توقيت القاهرة المحلي 16:08:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

2025 عـــام النجاح والحـــــذر

  مصر اليوم -

2025 عـــام النجاح والحـــــذر

بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

انصرم عامٌ وسيشرق عامٌ جديد، 2024 تجرجر أذيالها لتلتحق بركب التاريخ الطويل، و2025 تستعد لتضع أولى خطاها على ذلك الدرب، والأفراد والمجتمعات والدول الحية تفكر دائماً بالغد المقبل وصناعة المستقبل.

الواقع ثابتٌ بين طرفين، الماضي والمستقبل، ولكنك لن تصل لأي حلٍ حين تفكر فيه بهذه الطريقة فحسب، فهو في الحقيقة خاضع لاعتباراتٍ كثيرةٍ في الماضي، وخاضع لطموحاتٍ جامحة في المستقبل، هذا لو اعتبرنا المركز واحداً بين الماضي والمستقبل، فكيف إذا أضيف له أن ذلك شأن الخصوم المتصارعين وشأن الحلفاء المتنافسين وشأن الجميع؟ ستكون القصة أكثر تعقيداً دون شكٍ. قالت العرب إن اللبيب بالإشارة يفهم، ومن هنا فليستعد الجميع لتقلباتٍ سياسيةٍ في المنطقة ذات أبعادٍ دوليةٍ وإقليميةٍ جديدةٍ، وتيقنوا أن زوال خطر محدقٍ بلونٍ معينٍ، لا يلغي خطراً أكبر وإن بلونٍ مغايرٍ وطبيعةٍ مختلفةٍ.

فتشوا في التاريخ عن خطر «الطائفية» التي تمثل استبداد الأقلية وطغيانها وتوحشها، ولكن قارنوا كل ذلك بخطر «الأصولية» وطغيانها وتوحشها، لتجدوا ألا مقارنة بين من ينازع على الهامش «الأقلية» ومن يصارع على الأصل «الأكثرية». استعيدوا التاريخ الحديث لتعلموا أن القوى التي سعت للهيمنة على الدول العربية حاربها أفذاذ العرب على مدى عقود من الزمن، رجالات سياسةٍ وقادة فكرٍ ووجهاء مجتمعاتٍ قد تطلّ بقرنها وإرثها وتاريخها مجدداً، ومثل كل محتلٍ ستجد من يدعمها ويوفر لها المبررات ويقدم لها الخدمات.

«الأصولية» ستكون عماد هذا المحور الجديد، الذي وإنْ انتصر على «الطائفية» إلا أنه أكثر خطراً منها، لأنه - كما سبق - ينازع على المتن لا على الهامش. ليس في السياسة عواطف، بل هي صراعات باردة تحسمها المصالح، وفي العام الجديد وبالتوافق مع الرئيس الأميركي ترامب يمكن إعادة صياغة المنطقة لعقودٍ قادمةٍ، والقضية الفلسطينية مركزيةٌ دون شكٍ وحلولها كثيرة، ومن هنا فيجب على إسرائيل أن تصبح أكثر مرونةً وتقدم تنازلات سياسيةٍ، إن رغبت في بناء مستقبل أزهى لمنطقة يراد لها أن تلتحق بالعالم الأول وأن تصبح «أوروبا الجديدة».

ولتحذر المجتمعات والدول من «التفاهة الممنهجة» التي أصبحت تتفشى بين الشعوب وتدار بها مؤسسات معتبرة في بعض الدول، وتؤخذ مواقفها بالاعتبار على عوجها، دون تمييز بينها وبين آراء العلماء والمفكرين والمتخصصين الذين أفنوا أعمارهم بحثاً وتمحيصاً وتدقيقاً في شتى المجالات، وللمقارنة، فالتافهون الصاخبون في «وسائل التواصل الاجتماعي» سيخدمونك في سنةٍ أو عشر سنواتٍ، ولكنهم سيخذلونك في قرنٍ من الزمان. أصحاب مقولة «نهاية الصحوة» لن يستطيعوا رؤية الخطر القادم للأصولية وعلاقاتها بالغرب والشرق، وخطابها وأيديولوجيتها، وجماعاتها وتنظيماتها، ولن يستطيعوا التعامل معها كفاعلٍ سياسيٍ خطيرٍ ومؤثرٍ يشكل تهديداً حقيقياً وجديراً بالحذر، وما لم يراجعوا أنفسهم فسيصطدمون بواقعٍ لا يستطيعون التعامل معه.

المولعون بـ «الربيع العربي» الأسود سيعودون، وأطروحاتهم ستنتعش، ولن يقضي عليهم نجاحٌ تنمويٌ ولا معجزةٌ اقتصاديةٌ، بل هو الفكر والفلسفة والجدل العلمي المستحق بكل أدواته، ودول الخليج مع كل مؤسساتها العلمية وأكاديمياتها المعتبرة ما زالت بعيدةً عن المواجهة. أخيراً، فالحاضر مصنع المستقبل، والنجاحات والإنجازات لا تلغي الحذر المستحق، وكل عامٍ وأنتم بخير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

2025 عـــام النجاح والحـــــذر 2025 عـــام النجاح والحـــــذر



GMT 09:08 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

7 فرق و11 لاعبًا نجوم البريمييرليج!

GMT 08:51 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:49 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:48 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:46 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

GMT 08:44 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 08:43 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانون السوريون وفخ المزايدات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon