توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السادات الزعيم الأهم فى تاريخ مصر المعاصر

  مصر اليوم -

السادات الزعيم الأهم فى تاريخ مصر المعاصر

بقلم - طارق عباس

الزعامة الحقيقية لا تُكتسب بالتهليل ولا بالتطبيل ولا بالمزايدات، وليس لها سوق تُباع فيها أو تُشترَى، والزعيم ليس مَن يتحدث الناس عن إنجازاته فى حياته، وإنما مَن يظل فى قلوبهم وعقولهم حتى بعد مماته، لأن به تتحرك عجلة التاريخ وينصلح حال الرعية ويعم الرخاء ويسود العدل، وكم من زعماء حكموا مصر وكانوا حديث الناس فى حياتهم ولايزالون رغم اتساع المدى الزمنى بيننا وبينهم، نتيجة ما تزينوا به من حزم وحسم وفراسة وفطنة، خاصة فى اتخاذ القرار، ومصر لم تعرف الاستقرار والقوة إلا فى عصور هؤلاء الزعماء، منهم على سبيل المثال: «مينا، الذى حكم مصر فى عهد الأسرة الأولى، وإليه يرجع الفضل فى توحيدها، ومنتحوتب، الذى خاض حرباً ضارية من أجل استعادة الأمن والأمان لمصر بعد 150 سنة عاشتها فى الفوضى، بعد ثورة أهلها على الملك بيبى الثانى، آخر حكام الأسرة السادسة، ومن بعده جاء الملك الشاب أحمس، قاهر الهكسوس، ثم حتشبسوت وتحوتمس الثالث وآمون حتوب، وبعد العصر الإسلامى كان أحمد بن طولون وجوهر الصقلى وصلاح الدين الأيوبى، وفى التاريخ الحديث وجدنا محمد على وجمال عبدالناصر وأنور السادات»، ويحلو لى أن أتوقف عند السادات باعتباره- من وجهة نظرى- نقطة فاصلة فى تاريخ مصر، وأذكى وأشجع مَن أنجبته أرضها.

عندما تسلم السادات مقاليد الحكم فى البلاد كان يعى تماماً أنه تحمل مسؤولية تركة ثقيلة، وأن أمامه تحديات كبيرة ينبغى عبورها للوصول بسفينة الوطن لبر الأمان، فلم يَكل ولم يتضجر، واستفز طاقة الناس الإيجابية، فمد إليهم يده بالعمل والمثابرة، فتحملوا معه الأعباء عن طيب خاطر، لذلك كان يُصدر القرارات الجريئة التى يمهد بها لنفسه ولمصر القفز على مرارة نكسة يونيو 1967 إلى آفاق نصر مؤزر طال انتظار الناس له، فتخلص من مراكز القوى وطرد الخبراء السوفييت واستمر فى تسليح الجيش واتخذ قرار الحرب على إسرائيل بداية من الثانية ظهراً فى يوم السادس من أكتوبر، ليتحقق على يديه أعظم الانتصارات فى تاريخ مصر والعرب.

كان الرئيس السادات مثل عموم المصريين مستعداً لفعل أى شىء وكل شىء حماية لكل ذرة من تراب هذا البلد ورفضاً للتنازل عن أى شبر من أرضه مهما كان الثمن، ومما لا يُنسى للرجل كذلك قراره بإعلان إعادة افتتاح قناة السويس للملاحة العالمية من جديد بعد ثمانى سنوات فى نفس يوم النكسة «5 يونيو»، لكن سنة 1975، إصراراً منه على تحويل يوم الهزيمة إلى ذكرى انتصار عظيم، ووقتها قال قولته الشهيرة: «إذا حاولت إسرائيل أن تعكر صفو احتفالنا بهذا اليوم فلن نتردد مطلقاً فى ضرب تل أبيب إذا لزم الأمر».

كان الإنجاز الأهم بالنسبة للسادات استثماره نصر أكتوبر فى التفاوض مع إسرائيل على أرضية جديدة من منطلق القوة عندما أعلن استعداده للذهاب إلى القدس وصنع سلام مع إسرائيل، وفعلها الرجل رغم معارضة العرب له، وأثبتت الأيام أنه كان على حق فى مبادرته، وأنه لو جلس الفلسطينيون معه على مائدة التفاوض مع الإسرائيليين لتغير الوضع واسترد الفلسطينيون أغلب أرضهم. رحم الله أنور السادات، بطل الحرب وبطل السلام.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السادات الزعيم الأهم فى تاريخ مصر المعاصر السادات الزعيم الأهم فى تاريخ مصر المعاصر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon