توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة وخطاب التكفير السياسي

  مصر اليوم -

غزة وخطاب التكفير السياسي

بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

حدث غزة صادمٌ وحاضرٌ في قلوب الناس وعقولهم، وتبعاته متوالية ومستمرة، ومعاناة الشعب الفلسطيني فيها تفوق الوصف، من قبل ومن بعد، وقد نقل بعضها قبل قطع الاتصالات وتصعيد الهجوم على غزة، ويمكن للمتابع أن يتخيّل ما يحدث هناك.
دول الخليج العربي من بين دول العالم قاطبةً هي أكبر داعمٍ للقضية الفلسطينية منذ بدايتها وفي كل مراحلها وحتى اليوم، لا يجادل في ذلك عاقلٌ ولا يناقش فيه عالمٌ، والتاريخ شاهدٌ والأرقام لا تكذب والمواقف السياسية معلنةٌ، وجلّ حراك دول الخليج بعد هذه الأزمة سياسياً ودبلوماسياً، ثنائياً وفي المحافل الدولية هو لإيقاف الحرب ودعم سكان غزة المدنيين وحمايتهم قدر المستطاع.
بعد هذه الأحداث كشر بعض رموز «الإسلام السياسي» عن أنيابهم، وأعادوا للمشهد كل خطابهم المتطرف التكفيري عبر بوابة غزة ومغامرات «حركة حماس» فيها، ولأن أيديولوجيتهم تجبرهم على توظيف الدين المقدّس لخدمة السياسة القذرة فإنهم يلجأون سريعاً لتناول الأحداث السياسية بلغة دينية متطرفة، لا تعرف الاعتدال ولا الوسطية.
«الإسلام السياسي» في منطقتنا والعالم بات جزءاً من السياسة وتوازناتها وركناً أساسياً في فهمها وفهم تجاذباتها وتوازناتها، وبات يحكم دولاً بأكملها ويسعى للتمدد والتأثير وبسط النفوذ، طائفياً وأصولياً، وطوّر من نفسه، فبعض الدول تتبناه صراحةً وبشكلٍ خشنٍ وصادم، بينما بعضها الآخر يتبنى صوراً أقل خشونةً وتسعى للتواؤم مع العالم، ولكنّه تيارٌ سياسيٌ حاضرٌ ومؤثرٌ وقويٌ.
في التعليق على أحداث غزة المؤسفة خرج بعض «الدعاة» المنتسبين لجماعة «الإخوان» لا لنصرة الشعب الفلسطيني ولا القضية الفلسطينية بل لنصرة فصيلٍ «إخوانيٍ» يرتكب الحماقات السياسية وينكب الشعب الفلسطيني ويعبث بالتوازنات السياسية الإقليمية والدولية، وقد جاء خطابهم تكفيرياً متحمساً يخلط الدين بالسياسة بشكل فجٍ ومبالغٍ فيه.
داعية كويتي من «جماعة الإخوان»، أخذ يتهجم على الدول العربية الفاعلة في دعم فلسطين، فكتب: «نطالب.. نشجب.. لن نقبل.. يجب.. لن نسمح.. وأمثالها ليس لها أي معنى اليوم.. هذه أقوال وليست أفعالاً.. وهذا كل ما نسمعه من الدول العربية »، وأخذ يلمز الجيوش العربية ويثني على «حزب الله اللبناني» بعدما تناقض موقفه منه.
هذا التهور والمجازفة والتكفير واللعن يجب أن توثّق لتضاف لسجله الأسود الطويل، وفعل مثله داعية آخر اتهم العشرات من «أكاديميين، إعلاميين، صحفيين، شعراء، أدباء، كتّاب» بحسب كلماته بأنهم «منافقون» وتحليل السياسة بلغة اللعن والتكفير والنفاق هو لعبة الإسلام السياسي الخطيرة والتي لم تفضح بشكل كاملٍ بعد.
المرتبة الأولى لفضح «جماعة الإخوان» والإسلام السياسي عموماً هي عند مقارنتهم بطروحات الفقهاء التقليديين الذين لا يفهمون هذا التلاعب بالدين لصالح مصالح حزبية ضيقة، فتجد ردودهم فقهية متينة لا تنساق وراء هذا العبث «الإخواني». أخيراً، لن يتوقف العدوان على غزة من قبل ومن بعد بمزايدات المؤدلجين، بل بوقوف الدول العربية القائدة والرائدة معها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة وخطاب التكفير السياسي غزة وخطاب التكفير السياسي



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon