توقيت القاهرة المحلي 22:01:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوجوه المختفية

  مصر اليوم -

الوجوه المختفية

بقلم: ريهام فؤاد الحداد

شجون وتداعيات كثيرة كانت وراء كتابة هذا المقال، أولها الأخبار المتلاحقة عن رحيل قدامى رموز الفن والثقافة والأدب، وجوه أحببناها وأثرت بنا وببناء المجتمع فى فترات وجودها، وثانى التداعيات كان حديثاً مع الصديق عمرو صلاح قابيل، ابن الفنان صلاح قابيل، متذكرين أيام العظماء ومتندرين عليها!! ثالث الأسباب كان «منشوراً» للأستاذ محمود التميمى عندما قابل الفنان أحمد نبيل صدفة على كورنيش الإسكندرية! ومدى اشتياق المتابعين لفن هذا الجميل وثنائهم عليه وعلى جيله!!

إذا كانت هذه مشاعرنا تجاههم وهذا افتقادنا لهم، إذاً لماذا هم غائبون عن الساحة التى أفنوا فيها أعمارهم!! لماذا لا نتذكرهم بإعطائهم أدواراً تمثيلية تُشبع ما فاتهم من عالم الفن وتصلب عوداً أحناه كبر السن وانصراف الأضواء وسكون أصوات التصفيق!

هؤلاء العظام ثروة تعلم وقدوة يُقتدى بها، كثير منهم رحل وحيداً وفى صمت وقد عانى قبل وفاته من الفقر والمرض والوحدة.

هناك بشر لا يستطيعون الشكوى وإن كانت بهم خصاصة، بالذات نجوم كبار أعزاء النفس لم يكن همهم تكوين الثروات وجنى الملايين، بل كانوا يقدمون فناً ولو بأجور رمزية، كانوا يعتبرون الفن رسالة ومتعة، حتى إن كثيراً منهم عملوا موظفين بجانب الفن ليضمنوا لعائلاتهم دخلاً ثابتاً. كانوا ذاك الجيل من الفنانين الذين ليست لديهم مطاعم أو صالونات تجميل أو مشاريع خاصة. هم جيل أحب الفن وأعطاه بصدق وتفانٍ فأعطاه الفن ظهره وقهره وظلمه.

كثير من الوجوه اختفت، ولا نعلم ماذا حدث لهم؟! أغيّبهم الموت أم تاهوا فى الزحام! بعضهم ما زال على قيد الحياة، لكن من فرط اختفائهم أسفاً ظنناهم أمواتاً! مؤلم هذا الأمر، ومكئب، ومرعب.

ابحثوا عمن بقى من نجوم الفن الهادف، ليس باستضافتهم فى البرامج للحصول على نسب مشاهدة والمتاجرة بظهورهم!! لكن بإيجاد فرص عمل لهم، أو بمساعدتهم على مواجهة الحياة فيما بقى لهم من أيام. للأسف نحن فى وقت لا يراعى كثيراً هذه المعانى وتلك الرسائل، لكنها مهمه جداً. مهم أن يرى أبناؤنا كيف نعامل من تسبب بإسعادنا وتربيتنا على المحبة والإخلاص وطيب الأخلاق، ومهم جداً أن يشعر هؤلاء النبلاء أننا نقدّرهم وليس بنا جحود.

فى سابق الأيام، ومع هذه النماذج الإيجابية، لم نكن نسمع عن تنمر وخيانة وغدر وقسوة وعنف، كان كل شىء هادئاً يسير بسلام، كان الفن يعلم الأمانة والإخلاص والخلق الحسن ويرسى مبادئ راسخة تثبت فى الجذور وتقوّى أساسنا.

هذه الوجوه المختفية كانت كبيرة القدر والقيمة، كانوا قارئين مثقفين، لكل منهم عقل يُحترم ورسالة وفلسفة فى الحياة، ولغة يحرص على أناقتها واختيار ألفاظها، كى يظهر لك بالنهاية فى صورة النجم الذى يلمع ألقاً وتأنقاً. كانت لغتهم العربية الفصحى جزلة قوية ومخارج ألفاظهم سليمة، كانوا يقدمون كلاسيكيات الفن العالمى، يقفون بثبات على المسارح بتمكُّن يشبه حضورهم القوى أمام الكاميرات، كنت تستطيع محاورتهم فى شتى العلوم والفنون، يعرفون شيئاً عن كل شىء.

اللافت للنظر أيضاً اختفاء جيل التسعينات الذى ما زال ينبض بالقدرة على العمل والعطاء، هؤلاء لم يتقدم بهم العمر، لكنهم جرى نسيانهم، لا يراهم المنتجون ولا القنوات!! منهم مطربون وممثلون ومنولوجيستات واستعراضيون، أناس منسيون ما زالوا قادرين على العطاء، شخصيات محترمة جادة لم تلوثها الفضائح، ولم تشنهم هوابط الأعمال أو تفاهة الحضور وفقر الشخصية، كما نرى اليوم من مسوخ تتصدر الساحة الفنية. ترى هل تصحو الضمائر، هل نتذكرهم! هم إثراء وثراء حقيقى يجب الاستفادة منه، ربما تعلم منهم الجيل الحالى بعضاً مما فاتهم من الحرفية وأخلاقيات المهنة، والأخلاق عموماً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوجوه المختفية الوجوه المختفية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon