توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدور الريادي للسعودية والعرب في العالم الجديد

  مصر اليوم -

الدور الريادي للسعودية والعرب في العالم الجديد

بقلم - د. محمد علي السقاف

شهد شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من هذا العام 2022 سلسلة أحداث هامة وسعيدة وضعت العالم العربي في صدارة الأخبار الدولية التي تم تداولها عالمياً. من مؤتمر شرم الشيخ «كوب 27» إلى مونديال كرة القدم في قطر، إلى خبر فوز فريق كرة القدم السعودي على فريق الأرجنتين ونجمه الدولي «ميسي» بهدفين مقابل هدف واحد، وذلك في المباراة الأولى لهما في المونديال. وتمكن الفريق التونسي بالتعادل وكسب نقطة أمام فريق الدنمارك. وتصدرت هذه الأخبار التي أثلجت صدور كثير من مواطني العالم العربي واستعادت ثقتهم بأنفسهم ورفع معنوياتهم في عز تداعيات أزمة كورونا وأزمة الغذاء وتدهور قيمة صرف بعض العملات الوطنية أمام العملات للدول الصناعية. وقد لا يبالغ المرء بالقول إن أخبار نتائج الانتخابات النصفية في الكونغرس وترقب ترشيحات الرئاسة الأميركية لعام 2024 تحظى بالاهتمام والمتابعة نفسيهما كما كانت قبل تلك الأحداث. ولا شك أن الأزمة الروسية الأوكرانية كانت في آنٍ واحد حدثاً هاماً شغلت معظم شعوب العالم وأثارت لديهم القلق من احتمال نزوع حرب عالمية ثالثة، إلا أن الأزمة ذاتها أظهرت، من خلال تبني الدول العربية النفطية موقفاً، ما يمكن تسميته بـ«الحياد الإيجابي» بين أطراف الأزمة الروسية الأوكرانية.
وما تبعها وارتبط بها من تداعيات أزمة الطاقة في أسعار النفط والغاز. وفي هذه تحديداً اكتشف العرب وتحديداً دول الخليج العربية النفطية امتلاكهم «قوة ردع مؤثرة» في ميزان العلاقات الدولية أعادت إلى ذاكرتهم أحداث أكتوبر (تشرين الأول) 1973 في كسبهم الحرب في مواجهة إسرائيل، واقتصادياً في إعادة صياغة علاقاتهم مع شركات النفط الدولية الكبرى على مستوى تحديد إنتاجهم من النفط وإعادة طريقة تسعيرهم لأسعاره التي كانت تحتكرها شركات النفط الكبرى برغم وجود منظمة الأوبك منذ عام 1960؟
كثير من الخبراء والمعلقين يشيرون إلى انضمام المملكة العربية السعودية إلى دول مجموعة العشرين في سبتمبر (أيلول) عام 1999 ويتناسون تواجدها المؤثر في إطار صندوق النقد الدولي الـ I. M .F.
وأتذكر في هذا الإطار قصة ظريفة حدثت معي شخصياً حيث كتبت مقالاً بالفرنسية أثناء مروري على باريس أطالب قبول المملكة العربية السعودية في صندوق النقد الدولي من منطلق أنها أكثر الدول التي تخصص مساعداتها للدول النامية من نسبة دخلها القومي حينها. وذهبت بالمقال إلى مسؤول صحيفة «اللوموند» المسؤول عن الصفحة الاقتصادية السيد «سيموني» (SIMONET) الذي وإن وافق على موضوع المقال إلا أنه تحفظ على نشره إلا إذا كان يمثل وجهة نظر سعودية في طلب انضمامها. أم هو اجتهاد شخصي من قبل كاتب المقال؟.

وفي نهاية الأمر نشرت الفكرة في العدد الأسبوعي لصحيفة «الرياض» بتاريخ 28 يناير (كانون الثاني) 1983 على أهمية انضمام المملكة العربية السعودية إلى مجموعة الدول العشر.
وتحقيقاً لذلك عمدت المملكة إلى زيادة مساهمتها في موارد مجموعة الدول العشر في الصندوق وبلغت (9.992.6 من حقوق السحب الخاصة) مما جعلها تبلغ المرتبة الـ12 على مستوى ترتيب حصتها من رأسمال الصندوق من بين عدد الدول الأعضاء. وكانت الدولة العربية الوحيدة في هذا الترتيب حينها. وفي المجلس التنفيذي للصندوق خصص مقعداً لها وللصين وروسيا إلى جانب البلدان الخمسة المساهمة الكبرى (الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة).
ولم يكن مستغرباً أن تنضم المملكة كما أشرنا سابقاً إلى «مجموعة العشرين» في سبتمبر من عام 1999 التكتل الذي يضم أكبر 20 اقتصاداً حول العالم، ويسيطر على 90 في المائة من الناتج العالمي. ويرتكز ثقل المملكة في المجموعة على عدة عوامل أهمها أنها تعتبر من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم وتمثل أكبر اقتصاديات العالم العربي، الذي وفق ما ذكرته هذه الصحيفة، بإجمالي ناتج محلي يقترب من 3 تريليونات (ريال سعودي)، وتحتل السعودية وفق المصدر ذاته الترتيب الخامس من حيث الأصول الاحتياطية الأجنبية للبنك المركزي السعودي، بقيمة 440 مليار دولار.
وسعت المملكة إلى تنويع مصادر مواردها المالية بعدم الاكتفاء بتطوير صناعاتها في قطاعي النفط والبتروكيماويات بل قامت أيضاً بضخ أموال هائلة في قطاعات عديدة منها التكنولوجيا والصناعة والزراعة من خلال تحقيق أهداف خطتها ضمن رؤيتها التنموية «رؤية 2030».
وتعززت فعالية الدور السعودي في المجموعة باستضافة البلاد خلال جائحة «كوفيد - 19» أحد اجتماعات «مجموعة العشرين» على مستوى القادة بالتقنية الافتراضية.

وفي قمة قادة دول مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية في منتصف نوفمبر الماضي ترأس وفد المملكة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، حيث أتاح هذا اللقاء الهام بوجود رؤساء وقادة أكبر 20 دولة في العالم إلى تجسيد الدور والمكانة المحورية للسعودية التي تتجاوز مكانتها كقوة إقليمية ولاعب مؤثر عملياً على المستوى العالمي.
انطلاقاً ومعرفة بذلك ترأس ولي العهد وفد بلاده في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهندي (أبيك) بالعاصمة التايلاندية بانكوك وشارك في الحوار غير الرسمي لقادة الدول الأعضاء في المنتدى. والتقى بعدد من زعماء العالم من ماكرون رئيس فرنسا ورئيسي إندونيسيا والفلبين وسلطان بروناي دار السلام ولي هسين لونغ رئيس وزراء سنغافورة.
واستكمالاً لجولاته الآسيوية زار أيضاً ولي عهد السعودية سيول العاصمة الكورية لاستعراض علاقات الصداقة بين البلدين.
ودولياً، تميز مؤتمر شرم الشيخ كوب 27 عن بقية مؤتمرات قمتي كوب 25 و26 بأنها لانعقادها في دولة عربية من دول العالم الثالث طرح موضوع مناقشة تمويل «الخسائر والأضرار» بمطالبة الدول الصناعية الكبرى بتقديم تمويل إلى الدول النامية لمواجهة أضرار التغيرات المناخية التي كانت الدول الصناعية سبباً رئيسياً فيها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدور الريادي للسعودية والعرب في العالم الجديد الدور الريادي للسعودية والعرب في العالم الجديد



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon