توقيت القاهرة المحلي 19:07:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ميثاق المواطنة

  مصر اليوم -

ميثاق المواطنة

بقلم - ريهام فؤاد الحداد

الوطن هو قطعة الأرض التى تضم جماعة من البشر تربطهم روابط مشتركة كاللغة والدين والعرق، بشر يتشاركون نفس الإقليم والحدود الجغرافية، يرتبطون بأرضهم وببعضهم البعض ويكوّنون تاريخاً ومواقف عامة واستراتيجيات وأهدافاً مشتركة.

يفترض أن تكون علاقة المواطن بوطنه أشبه بعلاقة الابن بوالديه، هو ذات الارتباط بالانتماء والولاء، والامتنان والعطاء والأخذ كذلك، علاقة حقوق وواجبات والتزامات موثقة بالعُرْف والقانون.

ينتمى الإنسان لأبويه انتماءً صحيحاً معافى وإيجابياً بَنّاءً إذا ما تشرب حنان والديه ورعايتهما وذاق طعم الاهتمام والاحتواء فيشب ابناً باراً حسن السلوك والأدب يملأه العرفان وينتظر لحظة رد الجميل.

وإن كان الأبوان أذكياء كفاية علموه اللباقة والأدب والالتزام بالقواعد والقوانين وآداب السلوك والتهذيب، حينها يسهل التعامل مع الابن ويسهل تعامل الابن مع العالم لأنه نموذج لإنسان طيب معافى لا يشكو من أدران نفسية أو أعطاب بالسلوك.

المواطنة لا تبتعد أبداً عن نموذج الأسرة السليمة، فإذا ما أشعر الوطن مواطنيه بأنه يرعى مصالحهم وينظمها، وبأن جميع ما يقام بالدولة هو للمنفعة العامة، وبأن الجميع سواسية لأنهم يحملون ذات الجنسية، وأن الوطن حريص على راحة المواطن وتوفير احتياجات الحياة الأساسية له كفرص العمل والتعليم الصحيح والصحة والأمن والعدل، كان عندنا مواطن مطمئن على نفسه وعلى مستقبل أبنائه، راضٍ قانع، شديد الانتماء لوطن أعطاه الحياة، ويأمن على أرضه.

كذلك إذا ما عُنيت الدولة بإخراج مواطن صالح قويم السلوك، كان انعكاس هذا عليها رائعاً، لأنه يكون مواطناً ملتزماً بواجباته، أميناً على وطنه يفديه بالغالى والثمين، ويعمل على رفعته ونمائه وتقدمه، ويكون تهذيب المواطن بسن القوانين القوية والعادلة أولاً، ثم ضمان تطبيقها على الجميع بحيادية عمياء، للحق مبصرة، وبسرعة مسعفة تعطى كل ذى حق حقه دون هدر للأيام والسنين.

إذاً فالعلاقة أولها عطاء وثانيها التزام ورد العطاء بعطاء أكبر وفداء وأهم ما يجب الانتباه إليه هو الجيل الجديد، وكيف تؤصل وترسخ به قيمة الوطن، ويكون هذا الأمر عن طريقين؛ أولهما الأسرة، وثانيهما الوطن ذاته. أسرة الطفل إن صلحت صلح المجتمع، وكما سبق الذكر إن استقر وضع الأسرة وضمنت أساسيات حياتها كانت أسرة سليمة صالحة تستطيع تنشئة مواطن كريم ومحترم يبنى وطناً عظيماً، حيث إن فاقد الشىء لا يعطيه.

كذلك يستطيع الوطن بنفسه تنشئة أجيال عديدة عن طريق التعليم القوى الذى يراعى جميع احتياجات الطفل الذهنية والبدنية والروحية وإقران التعلم بالأخلاق وزرع بذور الخير، وإبعاد أى منغصات عن حياتهم وحياة أسرهم لأن المعاناة سوف تزرع ضجراً وغضباً يتنافى مع قيم المواطنة السليمة، والارتباط بالوطن والانتماء إليه.

ولنتذكر دائماً أنه إذا أردنا مواطناً مثالياً يجب أن يكون الوطن ذاته مكاناً مريحاً بمناخ إيجابى يساعد على التقدم والعطاء والنماء وأن يكون الاستثمار أولاً بالإنسان (المواطن)، فالأمر أشبه بالميثاق بين الوطن والمواطن، تتخلله حقوق وواجبات ومسئوليات متبادلة بين الطرفين.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميثاق المواطنة ميثاق المواطنة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
  مصر اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 11:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:28 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله
  مصر اليوم - قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة
  مصر اليوم - سوسن بدر تخوض تجربة فنية جديدة

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 19:42 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

قلق في "أرامكو" بسبب هجمات الخليج وارتفاع سعر النفط

GMT 02:08 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مي عمر تكشف عن حقيقة علمها بمقلب "رامز في الشلال"

GMT 07:15 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

كشف غموض وفاة 22 عالمًا بعد فتح مقبرة توت عنخ آمون

GMT 10:06 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

رسالة حسن الرداد إلى محمد رمضان بعد أغنية "نمبر وان"

GMT 22:21 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

روبرتو فيرمينو يُجدد شكره لزميله "محمد صلاح"

GMT 06:52 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

"مشاهير حول العالم راحوا ضحية "الالتهاب الرئوي

GMT 11:08 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على أنواع السيارات الأكثر مبيعًا في عام 2018

GMT 15:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

علامة "كايلي" و"كاندال" تطلق حقائب زهيدة الثمن

GMT 14:17 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أفكار إضاءة رائعة لحفلة زفافك الخارجية

GMT 10:13 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

اكتشفي طرق مختلفة لتحضير الفول
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon