توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيدكم آمن... رغم كل آلامكم

  مصر اليوم -

عيدكم آمن رغم كل آلامكم

بقلم - بكر عويضة

اليوم هو أول الأيام الأربعة التي تتوج انتهاء مناسك فريضة الحج إلى البيت العتيق، بيت الله الحرام، بعدما أتى لتأديتها مسلمون ومسلمات من كل فج عميق. أحد مرامي يوم عيد الأضحى، يتمثل في الاحتفاء والابتهاج بذكرى التضحية والفداء، إذ هبّ خليلُ الرحمن، أبو الأنبياء، إبراهيم (عليه الصلاة والسلام)، مستعداً لتنفيذ رؤيا الأمر الإلهي، بتقديم ولده إسماعيل قرباناً للخالق. قُبيل لحظة إعمال السكين، أفتُدي الولدُ المطيعُ أباً استجاب لأمر ربّ العالمين، فأطاع بذلك الله عز وجل. ألم يُقل، قياساً على هذا الموقف المتجاوز في هيبته كل ما عداه من مواقف تضحية وافتداء، إن طاعة الأبوين في مرضاة الله، هي طاعة لله ذاته؟ بلى.

طاعة الابن لأبيه، وطاعتهما معاً لخالق الناس أجمعين، إنفاذاً لأمره الذي أراده ابتلاءً لكلٍ منهما، أسكنت قلبيهما الأمن والطمأنينة، فكان الافتداء آية من آيات سميع عليم، تبشّر بتقبل الطاعة، وبالتالي مكافآتها فوراً. من منطلق القياس، ربما يمكن القول إن احتفالات المسلمين في كل أنحاء العالم بعيد الأضحى تستحق أن تتم في أجواء أمنٍ، رغم كل آلام ومآسي الحروب التي تعصف بهم، تلك التي تدور في بلدانهم، أو من حولهم. مدافع تطلق قذائفها بلا تفريق بين مواقع عسكرية، وبشر مدنيين. طائرات تقصف حممها فتزهق أرواح أجيال من مختلف الشرائح. قتلى، ومشردون، جرحى ومُهَجَرون، ليس من ذنب جنوه سوى أنهم في أوطانهم مطاردون. رغم ذلك، أيجوز أن يُقال لهم ولهن: عيدكم آمن؟

نعم. تفسير ذلك يعيد إلى معنى عيد الأضحى ذاته. ضمن منطق القياس المشار إليه قبل أسطر، ربما يصح القول إن آلام معاناة المسلمين والمسلمات بين ضحايا جبهات الحروب المشتعلة؛ من أوكرانيا (مليون ونصف المليون مسلم) إلى السودان، ثم من فلسطين إلى حيثما شئتم في جهات الأرض الأربع، أو القارات الخمس، تلك آلام تشكل بعض ابتلاء لن يذهب سُدى، رغم فداحة أثمان تُدفع من قِبل أناس أبرياء قُيض لهن، الفتيات منهن والزوجات والأمهات، ولهم، الأولاد منهم والآباء والأجداد، أن يوجدوا في مواقع تشهد دفع الله الناسَ بعضهم ببعض. لذا، لعل من الصحيح أيضاً ترجيح كفة التمني أن يسود السلام في ديارهم، وأن يحل الأمان بينهم، وإذا تعذر أن يتم ذلك في هذا العيد، ففي المقبل من أعياد أعوام مقبلة.

بالتأكيد، هناك كثير من ديار العالم الإسلامي تنعم بالأمن والسلام، وقد وقاها الله شرور الحروب ومآسي الخراب، بل وحباها بأسباب ازدهار اقتصادي، ورفاه اجتماعي، تعم خيراتهما على مختلف فئات المجتمع. في مقدم تلك الديار، تقف المملكة العربية السعودية، مهد رسالة الإسلام، وبلد الحرمين الشريفين، التي يبذل قادتها، بدءاً بالملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ثم على مختلف المستويات، كل جهد يستطيعون لأجل تأمين أداء ضيوف الرحمن مناسكهم بيسر وعلى أفضل وجه ممكن. وإضافة إلى القيام بواجبات مسؤولياتها الدينية خير قيام، تتجلى السعودية باعتبارها إحدى أهم دول العالم التي تشهد معدلات نمو اقتصادي تلفت الأنظار، وتغييرات على الصعيد الاجتماعي تحظى بإعجاب وتقدير المتابعين في كبريات دول العالم الصناعي المتقدم.

ما حققته المملكة العربية السعودية طوال مسيرتها، وما أنجزته خلال السنوات العشر الماضية، تعزيز لدورها العربي البارز، ثم لحضورها العالمي، وفي الحالتين يستفيد العالم الإسلامي ككل، باعتبار أن كل تقدم يُنجَز على أرض الحرمين سوف ينعكس إيجابياً على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. لهؤلاء أجمعين؛ وجب القول: دامت أعيادكم أعيادَ أمن وسلام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيدكم آمن رغم كل آلامكم عيدكم آمن رغم كل آلامكم



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"
  مصر اليوم - رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز غلوب سوكر

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon