توقيت القاهرة المحلي 17:35:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

احتمالات التدخل العسكري في النيجر تتضاءل... لماذا؟

  مصر اليوم -

احتمالات التدخل العسكري في النيجر تتضاءل لماذا

بقلم - محمد علي السقاف

المقولة الشهيرة للجنرال كارل فون كلاوزفيتز عن الحرب كونها «امتداداً للسياسة لكن بوسائل أخرى»، هل يمكن أن تكون الوصفة السحرية في الأزمة مع النيجر، أم لا، ولماذا لا؟ وإذا جرى العمل بها لن يكون ذلك مفارقة غريبة أن تلجأ مجموعة غرب أفريقيا الاقتصادية (الإيكواس) إلى استخدام القوة المسلحة ضد الانقلابيين العسكر لاستعادة الشرعية الدستورية للرئيس المنتخب محمد بازوم؟ هل يصح لإعادة فرض الديمقراطية في مواجهة العسكر استخدام القوة المسلحة وتصبح الديمقراطية المستعادة ديمقراطية مسلحة أفرغت من مضمونها المدني والسلمي. أم أن حكماء أفريقيا السمراء لن يلجأوا إلى خيار التدخل العسكري إلا إذا فشلت مساعيهم الدبلوماسية في التوصل إلى حل بين مطلب إعادة الشرعية الدستورية والحرص بعدم الدخول في مواجهة مسلحة قد لا تقتصر على حدود النيجر وحدها وتشمل الدول المتضامنة معها مثل بوركينا فاسو ومالي اللتين اعتبرتا أن أي تدخل عسكري ضد النيجر هو بمثابة إعلان حرب ضدهما! لأنه إذا نجحت الإيكواس في إعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم إلى منصبه قد ترتد هذه السابقة بدورها عليهم في المستقبل، حيث إنهم وصلوا إلى السلطة بانقلاب عسكري.

     

 

             

 

ومن جانب مجموعة الإيكواس، فنيجيريا الدولة المجاورة حدودها مع النيجر، تبنى رئيسها بولا تينويو الذي يتولى الرئاسة الدورية للمجموعة الاقتصادية في الوقت الراهن، موقفاً متشدداً للغاية ضد قادة الانقلاب الذين أمهلهم أسبوعاً واحداً إذا لم تتم استعادة الرئيس الدستوري منصبه، فإن النيجر ستتعرض إلى تدخل عسكري من قبل المجموعة الاقتصادية. وفسر هذا الموقف المتصلب الذي شاركه فيه أيضاً رئيس ساحل العاج بأن رئيس نيجيريا انتخب في بلاده وفق الشعار الذي أطلقه في حملاته الانتخابية بأنه سيضع حداً للانقلابات العسكرية في منطقة الغرب الأفريقي، ولهذا رأى أهمية وضرورة مواجهة الموقف بصلابة وإلا سيعني ذلك ويبعث رسالة إلى أفراد قواته المسلحة أنهم بدورهم باستطاعتهم القيام بانقلاب ضد رئيس البلاد المنتخب من دون عقاب. وبالطبع كان أيضاً حرص رئيس غانا بألا يفقد ماء الوجه محلياً وإقليمياً، حيث تعتبر بلاده أكبر القوى في المجموعة الاقتصادية. ومن حسن الطالع أن التهديد بالتدخل العسكري لم يتم وربما بسبب أن قادة الانقلاب لم يأخذوا تلك التحديدات بمحمل الجد حين مر الأسبوع المحدد من دون أي فعل، على رغم أن قادة الانقلاب رفضوا استقبال وفد الإيكواس للتفاوض معهم.

وفي وقت لاحق عقد اجتماع لقادة جيوش غرب أفريقيا في أكرا عاصمة غانا يومي الخميس والجمعة الماضيين 17 - 18 أغسطس (آب) صرح على إثره عبد الفتاح موسى مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن للإيكواس بأن المجموعة مستعدة للتدخل عسكرياً في النيجر إذا صدر الأمر بذلك.

وتابع قائلاً إن «الخيار العسكري ليس خيارنا المفضل، لكننا مضطرون لذلك بسبب تعنت المجلس العسكري في النيجر»، مؤكداً أنه «جرى اتخاذ القرار بشأن اليوم المحدد للتدخل العسكري في النيجر لكننا لن نعلن عنه».

وحبس المتابعون للشأن الأفريقي أنفاسهم اعتقاداً منهم أن هذه المرة موعد الحسم في النيجر قد اقترب ويصعب على أعضاء الإيكواس التراجع عن موقفهم وإلا فقدوا ماء الوجه أمام العالم!

أمور السلم والحرب لا تأخذ في الاعتبار الحفاظ على ماء الوجه للأطراف المعنية لما للتدخل العسكري من تداعيات خطيرة إنسانياً ومادياً. ولهذا لم يكن مفاجئاً أن ترسل «الإيكواس» بعثة دبلوماسية للتفاوض مع المجلس العسكري، حيث استهل الوفد بلقاء مع رئيس النيجر المعزول محمد بازوم، وقائد المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني، الذي أوضح أن النيجر لن تقف مكتوفة الأيدي في حال التدخل المسلح. وقال في خطاب له: «إذا شُن هجوم ضدنا، فلن يكون ذلك نزهة مثلما يبدو للبعض ويعتقدها»، مضيفاً أن «إيكواس تريد تشكيل جيش احتلال بالتعاون مع جيش أجنبي» لم يحدده. وأكد تياني أنه لا يريد مصادرة السلطة، واعداً بفترة انتقالية تمتد في أقصاها لثلاث سنوات. في حين لقي الانقلاب دعماً شعبياً عبر المظاهرات التي عمت صباح الأحد وسط العاصمة، رددت فيها عدة شعارات ورفعت لافتات معادية لفرنسا ودول الإيكواس، مطالبة بإيقاف تهديدات التدخل العسكري ضد بلادهم مما يعزز القاعدة الشعبية للانقلابيين، وبخاصة أن غالبية المتظاهرين من الشباب.

وماذا عن موقف فرنسا والولايات المتحدة الأميركية حول أحداث النيجر؟ بالنسبة إلى فرنسا الدولة الاستعمارية السابقة لغرب أفريقيا فهي وإن كانت مثل واشنطن، يهمها محاربة التنظيمات الإرهابية في الساحل الأفريقي وتأمين الاستقرار في هذه المنطقة إلا أن سبل تحقيقهما يختلفان عن بعضهما، وكلاهما يريدان الحفاظ على قواعدهما العسكرية في النيجر لمراقبة المنطقة من السودان وليبيا إلى مالي ونيجيريا وبوركينا فاسو. ولكن من الواضح أن القدرات المالية والعسكرية الأميركية تفوق تلك التي لدى فرنسا. ورأى بعض المراقبين الفرنسيين أن الولايات المتحدة عقدت في السنوات الأخيرة اتفاقات عسكرية مع عديد من الدول الأفريقية طاولت مناطق النفوذ الفرنسية في أفريقيا السمراء على حساب باريس.

وتلتئم اللحمة الغربية إذا جاز التعبير بأهمية الحفاظ على مصالحها الجيوستراتيجية في مواجهة النفوذ الصيني والروسي، والأهم من كل ذلك الحفاظ على استغلال الجزء الأكبر من ثروات أفريقيا من اليورانيوم إلى البترول الذي تحت سيطرة الشركات الغربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احتمالات التدخل العسكري في النيجر تتضاءل لماذا احتمالات التدخل العسكري في النيجر تتضاءل لماذا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon