توقيت القاهرة المحلي 13:04:50 آخر تحديث
الخميس 24 نيسان / أبريل 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

أميركا وروسيا.. عالمٌ يبتعد عن النهاية

  مصر اليوم -

أميركا وروسيا عالمٌ يبتعد عن النهاية

بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو بعد مفاوضاتٍ طويلةٍ ومعقدةٍ تمت في السعودية، وهي مفاوضاتٌ قادت إلى تخفيض التوترات الكبرى السابقة التي كادت أن تودي بالعالم إلى حربٍ عالميةٍ ثالثةٍ لا تبقي ولا تذر.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهما قال عنه الإعلام اليساري الليبرالي حول العالم، إلا أنه يبقى رئيساً يعبر عن مصالح بلاده، ويتسم بواقعيةٍ شديدةٍ ومرونةٍ في التعاطي مع الملفات المعقدة، وطريقته المفضلة هي الصدمة ثم التفاوض، الضغط الأقصى ثم النقاش، وهي طريقةٌ استخدمت قبله ونتائجها تختلف بحسب الظروف والمعطيات نجاحاً وفشلاً. وصول مبعوثه إلى روسيا ولقاؤه مع الرئيس الروسي، دليلٌ على نجاح مهمٍ تحقق في المفاوضات التي جرت في السعودية، وبعدما قاد اليسار الليبرالي أميركا والعالم إلى مشارف حربٍ نوويةٍ جديدةٍ استطاع ترامب منع ذلك كله بالتفاوض مع روسيا على شروطه، وما يسعى إليه في مفاوضاتٍ سياسيةٍ لا علاقة لها بأيديولوجياتٍ عجيبة.

في شأنٍ يهم منطقة الشرق الأوسط بشكل كبيرٍ، فقد أعرب الرئيس ترامب عن أنه يمتلك «علاقة رائعة مع رجل اسمه أردوغان، وأنا أحبه وهو يحبني»، وأضاف مخاطباً رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأنه «إن كانت لديه مشاكل معه (أي أردوغان) فعليه حلها» وأن «على الإسرائيليين التصرف بعقلانية لحل أي مشكلة مع تركيا». إنهاء الأنظمة السياسية يتم أحياناً ضمن صفقةٍ كبرى تتم عبر توازناتٍ معينةٍ بين القوى العظمى في العالم والكبرى في الإقليم، وبالتالي فسقوط نظام الأسد في سوريا تم عبر صفقةٍ كبرى، ولكن له تبعاتٌ لم تحلّ بعد، ولن تحلّ في القريب العاجل، مهما سعت الأطراف المتنازعة لاحتوائها، فتركيا أرسلت كل الإشارات السياسية الممكنة أنها صاحبة المستقبل في سوريا، ولكن إسرائيل رفضت ذلك بإشاراتٍ أكثر قوةً وقراراتٍ سياسيةٍ وهجماتٍ عسكريةٍ، وباتت أميركا تتوسط بين الطرفين، ويتناسى الجميع عمق سوريا العربي والإسلامي القوي الذي تدعمه دول الاستقرار والاعتدال العربي، ويتناسى الجميع حجم المخاطر المحيطة بسوريا من داخلها وخارجها.

التغاضي عن المشكلات والنزاعات السياسية الكبرى لا يحلها، بل يزيدها رسوخاً ويضخم خسائر الطرف المتغاضي، والشعب السوري لديه ولاء عميقٌ لبعده العربي والإسلامي في الدول العربية، بعيداً عن طموحات المحاور الإقليمية السابقة واللاحقة، وبعيداً عن تدخلات إسرائيل العسكرية، ودون الحديث بصراحةٍ عن تلك المشكلات وطريقة حلها والجدال العلني حول أفضل الحلول، فإن مصالح الدولة السورية والشعب السوري، ومصالح الدول العربية التي تمثل عمق سوريا الاستراتيجي ستصبح مهددةً في قابل الأيام. الذين لا يدركون أبعاد الصراعات الاستراتيجية في المنطقة، ولا يعون عمق المفاهيم الضاربة الجذور في التاريخ لتلك الصراعات، فعليهم بالتواضع والتعلم ممن يدرك ويعي ويمتلك رؤية لحل المشكلات والنزعات وضمان المصالح ومواجهة التحديات، المنع سهلٌ ولكن التعبير عن الرؤى والتحليلات والمواقف صعبٌ وله تبعاتٌ على الكاتب والمحلل.

بدأت تركيا وإسرائيل حواراتٍ وتفاوضاتٍ حول سوريا، وكلاهما يتحدث لغةً عسكريةً ساخنةً لا سياسيةً وديبلوماسيةً فحسب، ومن هنا توسطت أميركا بين الدولتين، وليس أشد على أهل سوريا بعد خلاصهم من نظام الأسد البائد من ثلاث مخاطر رئيسية: أن يخلف محور المقاومة محور غير عربيٍ جديد، وأن تتدخل إسرائيل عسكرياً وتَحتل أراضٍ جديدةٍ في سوريا، وأن يتفشى خطاب التشدد ويسيطر على المشهد. أخيراً، فلكل هذه المخاطر وغيرها، ينبغي للشعب السوري أن يظل متيقظاً ويُعبّر بصراحةٍ عن رغبته في دولته المستقلة التي تفرض سيادتها على كامل أرضها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا وروسيا عالمٌ يبتعد عن النهاية أميركا وروسيا عالمٌ يبتعد عن النهاية



GMT 06:57 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

سر الرواس

GMT 06:54 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

حلّ «إخوان الأردن»... بين السياسة والفكر

GMT 06:52 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال

GMT 06:47 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 06:44 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بعثة الملكة حتشبسوت إلى بونت... عودة أخرى

GMT 06:42 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

GMT 06:39 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

عين البابا البصيرة

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - محمد صبحي يهاجم ورش الكتابة وأجور الفنانين العالية

GMT 15:40 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

روسيا تعلن عن حدث عسكري ضخم مع مصر

GMT 09:07 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 20:03 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

3 شائعات لحقت بالفنانة بشرى

GMT 00:26 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

روبي تشعل الحفل الخاص بالرقص على أنغام ليه بيداري كده

GMT 21:24 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة فني كهرباء وإصابة 4 من زملاءه في كفر الشيخ

GMT 22:44 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ندوة حول تحديات موارد مصر المائية بحزب التجمع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon