توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جماعة «الإخوان» و«خطب هتلر»

  مصر اليوم -

جماعة «الإخوان» و«خطب هتلر»

بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

التاريخ العربي الحديث مليء بالصراعات السياسية والفكرية، وتأثرت تيارات وأحزاب ورموز عربية بما كان يسيطر على العالم من أفكارٍ وتياراتٍ وتنظيماتٍ، فالشيوعية والقومية دخلتا العالم العربي من أوسع الأبواب وحكمتا العديد من البلدان، وورثت نفوذهما وتأثيرهما جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها «جماعة الإخوان».
في نقد «جماعة الإخوان» خطاباً ومبادئَ، أيديولوجية ومفاهيمَ، أفكاراً وتنظيماً، يتم تسليط الضوء على العديد من الزوايا في ذلك كله، وواحدة من نقاط النقد تتركز حول تأثر الجماعة بالتيارات السياسية والفكرية الأوروبية المسيطرة إبان نشأة الجماعة وتوسعها، وعلى رأس تلك التيارات والأحزاب السياسية، تيار النازية الألمانية وزعيمها هتلر وتيار الفاشية الإيطالية وزعيمها موسوليني، وحين يطرح النقد تأثر حسن البنا مؤسس الجماعة بهذين التيارين تثور ثائرة التشكيك في الناقد والنقد من قبل رموز وعناصر هذه الجماعة وبعض المدافعين عنها من تيارات أخرى، ويرمون الناقد بالعظائم ويتهمونه بالعمالة والارتزاق، في منظومة يتقنونها جيداً لإحراق الشخصية، يوجهونها لكل منتقدٍ بغض النظر عن صواب نقده من عدمه.
إعجاب حسن البنا مؤسس الجماعة بنازية هتلر وفاشية موسوليني محل نقدٍ يكشف عن شخصية البنا المولعة بالعنف والعنف السياسي المؤدلج الذي يستبيح قتل الملايين من البشر في سبيل الأيديولوجيا، وهو ثابت في نص كلام البنا نفسه، بعيداً عن تأويلات المتأولين ونقد الناقدين، فقد كتب في كتابه «مجموعة الرسائل» ما نصه بالحرف الواحد: «فقامت النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا، وأخذ كل من موسوليني وهتلر بيد شعبه إلى الوحدة والنظام والنهوض والقوة والمجد، وسرعان ما خطا هذا النظام بهاتين الأمتين في مدارج الصلاح في الداخل والقوة والهيبة في الخارج، وبعث في النفوس الآمال الخالدة وأحيا الهمم والعزائم الراكدة».
هذا النص واضحٌ وصريحٌ في إعجاب حسن البنا نفسه بالنموذجين النازي والفاشي في أوروبا، ويضاف لهذا أنه حوّل هذا الإعجاب لسياسة يتبعها داخل «جماعة الإخوان» وقد تحدث محمود عبدالحليم وهو المؤرخ شبه الرسمي لـ«جماعة الإخوان» في كتابه «أحداث صنعت التاريخ» ما نصه: «وكانت تصلنا خطب هتلر بنصها وكنا ننسخ منها نسخاً لتوزيعها على المشتركين في الجبهة» فكانت تتم تربية عناصر الجماعة على خطب هتلر ويتم توزيعها عليهم وتغذية عقولهم بأفكارها ومبادئها بشهادة مؤرخ الجماعة ومن راجعوا ما كتبه من قيادات الجماعة ووافقوا عليه قبل صدور الكتاب.
هذا بالإضافة للمعلومات المتكاثرة التي تتحدث عن علاقاتٍ نشأت بين «جماعة الإخوان» والحزب النازي في ألمانيا، والوعود المتبادلة بين الطرفين إبان الحرب العالمية الثانية، وذلك بعدما نقل حسن البنا البندقية من الإنجليز إلى الألمان، وإلا فالدعم الأهم في بداية إنشاء الجماعة كان قد جاء من الإنجليز.
وجدت خطاباتٌ ومواقف سياسية أيدت ألمانيا من غير «جماعة الإخوان» من سياسيين وكتاب في تلك الفترة، ولكن ذلك مع فارقٍ مهمٍ، هو أن الجماعة كانت تمهر مواقفها السياسية دائماً بالخطاب الديني، وأن مواقفها السياسية هي تعبير عن موقف الإسلام والدين، ولهذا استمر تمجيد النازية وهتلر لدى هذه الجماعة ورموزها إلى وقتٍ قريبٍ، وبقي رموز الجماعة يثنون على هتلر من نواحٍ متعددة وليس آخرهم يوسف القرضاوي.
أما تأثر الجماعة الأكبر والأوسع نطاقاً فكان بالشيوعية واليسار عموماً، على مستوى البنية الفكرية والبنية التنظيمية، وفي هذا كتاباتٌ متعددةٌ وشواهد لا تنتهي، في المفاهيم والأفكار كما في التنظيمات والسرية والهرمية، وهو ما توارثته عن الجماعة كل «جماعات الإسلام السياسي» و«تنظيمات العنف الديني». أخيراً، فالنقد حين يكون مبنياً على المعلومة، والتحليل حين يكون مبنياً على العلم، يؤديان إلى الغاية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جماعة «الإخوان» و«خطب هتلر» جماعة «الإخوان» و«خطب هتلر»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon