توقيت القاهرة المحلي 22:14:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الناتو» ــ روسيا... سيناريوهات مزالق الهاوية

  مصر اليوم -

«الناتو» ــ روسيا سيناريوهات مزالق الهاوية

إميل أمين
بقلم - إميل أمين

هل يمكن عدّ مناورات «الناتو» «إير فندر 23»، التي تجري في ألمانيا، بمثابة رسالة لردع «التوتر الجوي» بين دول الحلف وروسيا بعد تكرار حوادث الاحتكاك بين المقاتلات على الجانبين في الأسابيع الماضية؟

المتابع للمشهد المحتقن الذي بلغ حداً متقدماً بين روسيا وأوكرانيا، والدور الذي لا يتوانى «الناتو» عن إظهاره في دعم الأخيرة، لا سيما بعد قرار كل من بريطانيا وألمانيا في مارس (آذار) الماضي، الدفع بوحدات جوية للمشاركة في مهام «الشرطة الجوية التابعة للحلف»، والتي تتمركز في إستونيا ودول أخرى، يوقن أن مرحلة الاشتباكات، حكماً ستلي زمن الاحتكاكات؛ ما يعني أن سيناريو الكاتب الروسي أنطون تشيكوف عن البندقية المعلقة على الحائط في الفصل الأول من رواية، لا بد لها أن تنطلق في الفصل الثالث منه.

تثبت مناورة «إير فندر 23»، وبما لا يدع مجالاً للشك بأن «الناتو» متفوق على روسيا بشكل واضح جداً في دائرة الأسلحة التقليدية، لا سيما من حيث العدد والعتاد، وما يجري في الفترة من 12 إلى 23 يونيو (حزيران) الحالي، بمشاركة عشرة آلاف جندي، و250 طائرة، هو في واقع الحال أكبر بكثير من كل المناورات التي أجريت في السنوات السابقة ومرتبطة بالمسار العام نحو عسكرة الدول الأوروبية. في الظروف الحالية... هل هذه خطوة موجهة ضد روسيا قولاً وفعلاً؟

في تصريحاتها للصحافة العالمية قبل أيام، قالت السفيرة الأميركية لدى ألمانيا: «سأكون مندهشة جداً إن لم يلحظ أي زعيم في العالم ما تظهره هذه المناورة، لناحية روح التحالف، وماذا تعني قوته».

يلفت الانتباه أول الأمر التأكيد على تموضع ألمانيا الجديد في قلب أوروبا من جهة، والدور المنوط بها اليوم من قِبل «الناتو» من جهة مقابلة.

هي تصاريف القدر، أو محصلة سياسات بوتين، فقد تغير المشهد الألماني بقوة، من دولة تقود الرفض لمسيرة «الناتو»، والخلافات المتصاعدة بين دونالد ترمب وأنجيلا ميركل شاهدة على ذلك، إلى ألمانيا التي تلعب دوراً عسكرياً واضحاً وترحب بإعادة اللحمة بين الأوروبيين والأميركيين، بعدما أعطى غزو أوكرانيا قبلة الحياة للحلف الأطلسي الذي عدّه البعض قد مات سريرياً من قبل.

تسعى ألمانيا وسط دول أوروبا بنوع خاص في طريق إظهار موقف أكثر جرأة قتالية، حيث دفعت عملية بوتين في أوكرانيا، برلين لإعادة الاهتمام بقواتها المسلحة، بعد عقود من الإهمال، والعهدة هنا إلى الـ«وول ستريت جورنال» الأميركية.

برأي إينغو غيرهارتس، قائد القوات الجوية الألمانية، تحتاج ألمانيا إلى تحمّل المزيد من المسؤولية، وأحياناً أخذ زمام المبادرة بين دول «الناتو» في أوروبا.

هل جاءت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لتخلق فرصة ذهبية لتعود ألمانيا من جديد إلى سابق عهدها كقوة دولية وازنة، ولتعلن حضورها العسكري التاريخي؟

غيرهارتس يقرّ: «بأننا سنثبت أننا قادرون على ذلك عبر هذه المناورة، وسنظهر أن أراضي (الناتو) هذه هي خطنا الأحمر».

من شأن هذه المناورات العسكرية لـ«الناتو» أن تساعد القوات الجوية الحليفة على الانتشار بشكل أفضل في أوروبا، وفي أماكن أخرى، لحماية شركاء مثل كوريا الجنوبية واليابان. لكن إلى أي مدى يمكن لـ«الناتو» أن يمضي قدماً ومن دون الانزلاق في مواجهة حذّر منها الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، مرات سابقاً؟

يمكن القطع بأن مناورات «إير فندر 23»، تعمّق المخاوف الروسية، لا سيما في ضوء طلب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من دول الحلف كافة، تقديم المزيد من الأسلحة لأوكرانيا، ناهيك عن الدعم الاستخباري لكييف وتدريب جنودها، وصولاً لأنشطة «الناتو» التي تلاحقها الأسئلة حتى الساعة عن المعامل البيولوجية التي أقيمت فوق الأراضي الأوكرانية وعن الهدف منها.

يبدو الصدام حاصل في واقع الأمر، وذلك من خلال التدفق السخي للأسلحة إلى أوكرانيا، بخلاف الصواريخ والمدافع التي ستجعل الحرب عند نقطة زمنية قريبة وليست بعيدة، تخرج حكماً عن نطاقها بين روسيا وأوكرانيا، لتصبح المواجهات العسكرية بين روسيا و«الناتو» مباشرة، ومن غير الحاجة إلى وكالة الأوكرانيين.

ترى روسيا أنه لكي تنعدم فرص الصدام مع «الناتو»، فإنه يتوجب على الحلف أن يسحب جميع العناصر والقوات الخاصة التابعة له.

عطفاً على ذلك؛ يطالب الروس بفتح تحقيق شامل وكامل، وذلك حول المختبرات المثيرة للريبة على حدود دول الاتحاد السوفياتي السابق، وبالنهاية التراجع عن العقوبات التي فرضتها بروكسل وواشنطن على موسكو.

تبدو الرغبات الروسية أضغاث أحلام؛ ولهذا لن يفاجأ العالم إن صحا ذات نهار قريب ليجد أن بوتين قد أعلن وقت السحر، إنذاراً نهائياً يقول فيه، إنه إذا استمرت طائرات «إف - 16» الأميركية الصنع والتي يتم تسليمها لأوكرانيا، في قصف الأراضي الروسية، فإن المطارات التي ستنطلق منها، ومن فوق أي أراضٍ أوروبية، ستُعدّ أهدافاً روسية يمكن قصفها من غير أدنى تردد».

التطور الخطير والمثير، هو أن الأمر لم يعد مقتصراً على طائرات الـ«إف - 16»، فقد أعلنت القيادة المركزية في القوات الأميركية الأربعاء الماضي نشر المقاتلة «إف - 22 Raptor» بالمنطقة التي تقع ضمن نطاق مسؤوليتها، في أعقاب السلوك غير الآمن وغير المهني المتزايد من قبل المقاتلات الروسية في المنطقة.

هل سينزلق «الناتو» بفعل دفع زيلينسكي الذي عدّ أن «وقت تحطيم الافتراضات الروسية بأن شخصاً في (الناتو) لا يزال خائفاً من روسيا قد انتهى تماماً»؟.

في الثالث من الشهر الحالي أشارت وسائل إعلام أميركية إلى أن البيت الأبيض على وشك الموافقة على تزويد أوكرانيا بقذائف دبابات اليورانيوم، وهو ما أعلنته بريطانيا في مارس (آذار) الماضي.

بوتين خلال لقاء مع قادة عسكريين قبل بضعة أسابيع أكد على جاهزية روسيا للرد، وبما هو أبعد من اليورانيوم المنضب.

أهو وقت النووي التكتيكي الذي نُشر مؤخراً في بيلاروسيا، وما يليه من ردات فعل «الناتو» بعدها؟

إنها مزالق الهاوية من المنضب إلى التكتيكي، وصولاً إلى الاستراتيجي، إلا من رحم ربك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الناتو» ــ روسيا سيناريوهات مزالق الهاوية «الناتو» ــ روسيا سيناريوهات مزالق الهاوية



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon