توقيت القاهرة المحلي 07:22:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خبر فلسطيني سار

  مصر اليوم -

خبر فلسطيني سار

بقلم : بكر عويضة

فيما تتواصل أخبار سوء أوضاع أهل قطاع غزة المحاصر، خصوصاً مع استمرار وضع الانقسام الحاصل منذ استيلاء حركة «حماس» على السلطة، عام 2007 يأتي خبر فلسطيني يسُر كل نفس تتطلع إلى لمّ الشمل بين الفصائل الفلسطينية، ووضع حد لمهازل تشرذم لا تزال تتوالد، فتضع ما تدفع الثمن الباهظ له أجيال شعب يبدو كما لو أنه تعيس الحظ، إذ كأنما كُتِب عليه أن يعاني أسوأ المُرّ، على أيدي مَن اغتصب أرضه، منذ ما قبل ضياع فلسطين، ثم معاناة الأمرّين بأيدي أبناءٍ منه، حُمِّلوا مسؤولية قضية تنوء بثقلها الجبال، فقدم الكثير منهم، وليس كلهم أجمعين، الولاء لفصائلهم على غيرها. أمن عجب، إذنْ، إذا أضحى تراجع اهتمام الشارع العربي بالشأن الفلسطيني هو الواقع عملياً، عندما يسمع العرب ويرون كيف أن أغلب قيادات الفصائل الفلسطينية ذاتها غير مهتمة - فعلاً وليس قولاً عبر البيانات - بإنهاء صراعاتها والالتفات الجاد إلى مصلحة الشعب الفلسطيني؟ كلا.
جاء الخبر المُفرح حقاً من وراء ما يُسمى «الخط الأخضر»، أي داخل دولة إسرائيل، وفي مضمونه ما يصلح مثالاً تقدمه نخبة من مثقفي فلسطين على إمكانية وضع المصلحة الوطنية العليا قبل المصالح الفئوية. ورد في مضمون الخبر - وفق صحيفة «الاتحاد» التي تصدر في حيفا - أن وفداً من «الاتحاد القُطري للأدباء الفلسطينيين - الكرمل» يضم كلاً من الكاتب سعيد نفّاع، الأمين العام، والشاعر علي هيبي، الناطق الرسمي، والشاعرة فردوس حبيب الله، والكاتب مصطفى عبد الفتاح، عضوي الأمانة العامة، اجتمع يوم السبت 9 - 2 - 2019 في رام الله، مع وفد من «الاتحاد العام للكتاب العرب - 48» ضم رئيسه الشاعر سامي مهنّا، وأعضاء الأمانة العامة الكاتب يعقوب حجازي، والشاعر جهاد بلعوم، وحنان حجازي. انتهى الاجتماع إلى توقيع وثيقة توحيد الاتحادين في اتحاد يحمل اسم «الاتحاد العام للأدباء الفلسطينيين - الكرمل 48». فور مطالعتي الخبر، استعدت ما ردَّد حكماء الناس في مختلف الأزمان، وخلاصته أن مجرد توفر صدق النيّات يكفي لتسهيل الطريق أمام كل عمل وطني يتوخى الصالح العام.
في السياق ذاته، مفرحٌ ما صدر عن نواب فلسطينيين في «الكنيست» من حرص على خوض انتخابات تاسع أبريل (نيسان) المقبل، من منطلق تعزيز «القائمة المشتركة»، بغرض ضمان الفوز بعدد أكبر من المقاعد (تحتل الأحزاب الفلسطينية ثلاثة عشر مقعداً في المجلس الحالي). يثير كل ما سبق تساؤلاً مبرراً: إذا كان بوسع الساسة الفلسطينيين، المسموح لهم بالعمل السياسي كمواطنين في دولة إسرائيل، إثبات قدرتهم على توحيد جهودهم بما يخدم المصلحة العليا لناخبيهم، ويعزز مواقفهم المدافعة عن حقوق الفلسطينيين عموماً، ما الذي يحول دون تحقيق ذلك في قطاع غزة والضفة الغربية لنهر الأردن؟ بالطبع، هناك أكثر من سبب يمنع ذلك، في مقدمتها غياب نيّة العمل الجاد للوصول إلى إنهاء وضع شاذ متواصل منذ ما يزيد على أحد عشر عاماً. لكن غياب النيّات الجادة مرتبط هو أيضاً بعامل أخطر، واضح لكل متابع، وهو يتمثل في هيمنة ضغوط تمارسها أطراف خارجية، ليس يعنيها إنهاء الانقسام الفلسطيني، قدر ما يهمها إثبات قدرتها على التأثير في الوضع الفلسطيني ضمن لعبة صراع النفوذ في المنطقة. مؤكد أن هذا القول لن يلقى قبول أغلب قادة تنظيمات فلسطينية محددة. إنما لأن التفاؤل يبقى ضرورياً، من المهم أن يستمر الأمل في أن كل القيادات الفلسطينية ذات الارتباط بأطراف خارجية تعترض طريق التصالح، سوف تراجع مواقفها كي تنحاز في النهاية للصالح الفلسطيني.
يبقى أن أشير إلى أن خبر توحد اتحادي الكتّاب الفلسطينيين داخل إسرائيل، أتاني عبر إيميل من صديق جمعتني وإياه سنوات عمل طويلة في جريدة «الشرق الأوسط»، هو الكاتب المجتهد إلياس نصر الله، الذي وضع مؤلف «شهادات على القرن الفلسطيني الأول»، وهو كتاب بذل فيه من جهد التوثيق ما يستحق التقدير، فحظي بنجاح ملحوظ في معارض كتب عدة. دعونا نأمل أن إعادة توحيد غزة ورام الله سوف يُقدَّر لها أن تتحقق قبل نهاية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. أليس التفاؤل بالخير يظل هو الأفضل؟ بلى.

 

نقلًا عن الشرق الآوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبر فلسطيني سار خبر فلسطيني سار



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان
  مصر اليوم - مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon