توقيت القاهرة المحلي 14:45:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تنظيم «داعش» وزوجات الخليفة

  مصر اليوم -

تنظيم «داعش» وزوجات الخليفة

بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

تنظيم «داعش» الإرهابي لم ينته بعد، وتنظيم «القاعدة» ما زال حياً، فضلاً عن أمهما والمصدر الأصلي لهما وهي «جماعة الإخوان» ومعها بقية الجماعات الأصولية المجرَّمة قانونياً في عدد من البلدان العربية، كدولة الإمارات والسعودية ومصر، وفي تقرير للأمم المتحدة قبل أشهرٍ ذكر أن البنية الرئيسية للتنظيم لا تزال تتضمن ما بين 5000 و7000 فرد في العراق وسوريا.
في عملٍ مهني محترفٍ وسبقٍ صحفيٍ حقيقي بثت قناة «العربية» حوارات متلفزةٍ مع زوجات قائد التنظيم «أبو بكر البغدادي» وابنته، اللاتي تسلمتهن العراق من تركيا، ومع الأخذ في الاعتبار أنها تصريحات تشوبها شوائب من سجيناتٍ يتحدثن عن فترةٍ كنّ فيها أقرب الناس لزعيم أبشع تنظيم شهدته السنوات الأخيرة، ولكن هذا لا يمنع أنهن ذكرن الكثير من الحقائق والقصص والتفاصيل التي تلقي ضوءاً على مرحلة معتمة فيما مضى.
العجيب أن الحوار كان يتمّ عن الأيزيديات المسكينات بوصفهن «سبايا» وهو وصفٌ لا إنسانيٌ تجاوزه الدين والزمن والبشر، وهو بكل الأحوال وعلى كل المذاهب الفقهية لا ينطبق على الأيزيديات، فالتوصيف الحقيقي هو أنهن مختطفات بالقوة من بيوت أهلهن الآمنة وتمت معاملتهن بتوحشٍ دنيء واغتصابٍ وفجورٍ ممن يدعون الدين، وهم أجهل الناس به، وقد اعترفت إحدى زوجات البغدادي بأن قياداته كانوا يجهلون الكثير من أمور الشرع والدين.
قبل سنواتٍ أنتجت مجموعة «إم. بي. سي» مسلسلاً درامياً عن هذا التنظيم المجرم والإرهابي تحت اسم «غرابيب سود» وقد أشرفت بنفسي على العمل وحرصت على ذكر كل الحقائق المتعلقة بالتنظيم وممارساته وشناعاته التي كان يرتكبها وعرضنا لتبريراته الدينية لأفعاله وفندناها من خلال شخصيات العمل، وفضحنا الممارسات غير الأخلاقية التي كان يتركبها عناصر التنظيم وقياداته، وباعتراف زوجات البغدادي وابنته التي بثت في هذه الحوارات المميزة فقد كان طرح العمل متزناً ومطابقاً للواقع، واعترافات زوجات البغدادي ما هي إلا غيضٌ من فيضٍ وستتكشف الكثير من الأسرار مستقبلاً.
في ذلك الوقت كانت الرؤية واضحة بالنسبة لي بعدم التطرق لمن يقف خلف «تنظيم داعش» ومن يدعمه بالمال والسلاح وكافة أنواع الدعم حرصاً على عدم جرّ العمل لمناطق خلافٍ والحرص على تكوين إجماع مجتمعيٍ ضد ممارساته، وكنت أشاهد الحلقات قبل أن تبث للتأكد من تنفيذ النص كما كتب وعدم وجود أخطاء، وتفاجأت بمشهدٍ دراميٍ بين قائد التنظيم في المسلسل وشخصية أجنبيةٍ غربيةٍ لإثبات أن الدول الغربية وحدها هي من تدعم التنظيم وكان ذلك سبباً لغضب شديد من طرفي ورفضٍ قاطعٍ للتلاعب بقصة خطيرة دينياً وسياسياً واجتماعياً لصالح بعض الدول الإقليمية لتبرئتها من جرائم التنظيم المتوحشة، ودعمت موقفي إدارة القناة وحذف المشهد الذي لم يكن في «السيناريو» ولا في النقاشات وإنما أدخل بشكلٍ مريبٍ من قبل المنتج.

في سنواتٍ مضت كتب كاتب هذه السطور وكتب غيره لرصد العلاقات بين «تنظيم القاعدة» السنّي ودولة إقليمية تقود محوراً طائفياً ينتمي للتشيع السياسي، وكان أتباع «تنظيم القاعدة» ورموز «الصحوة» يرفضون مثل هذا الكلام ومثل هذه الطروحات ويكيلون الاتهامات للكُتاب والمختصين الذين يطرحونها، ثم تجلّى المشهد عن علاقاتٍ أكثر من وثيقةٍ بين الطرفين، وأنها كانت تتم على كافة المستويات من القيادات إلى العناصر، وتجلّى المشهد أن بعض رموز السلفية السياسية من «السروريين» كانوا ينظرون لهذا التعاون السني الشيعي على نشر الإرهاب وأوضح الأمثلة كتاب سفر الحوالي «المسلمون والحضارة الغربية» الذي ذكر فيه بالتفصيل تبريراته الدينية والسياسية والحركية لهذا التحالف الذي جمع المتناقضات. أخيراً، فتنظيم «داعش» لم ينته و«الصحوة» لم تتلاشى، ومهمة الصحفي الحقيقي هي ممارسة عمله بمهنية تذكر الناس بقيمة الصحافة الرصينة بعد تفشي «التفاهة الممنهجة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنظيم «داعش» وزوجات الخليفة تنظيم «داعش» وزوجات الخليفة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon