توقيت القاهرة المحلي 13:24:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رمضان التسامح.. وغول «الإرهاب»

  مصر اليوم -

رمضان التسامح وغول «الإرهاب»

بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

رمضان التسامح.. وغول «الإرهاب»
عبدالله بن بجاد العتيبي
رمضان الكريم شهر خيرٍ وبركةٍ، تسمو فيه الأرواح بالإيمان وتعمر القلوب بالتقوى، وهو شهرٌ يختلف عن بقية شهور السنة بالصيام، ولعقودٍ من الزمن أصبح شهر الدراما كذلك حيث يتروّح الناس فيه بمتابعة الأعمال الدرامية المختلفة في موسمٍ دراميٍ تشتد فيه المنافسة بين المنتجين والقنوات على انتزاع حصتهم من المتابعين. لعقودٍ كان شهر الدراما ولسنواتٍ طويلة أصبح شهراً ينشط فيه الإرهاب جماعاتٍ وتنظيماتٍ، تجنيداً وحشداً وتهييجاً وجمعاً للأموال ثم تفجيراً وتدميراً، التجنيد والحشد والتهييج وجمع الأموال منهجٌ لجماعات الإسلام السياسي مثل «جماعة الإخوان» أو «السرورية» والتفجير والتدمير منهجٌ لتنظيمات الإرهاب، والاثنان واحدٌ في الهدف والغاية وإن اختلفت بعض الطرائق والأعمال. في رمضان هذا العام ستستمر الجماعات في أعمالها في الدول التي لم تصنفها إرهابية بعد وستجد أساليب جديدة للحضور والتعبير عن نفسها في الدول التي صنفتها إرهابيةً بقوة القانون، وسيكون من ذلك المنافسة على الحضور الإعلامي عبر برامج تلفزيونية أو «بودكاستات» أوحساباتٍ في مواقع التواصل الاجتماعي، ولئن كان هذا الحضور في الماضي محصوراً في البرامج الدينية فإنه مع قدرة هذه الجماعات على التأقلم والتلوّن والتقلّب سيصبح حضوراً في برامج ثقافية وحوارية وفنية وبرامج المسابقات وغيرها، وسيتم تمرير العديد من الرسائل الدينية وترميز العديد من الأسماء الجديدة التي لن يتم استثمارها بشكل مستعجلٍ بل مجرد تسجيل الحضور والشهرة في هذه المرحلة ومن ثم الانتظار لسنواتٍ لجني الثمار المباشرة حين تصبح الفرصة مواتيةً. خطرٌ حقيقيٌ آخر يكمن في أن تنظيمات الإرهاب الصريحة مثل «تنظيم القاعدة» أو «تنظيم داعش» ما زالت حاضرة في أكثر من مكانٍ في العالم العربي والعالم بأسره وما زالت خلاياها وخطاباتها تنشر وتوزّع وتنتشر، ولها حضورٌ قويٌ في وسائل التواصل الاجتماعي، وهي في المواسم الدينية وبخاصة في رمضان قد أتقنت ولسنواتٍ طويلةٍ إقناع أتباعها وعناصرها بتنفيذ عمليات إرهابية شنيعةٍ وبشعةٍ تستهدف الأبرياء والمدنيين والعسكريين سواء بسواء وهو الأمر الذي لن تتوقف عن ممارسته والاستمرار عليه، والعائق الأكبر أمامها هو النجاحات الأمنية المذهلة في العمليات الاستباقية التي ترصد مثل هذه العناصر والخلايا قبل أن تنفذ عملياتها. يمكن رصد ارتفاع عمليات الإرهاب بشقيه السُني والشيعي في العالمين العربي والإسلامي في هذا الشهر الكريم في السنوات الماضية، وهو وإن لم يكن نجاحاً في تنفيذ العمليات الإرهابية، فهو نجاح في تراكم التخطيط وقبل ذلك في الحشد والتهييج وجمع الأتباع والأموال، وفي هذا الشهر الفضيل ستحتدّ بعض المواقف وستخرج بياناتٌ شديدةٌ تجاه الأوضاع المضطربة في المنطقة سواء في غزة أم اليمن أم العراق أم غيرها وستصدر فتاوى متحمسة وسيخرج بعض المثقفين من «مطايا الإخوان» ليصفوا الأحداث ويشرحوا المواقف بما يوصل معلومةً واحدةً للعامة هي أن الدول العربية فاشلةٌ وأنظمتها السياسية عاجزةٌ وهو ما يصنع البيئة المناسبة للتجنيد والحشد. صناعة السخط صناعة احترفتها جماعات الإسلام السياسي لعقودٍ من الزمن، ولسنواتٍ ظلت هذه الصناعة حكراً على عناصر الجماعة، ولكنها بعد التضييق عليها بدأت في دعم كتاب ومثقفين يبدون مستقلين بشرط أن يستمروا في صناعة السخط بدلاً عن الجماعة لإبقاء الشعوب غاضبة وحانقة على نفسها ومجتمعها وحكوماتها ودولها. أخيراً، فالدين ملك للجميع، والمسلمون يحبون دينهم ويعززون إيمانهم في كل حينٍ، وليس أحدٌ من هؤلاء مقصوداً بهذا السياق بأي حالٍ من الأحوال، بل المقصودون هم عناصر هذه الجماعات المؤدلجون الذين يمكن كشفهم ومعرفة تاريخهم وفحص طروحاتهم. *كاتب سعودي

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان التسامح وغول «الإرهاب» رمضان التسامح وغول «الإرهاب»



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon