توقيت القاهرة المحلي 19:41:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة ومحكمة العدل الدولية

  مصر اليوم -

غزة ومحكمة العدل الدولية

بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

قرار محكمة العدل الدولية بوقف الحرب الإسرائيلية ضد رفح قرار مهمٌ في دلالته على وجوب إيقاف هذه الحرب الشرسة، وهو تقييد لقدرة إسرائيل على حرق ما تبقى من غزة وشعبها المغلوب على أمره. وهذا القرار هو نتيجة لجهودٍ سياسيةٍ وقانونية قامت بها عدد من الدول العربية في دعم السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني. وقبل هذا قدم المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية التي تختلف عن محكمة العدل الدولية، كريم خان، طلباتٍ للمحكمة لإصدار أوامر بالقبض على «بنيامين نتنياهو» ووزير دفاعه «يوآف غالانت» مع «إسماعيل هنية» و«يحيى السنوار» و«محمد ضيف»، نتنياهو وغالانت لجرائمهما ضد المدنيين في غزة، وهنية والسنوار وضيف لجرائمهما ضد المدنيين في إسرائيل.

والسؤال هنا، من هي الجهة المخوّلة بمحاكمة عناصر بعض الفصائل الفلسطينية لجرائمهم ضد الشعب الفلسطيني في غزة؟ وهو أمرٌ تحدث عنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقيادات في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، كما اشتكى منه سكان غزة في مقاطع مصورةٍ متعددةٍ خرجت على الرغم من التصفيات الميدانية التي تتم داخل قطاع غزة لكل من ينتقد «حماس» وعناصرها وما جرته على القطاع من دمارٍ وويلاتٍ وقتلٍ وتدمير. قرار محكمة العدل الدولية جاء نتيجةً لجهودٍ مكثفةٍ ومتواصلة سياسياً وقانونياً قامت بها السلطة الفلسطينية والدول العربية والدول الإسلامية عبر سنواتٍ طوالٍ، وتتابعها مؤخراً اللجنة العربية الإسلامية المنبثقة عن قمة الرياض الاستثنائية في نوفمبر 2023 وهو لم يكن بأي حالٍ من الأحوال نتيجةً لمغامرة 7 أكتوبر غير محسوبة العواقب. باعتبار هذا القرار إنجازاً على طريقٍ شائكٍ، وقبله اعتراف ثلاث دولٍ أوروبية بالدولة الفلسطينية، وحل الدولتين، فإنه تأكيد على المؤكد من قبل وهو أن حلّ القضية الفلسطينية هو حلٌ سياسيٌ يدعو للسلام بحسب «المبادرة العربية».

ومن هنا فإن كل من طرحوا شعارات الحرب ومزايدات المقاومة بعد 7 أكتوبر الماضي من كتابٍ ومثقفين لا يحق لهم الفرح بهذه المنجزات، ويجب أن تبرز مواقفهم تلك ويسلط عليها الضوء والنقاش والتحليل، ففي عالمنا العربي للأسف ينجو المزايدون دائماً من مواجهة الحقائق ورصد التزييف الذي مارسوه في لحظات الأزمات. ردود الفعل الأميركية على قرار محكمة العدل الدولية، والتي عبّر عن بعضها بفجاجة بعض أعضاء الكونجرس الأميركي إنما تعيد للأذهان الجدل المستحق والمتصاعد منذ سنواتٍ حول «النظام الدولي» وقيمته ومبادئه وانتقائيته لخدمة بعض الدول الكبرى في العالم وبخاصة الغربية منها، وهو جدلٌ يجب أن يستمر وأن يتصاعد أكثر في المرحلة المقبلة.

الحرب الروسية الأوكرانية كشفت كثيراً من العيوب والقصور في «النظام الدولي»، وحرب إسرائيل على غزة كشفت المزيد من تلك العيوب والانحيازات، وقد دفعت حكومة إسرائيل «اليمينية» قدرة «النظام الدولي» على التحمّل إلى مداها الأقصى، ولم تستمع لحلفائها الكبار في الغرب، ولم تستوعب المتغيرات الكبرى إقليمياً ودولياً وظنت أنها معفاةٌ من أي استجابة للنظام الدولي ومؤسساته كما كان يجري في السابق، وهي تكتشف اليوم أن جادة السياسة في المنطقة والعالم قد جرت فيها مياهٌ جديدةٌ.

الطريقة التي أصبحت تدار بها الملفات الكبرى في المنطقة إقليمياً ودولياً، سياسياً واقتصادياً وقانونياً غيرت كثيراً من قواعد اللعبة وتوازنات القوى واستراتيجيات الصراع، وما يجري لإسرائيل اليوم جرى ويجري مثله لقوى أخرى في المنطقة بدأت تجد نفسها محاصرة سياسياً واقتصادياً وقانونياً، وهي مجبرةٌ على التغيير أو الاصطدام بالعالم دولاً وشعوباً وبالمؤسسات الدولية، ومن هنا فهذه مرحلة جديدةٌ لم تعرفها المنطقة من قبل. أخيراً، فقرارات محكمة العدل الدولية وقرارات محكمة الجنايات الدولية يمكن البناء عليها وتصعيدها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن في مرحلة قادمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة ومحكمة العدل الدولية غزة ومحكمة العدل الدولية



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon