بقلم : ريهام فؤاد الحداد
منذ أعوام بعيدة ارتبط شهر رمضان الفضيل (بجانب العبادة والطقوس الخاصة جداً به) بالدراما والترفيه، باعتباره شهراً مفضلاً مباركاً يجمع الأسرة والعائلة والأصدقاء فى أوقات حميمة من خلال جلسات الفطور والسحور التى تحيط الكل بحب وألفة. ومما يزيد جو البهجة ويضفى عليه طابع الأنس هو الأعمال التليفزيونية التى ارتبطنا بها جميعاً صغاراً وكباراً على مدار السنين، فوازير ومسلسلات وإعلانات تجارية بنغمات محببة وأداء خفيف الظل، يحسّن تسويق السلع التجارية باختلافها.
وتجرى السنين بنا، يتغير وجه الدراما والفوازير والإعلانات، يبدأ سباق محموم بين القنوات الفضائية العربية، وتتحول الإعلانات التجارية إلى غول يلتهم وينافس الأعمال الدرامية كوسيلة تسويق لها، وبها وتشويش وضيق لنا، وكمكسب للشركات المنتجة والمعلنة، وهنا كثيراً ما تتحول المادة الإعلانية إلى عبء ومادة ثقيلة نتمنى انتهاءها للعودة للمتابعة، إذا لم نكن قد نسينا أين توقف العمل الدرامى، وإذا لم يكن قد التبس علينا الأمر وتداخلت أحداث المسلسلات مع بعضها البعض!!
أما الدراما فتتشعب وتختلف وتتطور عن السابق، تطوراً يتناسب ومرور السنين وإيقاع الحياة وأحداثها، ويتماشى كذلك مع الانفتاح على الثقافات والفنون والدرامات العربية الأخرى، فتجد الخليجى بجانب اللبنانى، والمصرى، والسورى، كل فى مضماره يركض مسابقاً ومراهناً على أعلى نسبة مشاهدة والتى يترتب عليها أعلى قدر من المكسب الإعلانى، وبالتالى تتغير خارطة النجوم والنصوص، وتتسلسل تباعاً، وتوضع البورصة الجديدة التى ترسم بدورها ملامح رمضان المقبل!!
يبزغ فجر نجوم جديدة واعدة ليستعدوا لأدوار أكبر ومساحات أعرض فى مراهنات إنتاجية جريئة، لتتنوع البطولات وتختلف، فى ظاهرة صحية لإعطاء شباب الفنانين فرصاً حقيقية، بعضهم ينجح بها نجاحاً مبهراً، والبعض الآخر لا يكون على قدر المجازفة.
وتحار أجهزة التحكم عن بُعد بأيدينا بين تلك القناة والأخرى فى تتابع مهووس سريع، ربما يُفقدنا متعة المتابعة الهادئة، هذا غير تضارب الأمزجة الدرامية البرامجية داخل الأسرة الواحدة، وهكذا تمضى الأيام الرمضانية المباركة بين الطقس الدينى والاستمتاع الترفيهى الذى بات يترجم درامياً.
أما عن المحتوى الدرامى فللحديث بقية رمضانية.
نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع