توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خبر

  مصر اليوم -

خبر

بقلم - ريهام فؤاد الحداد

خبر على مواقع التواصل الاجتماعى مفاده أن تلميذة بإحدى المدارس الإعدادية، ضُبطت تتحدث مع زميل لها أو شىء من هذا القبيل، فما كان من إدارة المدرسة إلا أن عنَّفت الفتاة وتوعدتها بأن فزعاً أكبر ينتظرها بالبيت، وبأنهم قد أبلغوا أسرتها بالجرم المشهود. الطفلة المسكينة تخلصت من الرعب وشبح العودة إلى المنزل ومن حياتها بأن تجرعت سماً!

هذه الحادثة وما يشبهها وما هو أعنف منها، يجب أن يوقظ هذا المجتمع، إلى متى الجهل يستشرى ويلتهم العقول؟! جهل القائمين على العملية التعليمية وجهل الأسر وأولياء الأمور، هناك جملة عقيمة تقال من الجميع (لا تتحدثوا مع الأطفال عن المشاعر؛ كى لا تتفتح أعينهم باكراً!) بالله عليكم كيف تعقلون الأمور؟!

تحدثوا عن المشاعر برقى وبفهم وبطهر ونقاء، علموا أولادكم أن المشاعر البريئة المحترمة الملتزمة شىء طيب، وأنها تأتى بوقتها فلا يستعجلون، علموهم أن الحب والمشاعر صوره متعددة، حب الله وحب الوالدين وحب الوطن وحب الأصحاب والأقارب والإنسانية والكون والمخلوقات، علموهم أن لين القلب وتحرك المشاعر شىء طيب، وأن الانجذاب نحو الطرف الآخر شىء طبيعى لكن فى وقته المناسب، وبضوابط وأخلاق ونظام، علموهم حدود المجتمع والشرع والدين ولكن لا ترهبوهم، لا تفزعوهم، لا تحطموا مشاعرهم ووجدانهم، لا تشوِّهوا إنسانيتهم، لا تغتالوا قلوبهم ولا تصنعوا بينهم وبينكم الجسور والأسوار فتكثر المشاكل والأسرار.

إن أسرع وأبلغ طرق العلاج هى الوقاية، منذ الطفولة الأولى، قصوا عليهم قصص الطفولة البريئة سواء من كلاسيكيات الأدب العالمى أو القصص التراثية الشعبية المعروفة منذ القدم، هذه القصص ترسخ للمشاعر الراقية والمعانى الرائعة من الشهامة والبطولة والتحلى بالأخلاق الحميدة فى الحياة من خلال قصص حب رومانسية، ترسخ معنى مهماً بأن الحب مقترن بالأخلاق والعفاف والطهر والبراءة، وأن المحبة تقترن بالخجل والحياء والعفة والأدب.

كلما كبروا طوروا لغة الحوار وصادقوهم، قللوا المسافات بينكم وبينهم ليسهل توجيههم وتتمكنوا من اكتشاف ما يحيط بهم باكراً، فتستطيعوا التوعية والتنبيه والتحذير، احكوا لهم أن بهذا العالم أشراراً وأن ليس كل ما يقال يصدق، عودوهم أن يخبروكم بما يجيش فى صدورهم.

علموهم قبل كل شىء محبة الله واتباع أوامره سبحانه، وخشية إغضابه، وأنه موجود دائماً يرى ما نفعل، لهذا يجب أن تكون أفعالنا صحيحة مهذبة ومحترمة.

أنت لا تحتاج إلى مراقبة أولادك أو تضييق الخناق عليهم، إذا أنت اعتنيت بتربيتهم أولاً، واعتنيت بزرع القيم والأخلاق بوجدانهم. رَبِّ أولادك بعناية وتفتح ذهن وتنوير واعتدال ومحبة وقرب، لا تفريط ولا إفراط.

لا تجعل خوفك أو جهلك بأسس التربية حاجزاً بينك وبين مناقشة أمور الطفولة والمراهقة الحساسة والشائكة والخطرة، وتذكر أن الإنسان عدو ما يجهل، فإن جهلت اسأل أهل الخبرة، اقرأ، تعلم لتعلم أطفالك وتربى أبناءك، لكن لا تدفن رأسك بالرمال ولا تقل «ما زال الأمر مبكراً، ما زالوا أطفالاً» لأن التوعية تكون بجميع الأعمار، كل فئة عمرية لها ما يناسبها، والأطفال يكبرون بأسرع مما تتخيل والقيم والمبادئ التى تزرعها باكراً، يصعب جداً ترسيخها لاحقاً، ابدأ من اليوم، اقترب من أطفالك وتعامل مع عقولهم وقلوبهم وسوف تجد الكثير، عقولهم لا تتوقف عن طرح الأسئلة، حاول أن تجيب أنت عنها بطريقة صحيحة، قبل أن يتلقوها من المصادر المغلوطة.

نقلا عن الوطن القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبر خبر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon