توقيت القاهرة المحلي 10:31:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل جواد ظريف يمثل تياراً في إيران؟

  مصر اليوم -

هل جواد ظريف يمثل تياراً في إيران

بقلم : محمد الرميحي

بعد أيام من ترشيحه من الرئيس الإيراني الجديد لمنصب وزير الشؤون الاستراتيجية، وهو منصب صُمم في الغالب لإرضائه، قدّم ظريف استقالته من الحكومة التي سوف تشكل، وبرَّر الاستقالة بقوله إنَّها «تجاهلت تمثيل الأقليات والمرأة والشباب». ظريف كان فاعلاً في النشاط الانتخابي القصير لإحلال رئيس جمهورية، بدلاً من الرئيس السابق، وقد استفاد التيار الإصلاحي (مع التحفظ على المصطلح) من قصر مدة الترشيح، والارتباك الذي أصاب التيار المحافظ، إلى وصول السيد مسعود بزشكيان أستاذ الطب الأذربيجاني، مع الفريق الذي سانده ومنهم ظريف.

قد يفسر الخروج السريع لظريف بأكثر من تفسير، منها أن أسماء الوزراء ذهبت إلى البرلمان، من أجل تثبيت الوازرة الجديدة، ولأن البرلمان محافظ، ربما فهم ظريف أنه لن يقبل، وسوف يحدث ذلك ضرراً على مسيرته السياسية، والتفسير الثاني أن النظام تحت ضغط ظروف قتل إسماعيل هنية ربما يذهب إلى اشتباك مع إسرائيل، وبالتالي الغرب، وهي حرب قد تأخذ النظام كله إلى مأزق، فانسحب لفرصة أخرى.

ظريف له كتابان واحد تُرجم إلى العربية، والآخر ترجم جزء منه إلى العربية، الأول بعنوان سعادة السفير، وهو مجموعة من الأسئلة والأجوبة حول حياته الدبلوماسية في نيويورك، والثاني صدر هذا العام بالفارسية بعنوان «طاقة الصبر»، يروي تجربته كوزير للخارجية بين 2013 – 2021. والأخير، رغم صدوره هذا العام، فقد طُبع ثلاث مرات بالفارسية، ما يعني أن هناك قراء، وربما تيار في إيران يناصر أفكار ظريف.

ظريف وصحبه يسميهم المتشددون «فتية نيويورك» وإن ميولهم غربية، ولكن لا يصرحون بها علناً، إلا أنه في السنوات الأخيرة قدّم محاضرات وكتباً نقلت أفكاره. هو مؤمن بالثورة بالطريقة التي يتصورها، ذات قاعدة دينية، ولكن غير مقيدة بالنصوص، ويمكن توصيف تياره بأنه «تيار قومي إيراني متدين» إن صحَّ التعبير، يؤمن بأن الثورة تناصر المظلومين، ولكن لا تحارب بدلاً عنهم أو معهم.

لذلك فإنَّ التدخل العسكري لإيران في العراق ولبنان وسوريا واليمن وفلسطين، هو استهلاك للموارد الإيرانية دون مردود اقتصادي وسياسي، كما يرى في كتابه «طاقة الصبر» أن الثورة الإيرانية يمكن أن تكون مؤثرة معنوياً، ولكن ليس بالطرق العسكرية، فالدبلوماسية الإيرانية عليها أن تتبنى «الشفاه المبتسمة والكيد الواعي»!

يرى ظريف أن «القيادة التي لا تقرأ الماضي بحكمة تعيد أخطاءه وزلاته»، في توافق لافت بين هذه العبارة والعبارات التي جاءت في كتاب هنري كسنجر، الذي حمل الدرس الأخير «القيادة: ست دراسات في الاستراتيجية»، التي يؤكد فيها أن القائد الذي لا يقرأ التاريخ يفشل! ربما كان ذلك توارد خواطر، وربما أيضاً تأثراً بمنهج!

لا يعني أن ظريف يخرج عن الخطوط العريضة للتيار القومي - الإسلامي، هو يفترق في طريقة التعامل مع المتغيرات، كما يفسر الأحداث من وجهة نظره.

فقط مثال على السابق، في كتاب السفير، يرى أن احتلال العراق للكويت عام 1990 هو بسبب أن النظام العراقي وجد مقاومة من إيران بعدم تغيير معاهدة 1975 التي وقعها مع شاه إيران، كان يريد منفذاً على البحر، فاتجه إلى الكويت! وذاك تفسير له غرضه، ولكنه خارج حدود المنطق!

يشتكي ظريف من أن إيران، رغم كل الموارد التي صرفتها في العراق وسوريا ولبنان، لم تحصل على الثمن المجزي اقتصادياً، بل تستفيد دولة مثل تركيا اقتصادياً أكثر من استفادة إيران، رغم أنه كما قال إن إيران وقفت مع العراق، حتى النظام السابق، عندما تمت مقاطعته، ولكن عراق التغيير لم يفعل ذلك، عند اشتداد الحصار على إيران! بل إن الدول العربية التي لإيران نفوذ فيها لن تقدم مصالح إيران على المصالح العربية، ويضرب مثلاً بأن سوريا رغم الدعم الإيراني فقد صوتت مع بيان الجامعة العربية في شجب الاحتلال (المزعوم) للجزر في الخليج، (المزعوم) هو التعبير الذي اختاره!

كما «لا يوجد دليل على أن قادة العراق (الشيعة) قد قاموا بدعمنا في الحوار مع الغرب»! ثم أضاف: «فلن يكون العراق وسوريا حليفين لنا ضد العرب»!

ما يمكن أن يخرج به القارئ، مما لخص بشدة من بعض آراء ظريف، أن الاعتماد على القوة العسكرية الإيرانية في الجوار هو خسارة بينة، كما هو الاستمرار في العداء للغرب، نفوذ إيران - كما يرغب أن يكون - نفوذ معنوي، وليس بالوجود العسكري، وهي في سياستها القائمة تخسر من مواردها التي تحتاج إليها الشعوب الإيرانية، فيرى أنه «على الرغم من النفقات الباهظة في العراق وسوريا وفلسطين، فإن الفرص السياسية والاقتصادية محدودة لإيران».

السؤال: هل هناك مناصرون لهذا التيار (القومي الإيراني) في الداخل الإيراني؟ يبدو أن الإجابة هي في الغالب نعم، والدليل على ذلك أن ظريف و«فتية نيويورك» ناشطون في الجامعات وبين النخب، فهل هذا يعني أننا أمام إرهاصات التحول إلى الدولة الوطنية، وإن ببطء، على سيادة المفاهيم الثورية! وهل تُسلّم القوى المحافظة الراية بطريقة سلمية أو شبه سلمية لذلك التحول؟ واضح أن ظريف يراهن على وعي الشباب الإيراني، وهم ينظرون إلى تجارب الجوار الناجحة، فيتمنون مثلها في وطنهم.

آخر الكلام: كل الاحتمالات ورادة في إيران إن قررت الاشتباك المسلح والمباشر والطويل في صراع الشرق الأوسط!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل جواد ظريف يمثل تياراً في إيران هل جواد ظريف يمثل تياراً في إيران



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس
  مصر اليوم - فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon