توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أخطاء واشنطن.. وخبايا أصدقائها!

  مصر اليوم -

أخطاء واشنطن وخبايا أصدقائها

بقلم - محمود مراد

 لم يكن قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها إلى القدس فى مايو المقبل، مفاجأة لي!ـ صحيح أنها سبق أعلنت أن تنفيذ القرار سوف يستغرق فترة قد تصل إلى ثلاث سنوات ولن تقل عن سنة ونصف السنة.. لكننا كنا ندرك أنها كاذبة بالضبط مثلما ندرك أن تصريحات المسئولين فيها ـ خاصة عند زيارتهم المنطقة ـ بأن واشنطن تؤيد حل قيام الدولتين هو الأصوب لتسوية الصراع العربى الإسرائيلى وأنها تقف معنا ضد الإرهاب، وغير ذلك مما تردده، هو كذب فى كذب..

من هنا فإن خطايا واشنطن لا تفاجئنا.. فسياساتها سلسلة من الأخطاء والخطايا متسقة مع بعضها وهى تعبر تمام التعبير عن القوى الحقيقية التى تحكم الولايات المتحدة والتى لا يؤثر فيها فكر وشخصية رئيس البلاد إلا بنسبة ضئيلة لا تزيد على عشرين بالمائة فتبدو أحيانا «طيبة» من الظاهر فقط وليس الجوهر كما شهدنا فى عهد كارتر وتبدو أحيانا «باسمة مسلية» كما فى عهد كلينتون.. أما إذا وقف الرئيس ضد الاحتكارات التى تمثل عصب قوى الضغط فإن مصيره يكون القتل وهذا ما حدث للرئيس جون كنيدي!!

والآن فإن ترامب هو الممثل الحقيقى للقوى الحاكمة التى تدير ومن ثم.. فإن هذه هى سياسة الولايات المتحدة وخطاياها الممتدة والتى يتحتم علينا ألا نكتفى إزاءها بموقع المتلقى المفعول به ويقتصر رد فعلنا على الرصد.. والتوجع! وإنما لابد أن نكون فاعلين ونكشف المستور.. ونستبق بفضح ما هو متوقع ونحشد الآخرين معنا، وعلى سبيل المثال فإنه ينبغى اغتنام هذه الفرصة التى تسببت فيها واشنطن وعزلت نفسها بقرار أحادى عن إجماع العالم ..لكى نحسن توضيح قضيتنا العربية ـ وأعنى مسألة فلسطين السليبة ـ كنموذج ـ ليعرف العالم ماذا جرى منذ مايو 1945 وحتى الآن على مدى سبعين عاما وماذا كان عليه الموقف الأمريكى وما الذى ينتويه بعد مايو المقبل. فإذا كان قد زرع إسرائيل فى ذلك الزمان فهل يريد أن يساعد على تحقيق حلمها فى السنوات المقبلة؟ ولابد فى البداية أن تدرك البلدان العربية حقائق الموقف وأنه لا مستقبل لها بدون عمل عربى مشترك وعليها أن تدرك جيدا أن واشنطن حليف لإسرائيل والصهيونية.. وعدو للأمة العربية. أما كيف يكون العمل العربى المشترك فإن تلك قضية مهمة ومتشعبة وإن كنا نرى بوادر إيجابية على طريقها ونأمل أن تستمر وتنمو ويبقى أصدقاء واشنطون الذين يبررون تصرفاتها بأنها تعمل لصالحها. لكنهم لا يستطيعون تفسير هذه السياسات بالمنطق وبقياس المبادئ، أو فى ظنى وبعض الظن ليس إثما ـ فإننا مخترقون تحت شعارات مفرغة من مضامينها المبدئية، وبينها: شعار الديمقراطية مع أنه لا توجد «روشتة» صالحة لممارسة الديمقراطية صالحة لكل الدول.. والمدهش أن البعض من هؤلاء يرى أن النموذج الأمريكى الأصوب مع أنه فى الحقيقة هو الأخيب! ودون الدخول فى متاهات فإنه يجب أن تتحدد المفاهيم وتتسع الرؤى لنعلم أن الولايات المتحدة ليست هى مبعوث العناية الإلهية فى الأرض.. وأن قوتها نتيجة خوف الآخرين منها.. لكن وحدة الآخرين وتضامنهم كفيلة بأن تحفظ حقوقهم وكرامتهم.. ونحن العرب قادرون وبأى مقياس ـ على أن نكون أمة لها وزنها ومكانتها.وأتساءل عن موقف الأمم المتحدة من خرق قرارها منذ الثمانينيات وهل ستتخذ إجراء ضد الولايات المتحدة؟ وأتساءل ـ ثالثا ـ عن موقف جامعة الدول العربية.. وهل ستتخذ إجراء حاسما.. أم ستغمض عينيها؟ وعلى استحياء أيضا.. أنادى منظمات المجتمع المدنى فى البلاد العربية والإسلامية والصديقة لكى تتحرك وتتفق على خطوة عملية.. وهل مثلا يمكن الدعوة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية لمدة أسبوع مثلا يبدأ من يوم تنفيذ قرار نقل السفارة فى ذكرى قيام إسرائيل؟ هل يمكن ذلك أم أننا سنتكلم فقط وسنظل نتكلم حتى نستيقظ على صوت انهيار المسجد الأقصي؟


نقلا عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخطاء واشنطن وخبايا أصدقائها أخطاء واشنطن وخبايا أصدقائها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon