة الأميركية والغرب أم رفضا الإقرار) قطباً عالمياً رئيسياً لا يقل نفوذاً وقوة عن القطب الأميركي الغارق في صراعات وأزمات متعددة قد تطيح به من الصدارة لصالح الصين القادمة للمرتبة الأولى بقوة، وكل هذا الوعيد والتهديد والتحرش من قبل الولايات المتحدة بالتنين الأحمر، حتى وصل الأمر إلى التلويح بحرب عالمية ثالثة، مجرد محاولة لمعاندة التاريخ والتطور الطبيعي ولوقائع الأمور على الأرض، فالصين اليوم باقتصادها ونفوذها وقوتها... وأيضاً بحكمتها... لم تعد هي صين ماو تسي تونغ بعيد استقلال الصين عام 1949. والعالم كله اليوم يعرف أن الصين قادمة إلى الصدارة لا محالة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين قادمة ولن تكون بالتأكيد شرطي العالم الصين قادمة ولن تكون بالتأكيد شرطي العالم



GMT 00:00 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

بعد العيد ما يتفتلش الكحك!!

GMT 00:04 2024 الجمعة ,22 آذار/ مارس

كريم عبدالعزيز ومواصفات السوبرستار

GMT 01:10 2023 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الاستخبارات الإسرائيلية تدفع ثمن الهزيمة!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 16:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بنزيما يرشح كاسيميرو وعوار وفقير للانضمام لـ اتحاد جدة

GMT 23:51 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

شركة آسوس تطلق هاتفها الذكي Zenfone 6 الجديد

GMT 12:48 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

نقل سولاف فواخرجي للمستشفى بعد حادث أليم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon