توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العالم يتسلّح عسكرياً

  مصر اليوم -

العالم يتسلّح عسكرياً

بقلم - عبدالله بن بجاد العتيبي

الصراعات الدولية والإقليمية تزداد حدةً منذ سنواتٍ في العالم ومناطقه الساخنة، وأصبحت عبارة «منذ الحرب العالمية الثانية» تتكرر لوصف بعض المشاهد أو التنبؤ بمستقبلها، من كبار قادة العالم وفي وسائل الإعلام ومن المراقبين والمحللين.
العالم يتسلّح، من الدول العظمى إلى المتوسطة إلى الصغرى، كلٌ بحسب قدراته وحاجاته، ولكن الجميع يتسلّح، ولأول مرةٍ و«منذ الحرب العالمية الثانية» بدأت ألمانيا واليابان بالتسلّح، وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس قبل أيامٍ أن «بلاده يجب أن تصبح القوة المسلحة الأفضل تجهيزاً في أوروبا» وأن ألمانيا ستبني «أقوى جيش تقليدي في أوروبا».
رئيس القسم السياسي لمنطقة الشرق الأوسط في الخارجية الألمانية قال: «إن ألمانيا الآن في وسط نقاش مع نفسها حول سياستها في التسليح» و«ألمانيا تعي أن السلاح يلعب دوراً مهماً للغاية في الدفاع وأن هذه النقطة قللت ألمانيا من شأنها في الماضي». تسلّح ألمانيا دلالة خطيرة على تغير الأوضاع الدولية عما كانت عليه لعقودٍ من الزمن، واليابان من جهة أخرى تسرّع حركتها نحو مزيد من تعزيز«قوات الدفاع الذاتي» اليابانية، ومآس الماضي وتاريخ الصراع مع الصين تحرك اليابان نحو تسلّح سريعٍ ونوعيٍ بعد تصاعد تأثير الصين دولياً، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وأزمة تايوان عزّزت هذه المشاعر.
منظمة شنغهاي انعقدت الأسبوع الماضي في أوزبكستان بحضور الرئيسين الروسي والصيني وأصدرت «إعلان سمرقند» وفيه نقطتان أساسيتان: الأولى، «يشهد العالم الآن تغيرات عالمية مصحوبة بتفاقم الصراعات والأزمات وتدهور خطير للوضع الدولي ككل» والثانية، «تلتزم الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون بإجراء تقييمات دقيقة فيما يتعلق بجدول الأعمال الدولي الحالي، وتدافع عن نظام عالمي أكثر عدلاً وتشكيل رؤية مشتركة لـ (مجتمع يجمعه مصير مشترك للبشرية)».
مسؤولون أميركيون يعترفون بضعف نتائج العقوبات غير المسبوقة التي فرضت على روسيا بعد حرب أوكرانيا، وينشرون تخوفاً من استخدام روسيا لأسلحة نووية من أي نوعٍ، والرئيس بايدن يؤكد أن أي محاولة من هذا النوع أي استخدام بوتين للنووي، «ستغير وجه الحرب برمتها، كما لم يحصل يوماً منذ الحرب العالمية الثانية».
منذ اختراعه لم يستخدم السلاح النووي في الحروب مطلقاً إلا مرةً واحدةً حين ضربت أميركا اليابان في الحرب العالمية الثانية بقنابل ذرية، وأي استخدامٍ جديدٍ له سيفتح أبواب الجحيم على البشرية بأسرها، والتهاون الذي تدير به الدولة الأقوى في العالم التعامل مع طموحات السلاح النووي في المنطقة يهدد بسباق تسلحٍ غير مسبوقٍ.
تصاعد القوة الصينية في كل المجالات دولياً يهدّد القوة الأميركية المطلقة لعقودٍ من الزمن، وأميركا تحكمها رؤية «انسحابية» من العالم وتندفع لإثبات وجودها وقوتها في نفس الوقت، و«أزمة أوكرانيا» و«أزمة تايوان» و«أزمة أرمينيا وأذربيجان» والأزمات المتكررة في جنوب شرق آسيا وفي «آسيا الوسطى» كلها تنذر بتصاعدٍ للأزمات الإقليمية والدولية أكثر بكثير مما سبق في العقود الماضية. على مستوى أقلّ من هذا، فالصراعات الإقليمية حول العالم بأسره، تدفع نحو طريقين يصبان في ذات الاتجاه: تصاعد التصنيع العسكري المحلي، وارتفاع سوق السلاح وإن كان بجودة أقلّ، والمشترون كثرٌ والبائعون جاهزون، وهكذا يتحول العالم إلى أعواد ثقابٍ قابلة للاشتعال عند أي احتكاكٍ. ما منح العالم عقوداً من الأمن والسلام الجزئي هو «النظام الدولي» الذي حوّل صراعات البشر إلى منظمات لا تستخدم السلاح، وضرب هذا النظام الدولي من القوى العظمى في العالم يدفع باتجاه سيناريوهاتٍ غير مبشرةٍ في قادم الأيام. أخيراً، فما بين دولٍ طامحةٍ لمزيد قوةٍ ودولٍ ترفض التنازل عن ذروة قوتها، يشهد العالم لحظة تاريخية حرجةً لم تحدث «منذ الحرب العالمية الثانية».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم يتسلّح عسكرياً العالم يتسلّح عسكرياً



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon