توقيت القاهرة المحلي 11:15:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل ستعتذرين يا معالى الوزيرة؟!

  مصر اليوم -

هل ستعتذرين يا معالى الوزيرة

بقلم - طارق عباس

منذ وعيت بهذه الحياة وأدركت أننى أعيش وأفكر وأميز بين الساخن والبارد، بين الولد والبنت، بين العاقل والمجنون، بين الممكن وغير الممكن وحتى هذه اللحظة التى أكتب فيها مقالى، وأنا أكاد أجزم وأقسم بأننى لا أعرف ولا أفهم وليس بمقدورى أن أتخيل: «لماذا تذهب حكومات وتأتى حكومات؟ وهل هناك فرق بين التى ذهبت والتى أتت؟ وعلى أى أساس يُنتقى وزراء ويُستبدَل وزراء بوزراء ويستمر وزراء ويُطاح بوزراء؟» .

استرجعت كل هذه الانطباعات السلبية والأسئلة الحائرة وأنا أتابع القرار الذى أصدرته معالى وزير الصحة  مؤخرا الدكتور هالة زايد بإلزام المستشفيات الحكومية بإذاعة السلام الجمهورى يوميا، وأن يقسم الأطباء  على القيام بواجباتهم تجاه المرضى والإخلاص للوطن وحماية أراضيه، وهو قرار لا أدرى إن كان قد دُرِس أم لا؟ وهل هو من أجل تعزيز الانتماء، كما تقول سيادتها؟ أم انه لأسباب أخرى ستُتكشف بمضى الوقت؟ لكننى متأكد من أنه قرار مرتبك، أثار الجدل رغم عدم إمكانية تطبيقه وتحول بسرعة لمزحة وطرفة ونكتة، وفى تقديرى أن وجه الغرابة فى القرار يرجع إلى: أولا: إن المستشفيات ليست أماكن للسلام الجمهورى ولا الأغنيات الوطنية أو الشعبية وإنما هى ملاذ المرضى الذين يلجأون إليه للاستشفاء وبالتالى لن يشغلهم السلام وربما لن يلتفتوا مطلقا لأى نوع من أنواع الموسيقى، لحاجتهم الماسة للهدوء والراحة والسكينة قبل أى شئ آخر.

ثانيا: لا توجد دولة فى العالم تعزز الانتماء فى المستشفيات فقط وتتركه فى النقابات والوزارات، ولا توجد دولة فى العالم فكرت بتلك الطريقة، فهل أتت معالى الوزيرة بما لم يأت به جهابذة الإدارة الصحية فى العالم؟.

ثالثا: إن المستشفيات التى سوف يشملها القرار هى: «المستشفيات الحكومية وأمانة المراكز الطبية والمعاهد التعليمية وهيئة التأمين الصحى ومديريات الصحة  وا... وا... » فهل يعنى هذا أن مستشفيات القطاع الخاص لن تحظى بشرف الاستماع للسلام الجمهورى وحلف أطبائها للقسم؟

رابعا: كيف سيمكن العمل به؟ وأين؟ هل سيكون من خلال طابور للمرضى والأطباء عند بداية كل وردية؟ ومن سينظم الطابور؟ هل هم الأطباء أم الممرضون أم الممرضات أم الحكيمات أم زوار المرضى؟

يا معالى وزير الصحة، إن القرارات تُدرَس قبل أن تُتَخذ، وعند التأكد من إمكانية تطبيقها ومناسبتها للظروف العامة للدولة ولأبنائها، يُعلَن عنها لتدخل حيز التنفيذ، وأن الأهم من قسم الأطباء رفع مستوى معيشتهم ومنحهم الرواتب الآدمية التى تتناسب مع ما بذلوه ويبذلونه من جهد وما يعطيهم الحق فى حياة كريمة لائقة بمن هم مثلهم فى بقية بلدان العالم، كما أن المرضى لن يتعزز الانتماء لديهم بالسلام الجمهورى بل بالإدارة الرشيدة وتوفير كافة المستلزمات الطبية لعلاج المرضى.. وخلاصة ما أرجوه منكِ يا معالى الوزير أن تقدمى اعتذارك عن كل هذا اللغط الذى أثرتِهِ دون داعٍ وكل الجدل الذى سينتهى حتماً لاستنزاف الوقت والجهد والأعصاب فيما لا طائل من ورائه.

نقلًا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ستعتذرين يا معالى الوزيرة هل ستعتذرين يا معالى الوزيرة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon