توقيت القاهرة المحلي 19:06:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أميركا وأوكرانيا.. فقدان «مليار» وسلاح نوعي

  مصر اليوم -

أميركا وأوكرانيا فقدان «مليار» وسلاح نوعي

بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

عامان مرّا على الحرب الروسية الأوكرانية، لم تنته روسيا وتدمرت أوكرانيا، والحملة الدولية التي شنها الغرب وعلى رأسه أميركا بشكل غير مسبوقٍ ضد روسيا بدأت تضمحل وتضعف، وبدأت أزمات أخرى تأخذ مكانها في الأهمية حول العالم، وهذه طبيعة السياسة وصراعاتها وأولوياتها.

ليس سراً أن أميركا ترى في الصين عدواً أخطر من روسيا، وموقفها تجاه الحرب في غزة قويٌّ ومعلنٌ في تأييد إسرائيل وهي قامت بتحركات عسكرية كبرى في المنطقة، وهي مع بريطانيا مستمرة في ضرب «ميليشيا الحوثي» عسكرياً في اليمن، ودعمها اللامحدود لأوكرانيا سابقاً آثار معارضة الحزب «الجمهوري» ومعارضة بعض «الديموقراطيين» غير المقتنعين بإدارة رئاسة بايدن للقضية، وسيثير معارضة أكبر في هذه السنة وهي سنة انتخابات أميركية جديدة بمنافسةٍ شرسة.

في ديسمبر 2022 كتب كاتب هذه السطور في هذه المساحة مقالة بعنوان: «حرب الفساد والفساد في الحروب» وأن «الحرب الروسية الأوكرانية ضخمة بكل المقاييس، وبالتالي فالفساد فيها ضخمٌ وكبيرٌ، وهو وإن لم يظهر للسطح في الوقت الحالي بسبب احتدام الحرب وشدتها، إلا أنه سيظهر يوماً ما وستظهر الأرقام والأسماء المشاركة فيه والمنتفعة منه» وبعدها بشهرٍ يناير 2023 كتب مقالة بعنوان: «بيل غيتس والفساد في أوكرانيا» وفيها أن «الحكومات الغربية تصمت صمتاً مطبقاً عن هذا الفساد لأنها تدير معركة كسر عظمٍ مع روسيا وحرباً دولية ضدها... ولكنها ستفيق يوماً وستتحرك مؤسساتها وستتبعه وسائل إعلامها، وسينكشف المستور ويصبح المسكوت عنه اليوم حديث العالم غداً، وإن غداً لناظره قريب». هذا الغد المنتظر قد وصل، فبعد عامٍ من تلك المقالة تداولت وسائل الإعلام قبل يومين يناير 2024 إعلان وزارة الدفاع الأميركية «أن أكثر من مليار دولار من إجمالي 1.69 مليار دولار من المساعدات التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا باتت مختفية، موضحاً أن 39139 سلاحاً عالي الخطورة، بما في ذلك صواريخ ستينغر وأجهزة الرؤية الليلية، من بين تلك المفقودات».

أما الفساد في الأموال الذي كان تنبؤاً، فهذا إعلان «البنتاجون» صريحٌ في إثباته ويبدو أنه رأس جبل الجليد فحسب، وسيعلن في المستقبل أرقامٌ أكبر بكثير، والأخطر منه في هذا الإعلان هو تسرب أو تسريب السلاح الأميركي النوعي ذي الجودة العالية واختفاؤه، فأين ذهب هذا السلاح؟ وكيف يمكن تصديره لمناطق مضطربة حول العالم؟ ومن هي الجهات التي ستستفيد منه؟ هذه أسئلة مثيرةٌ للجدل. سابقتان خطيرتان توضحان ما يمكن للسلاح الأميركي المتقدم والنوعي أن يخلق من مشكلاتٍ كبرى في حال فقدانه أو تركه أو خسارته، الأولى، استيلاء تنظيم «داعش» الإرهابي على أسلحة أميركية نوعيةٍ بعد دخوله المريب لمدينة الموصل العراقية 2014 وعاث بعدها فساداً ودماراً في العراق وسوريا وغزت خلاياه العالم، والثانية، الانسحاب الأميركي الذي يشبه الهروب من أفغانستان وتركه خلفه أسلحة متقدمةً وآلياتٍ حديثةٍ، مكّنت الجهة التي استولت عليها من السيطرة على البلاد.

هذا السلاح الأميركي المتقدم والنوعي الذي أعلنت وزارة الدفاع الأميركية فقدانه في أوكرانيا لن يختفي ويتلاشى، بل سيظهر في أزماتٍ وصراعاتٍ في مناطق مختلفةٍ حول العالم، وسواء كان فقدانه مقصوداً أم غير مقصودٍ، فهو يجب أن يثير الكثير من الشكوك والمخاوف لدى الكثير من دول العالم، ووقوعه في الأيدي الخطأ سيكلف الكثير ويخلق اضطرابات وفوضى عارمة، ومثل هذا السلاح حين يظهر سيصبح حديث الإعلام والعالم. أخيراً، فأحداث التاريخ ليست عبثاً وتفاعلاته ليست صدفاً، وهو وإن لم يكن مؤامرةً فهو مليء بالمؤامرات، وتحليل الأحداث وتمحيصها يمكّن من رؤية أفضل للمستقبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا وأوكرانيا فقدان «مليار» وسلاح نوعي أميركا وأوكرانيا فقدان «مليار» وسلاح نوعي



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 18:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية
  مصر اليوم - نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon