توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مطلب «حماس» لوقف الحرب

  مصر اليوم -

مطلب «حماس» لوقف الحرب

بقلم - بكر عويضة

وفقاً لما نُقل عن أحد قادة «حماس» في لبنان، الذي كان يتحدث، قبل بضعة أيام، في مؤتمر صحافي ببيروت، فإن «مطلب الحركة لوقف الحرب هو إنهاء الاحتلال، وعودة اللاجئين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة». شكراً لك سيد أسامة حمدان. للشكر سببان؛ أولهما قديم، وثانيهما جديد. أما الأول فهو تذكيرك بما كان معلوماً، من قبل نشوء «حماس» خواتيم سنة 1987، عشية انطلاق الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، على نحو عفوي فاجأ يومذاك حتى قيادات الفصائل الفلسطينية، ثم انتشارها في أرجاء الأرض المحتلة كلها. المعلوم المُشار إليه هنا، هو مطالبة الفلسطينيين والعرب والمسلمين، بقيام دولة فلسطينية مستقلة، ضمن حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، تكون القدس الشرقية عاصمتها، بعدما يتم انسحاب كل قوات الاحتلال الإسرائيلي، على أساس أن قيامها سوف يفضي بدوره إلى سلام شامل يضع حداً للصراع العربي - الإسرائيلي ككل.

ثاني الأسباب أن قيادياً من «حماس» وضع الشرط المطلوب لإيقاف أحدث حروب الحركة ضد إسرائيل، بعدما بدأتها بهجوم مباغت وغير مسبوق، حجماً، وتخطيطاً، وتنفيذاً، وتأثيراً، يوم السابع من الشهر الحالي. تحديد الشرط مهم في حد ذاته، فهو، إذا ثبت أنه استراتيجي فعلاً، ينبئ الناس بأن لدى «حماس» هدفاً لهجومها ذاك. الهدف هنا هو ما يشير إليه المختصون بتعبير «ENDGAME»، بمعنى أن كل طرف يشارك، أو قل يتورط، بأي لعب سياسي، يجب ألا يعبث، بل يقتحم الميدان مدركاً لما قد يترتب على ما هو مقبل عليه. في ضوء ما سبق، يمكن التوفيق بين كلام أسامة حمدان، وقول السيد خالد مشعل، «رئيس الحركة في الخارج»، خلال مقابلة أجرتها معه قناة «العربية»، إن الهجوم كان «مغامرة مدروسة»، مؤكداً التالي: «نعرف جيداً تبعات عمليتنا يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)».

كلام الاثنين، مشعل وحمدان، مهم للغاية، إذ قد يعين على فهم الغاية مما يجري، ولذا من الضروري أن يوثق تاريخياً، فلا أحد يعلم، حتى الآن، على وجه اليقين، نتائج نهايات المسلسل الذي بدأت فصوله في التدحرج قبل تسعة عشر يوماً. نتيجة للحيرة، ترى وتسمع كيف أن الناس تضرب الأخماس في الأسداس، وتخوض مغامرات تخمين، منها ما يتوقع ألا تقل الخاتمة كارثياً عن نكبة فلسطين الأولى (1948)، ومنها ما يشير إلى احتمال أن تتمخض عن خريطة جديدة للمنطقة بين رفح، ووادي غزة، وأقصى شمال القطاع، تفرض واقعاً يفاجئ الجميع.

مهم أيضاً ملاحظة كلام «حماس» عن مطلب «الدولة الفلسطينية المستقلة». المُفترض هو أن ميثاق الحركة يتعارض مع هذا التصور أساساً، من منطلق رفض «حل الدولتين»، الذي قبلته منظمة التحرير الفلسطينية، ووافق عليه المجتمع الدولي، بينما ترفضه إسرائيل. اعتراض «حماس» ينهض على أساس أن أرض فلسطين، كلٌّ لا يتجزأ، ثم إنها عند الأشد تمسكاً بالمنهج ذاته «وقف إسلامي»، ليس من حق الفلسطينيين أنفسهم التصرف فيها وحدهم. ضمن هذا السياق، بالوسع التوصل إلى القول إن مطلب «الدولة الفلسطينية المستقلة» ليس من ابتكار «حماس»، بل هي رفضته في السابق، حتى قبل نشأتها، عندما سبقها إليه الجميع، فهل كان ضرورياً أن يحصل ما حصل حتى الآن، كي يصبح هذا المطلب هو شرط وقف الحرب؟ ربما الإجابة نعم. فبصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع قيادة «حماس»، واضح أنها نجحت في إعادة تذكير العالم بضرورة إيجاد حل لقضية فلسطين، حتى لو كان المقابل هو الدفع بها إلى نوع من التصفية، خصوصاً إذا جاء الحل في صيغة إنشاء «دويلة» على ما يتبقى من ركام قطاع غزة، بعدما تصمت المدافع. كم هي مرعبة التساؤلات التي تبحث عن إجابات مقنعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطلب «حماس» لوقف الحرب مطلب «حماس» لوقف الحرب



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon