توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نفتالي بنيت والآيديولوجيا اليهودية المتطرفة

  مصر اليوم -

نفتالي بنيت والآيديولوجيا اليهودية المتطرفة

بقلم - صالح القلاب

رغم كل ما تشهده هذه المنطقة من مآسٍ وتطورات ومشاكل وإشكالات، ومعها العديد من دول الغرب والشرق، والبعض يقول: والكرة الأرضية كلها، فإنّ ما أثار حفيظة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ودفعه إلى الاستنجاد برئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، التصدي إلى ما اعتبره «تصريحات مشينة» أدلى بها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، وقال فيها: «إن أدولف هتلر كان لديه دم يهودي»!
وهذا مع أنّ الأدلة السابقة واللاحقة قد أثبتت أنّ أدولف هتلر كان يهودياً بالفعل، وأنه ليس لديه دمٌ يهودي فقط، لا، بل إنه يهودي بالفعل وحقّاً وحقيقة، وهذا قد أدى بالطبع إلى أزمة دبلوماسية بين روسيا وإسرائيل، حيث إنّ الإسرائيليين يرفضون هذه الحقائق ولا يعترفون بها، وحيث إنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد وصف هذه التصريحات بأنها مشينة!
وبالطبع، فإن روسيا قد بقيت تتمسّك بموقفها، وذلك مع أنّ الرئيس فلاديمير بوتين قد اعتذر عن تصريحات لافروف هذه، وبأن أصول أدولف هتلر يهودية وحقيقة، ووفقاً لمعلومات ثابتة ومؤكدة، فإن هتلر يهوديٌ، وهذا من المفترض أنه لا يعيبه؛ فاليهود لعبوا أدواراً حضارية في حركة التاريخ، وكثيرون منهم قد قُتِلوا في معسكرات الإبادة الجماعية والعمليات العقابية النازية، وعلى اعتبار أنهم قد كانوا في تلك المرحلة من مواطني الاتحاد السوفياتي الذي كان يتزعم دول أوروبا الشرقية كلها وبعض دول الشرق الأوسط التي من بينها دولٌ عربية رئيسية.
ومشكلة نفتالي بنيت هذا، الذي قد أصبح رئيساً للوزراء في إسرائيل، أنه قد تخلَّى عن أصوله القومية التركية (الإسلامية)، والتحق بالجيش الإسرائيلي، وحيث إنه قد بات يحمل آيديولوجية يهودية متطرفة، ويدعم حق الإسرائيليين فيما يعتبره أرض إسرائيل الكبرى، ومن النهر إلى البحر، وهذا بالإضافة إلى دعم بناء المستوطنات الإسرائيلية والرد عسكريّاً على العمليات الفلسطينية.
ومشكلة هذا الرجل، أي نفتالي بنيت، الذي قد مرّ بكل هذه التحوّلات، رغم أصوله القومية التركية، هي أنه قد بات من الأكثر تمسكاً بأن إسرائيل، التي غدت تحتلُّ أرض الشعب الفلسطيني، هي دولة يهودية و«ديمقراطية»! لليهود وحدهم، وكذلك فإنه قد كان ولا يزال ضد منح الحقوق للعرب في الدولة الصهيونية.
ولذلك فإنّ إسرائيل هذه قد كافأته بأنه قد أصبح رئيساً لوزرائها، وبات الأكثر عداءً للأقليات القومية في الدولة الإسرائيلية، وخصوصاً الفلسطينيين والعرب منهم، وحقيقة أنّ هذه مسألة قد مرّت بها كثير من قوى وحركات التاريخ، وأنّ هناك، وللأسف، بعض العرب الذين لا يخجلون من أن يظهروا لعروبتهم، وأيضاً لانتمائهم الفلسطيني، عداءً أكثر من عدائهم للعدو الصهيوني، وهذه مسألة معروفة، وكانت قد مرّت بها العديد من حركات التاريخ؛ ليس العربية وحدها، وفقط، وإنما في العالم بأسره، وتحديداً في أوروبا!
وعليه، فإنّ بنيت هذا الذي قد تخلّى عن انتمائه القومي وانتمائه الإسلامي، من المؤكد أنه سيجد نفسه مطروداً من هذه الدولة الصهيونية... وحيث إنّ حركة التاريخ القريب والبعيد هذه تشهد بأنّه كان أمثال نفتالي بنيت هذا كثيرين، وأنّ من باع نفسه لعدو أمته وأهله ودينه، فلا بد أن يبيعه هؤلاء بأرخص الأثمان... وحقيقة أن عملية البيع هذه قد بدأت، وأنّ من اشتراه الإسرائيليون بهذا الثمن سيبيعونه، وبالتأكيد بأرخص الأثمان!
لقد كان على نفتالي بنيت هذا ألّا يقتدي بوالده، الذي كان قد باع نفسه لأعدائه وأعداء شعبه وأعداء أمته؛ فهو من مواليد مدينة حيفا المحتلة في عام 1972، أي بعد أن احتلت إسرائيل القدس الشريف وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة، مما يعني أنه كان عليه ألّا يبيع نفسه لهؤلاء المحتلين، وحيث إنه ليس يهوديّاً، وليس لديه حتى ولا نقطة دمٍ يهودية واحدة.
إن المقصود بهذا كله أن يعود هذا الذي تخلّى عن أهله العرب الفلسطينيين في لحظة تاريخية مريضة بالفعل، وأصبح يشغل منصب رئيس وزراء إسرائيل الثالث عشر، وأيضاً مناصب عسكرية وأمنية متعدّدة، لكنه كان عليه أن يدرك ويعرف أن الإسرائيليين سيبيعونه بأرخص الأثمان، وأنه سيجد نفسه مضطراً إلى العودة لأهله... الذين لا أهل له غيرهم.
ولذلك، ولكل هذا، على نفتالي بنيت أن يعود إلى اسمه الصحيح، وإلى أهله الذين لا أهل له غيرهم؛ فهو ابن مدينة حيفا الفلسطينية التي لا يمكن أن تكون ولا أن تصبح إسرائيلية، حتى وإن بقي هؤلاء الصهاينة المحتلّون في فلسطين ألف عام. هذا البلد الذي لا يمكن إلّا أن يكون، ويبقى عربياً إلى يوم القيامة... وهنا فإنه على مَن تراوده أي شكوكٍ في هذا المجال أنّ يراجع تاريخ هذه المنطقة وتاريخ فلسطين تحديداً، التي بعد احتلالات تاريخية متلاحقة كانت لا تلبث أن تعود لأهلها... ولذلك، فإن المؤكد أنها ستعود لأهلها الحقيقيين، إنْ فلسطينياً وإنْ عربيّاً، ومن البحر إلى النهر... نعم، من البحر إلى النهر.
وهكذا، فإنه على نفتالي بنيت هذا أن يراجع مسيرة تاريخ هذه المنطقة، وأنْ يقرأها قراءة صحيحة ودون أي التواءات جانبية، ليدرك أنه لا يمكن إلا أن تكون فلسطين عربية، ومن البحر، أي البحر الأبيض المتوسط، إلى النهر، أي نهر الأردن... وأن عاصمتها هي القدس التي هي بدورها لن تكون إلا عربية. والمعروف هو أن جوهرتها هي قبة الصخرة المشرفة، وأيضاً كنيسة القيامة، وأن المسجد الأقصى هو الرمز الثابت الذي لم تؤثر عليه ولم تمسه عوامل الزمان البعيد المتلاحقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نفتالي بنيت والآيديولوجيا اليهودية المتطرفة نفتالي بنيت والآيديولوجيا اليهودية المتطرفة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon