توقيت القاهرة المحلي 05:49:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلسطين في الانتخابات النصفية

  مصر اليوم -

فلسطين في الانتخابات النصفية

بقلم - فاتنة الدجاني

لا بد أن الكوابيس تقض مضجع الرئيس دونالد ترامب. فالطوق يضيق حول رقبته يوماً بعد يوم. لا يكفي تراجع شعبيته عند الأميركيين وفق استطلاع أخير، ولا المعارك الكثيرة التي أطلقها في كل الاتجاهات بكل خفة، فاستعدى قطاعات واسعة من شعبه في قضايا أساسية مثل المهاجرين وإلغاء خطة التأمين الصحي والرسوم الجمركية، قبل استعداء دول كثيرة، خصوصاً الصين وأوروبا... بل هناك أيضاً التحقيق في التدخل الروسي بالانتخابات الرئاسية الأميركية، ثم تساقط رجالات الرئيس واحداً تلو الآخر بتهم مختلفة... منهم مَن قرر التعاون مع المحققين في مقابل حصانة، ومنهم مَن ينتظر، ومنهم مَن وُجهت إليه تهم. وليس آخِراً اقتراب التحقيقات من سجلاته المالية بعد إعلان المدير المالي لمؤسسته أمس استعداده للتعاون مع المحققين.

الغموض القانوني في شأن وضع الرئيس لم ينقشع بعد، لكن احتمالات مساءلته باتت واردة مثلما احتمالات عزله. يكفي أنه مقتنع بإمكان ذلك، وإلا لما حذّر من انهيار الأسواق في حال عزله. كيف إن يتقاطع ذلك كله مع اقتراب الانتخابات النصفية للكونغرس؟ ٦ تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل هو الامتحان الأول لفرص فوز الحزب الديموقراطي بالغالبية، وهذا غير مستبعد إذا أُخذ في الاعتبار أن الحزب يحتاج مقعدين ليسيطر على مجلس الشيوخ، فيما يتنازع مع الجمهوريين 46 مقعداً في مجلس النواب.

وإذا كانت الانتخابات النصفية بدأت بفوز الناشطة الديموقراطية اليسارية اليكساندريا كورتيس، ابنة الثامنة والعشرين سنة، عن مقاطعة كوين في نيويورك قبل أسبوعين، فهذا الفوز ربما يكون إشارة إلى صعود اليسار في الحزب الديموقراطي، مدعوماً بقوى الشباب الذين التفوا حول مرشح الرئاسة بيرني ساندرز ضد هيلاري كلينتون، باعتبار أن ما جرى لمصلحتها كان أقرب إلى خيانة قيم الحزب ومفاهيمه وإرثه.

ماذا إن حصل وفاز الديموقراطيون في الانتخابات؟ لا بد أن ذلك يؤرق ترامب، لأنه يعني مزيداً من المشكلات له وفتح تحقيقات معه ومع إدارته. كما سيُعزز تهاوي شرعية الرئيس الذي تكاتفت على إنجازه انتقادات الإعلام ومؤسسات أكاديمية وأطر نخبوية وشخصيات وازنة، وانتقادات دولية. وعلى رغم التحسن النسبي في المؤشرات الاقتصادية، فإن المحللين والاقتصاديين لا يطمئنون إلى أنها تمثل أكثر من انتعاش في قطاع الخدمات وليس في الصناعة. كما أنها في تقدير معظم الدراسات التي يتوالى نشرها في الدوريات المرجعية، مثل «فورين أفيرز»، لن تنجح في فك التشبيك العميق بين اقتصادات أميركا وكندا ودول أميركا اللاتينية والعالم الليبرالي لمصلحة «الحمائية» التي يتبناها ترامب.

لكن الطرف الأكثر قلقاً هو إسرائيل. فوز الديموقراطيين سيعني، بحده الأدنى، لجم النزعة العدوانية الأميركية تجاه الفلسطينيين وحقوقهم. ووفق دراسة صدرت قبل أسبوعين عن «مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية»، يمثل صعود اليسار الديموقراطي في الولايات المتحدة، بما يتبناه من مواقف معادية لإسرائيل ومؤيدة للحقوق الفلسطينية، من إقامة الدولة المستقلة إلى عودة اللاجئين، «خطراً استراتيجياً»، إذ سيسرع عزل ترامب، وإضعاف الدعم الأميركي لإسرائيل، خصوصاً أن يسار الحزب يلقى التأييد من تجمعات يهودية كثيرة غير راضية عن سياسة الدولة العبرية، كما تبدى في ردود الفعل على «قانون القومية» العنصري.

ومشكلة إسرائيل ليست مع يسار الحزب الديموقراطي فحسب، بل الحزب ككل (كان تقليدياً مؤيداً لإسرائيل). فالمرشحان للفوز بزعامته هما ساندرز الذي يحظى بدعم واسع في أوساط الشباب، وإليزابيث وورنر، أول امرأة تفوز عن ولاية ماساشوستس، وهي السيناتور الأكثر احتراماً بسبب خلفيتها الأكاديمية، وخبرتها في السياسة الداخلية من خلال المناصب التي تولتها في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

ساندرز ووورنر معروفان بمواقف صارمة في دعم الحقوق الفلسطينية، ولا تربطهما علاقات باللوبي الصهيوني، لا على المستوى الشخصي ولا في العمل السياسي. لهذا توصي الدراسة إسرائيل بالبدء في البحث عن حليف آخر غير الولايات المتحدة، لأن فوز الحزب الديموقراطي سيعني إضعاف أميركا كقوة عظمى، وانقلاب أولوياتها، وأولاها إسرائيل.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين في الانتخابات النصفية فلسطين في الانتخابات النصفية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon