توقيت القاهرة المحلي 20:21:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطر والإرهاب... أوان حساب البيدر

  مصر اليوم -

قطر والإرهاب أوان حساب البيدر

بقلم : إميل أمين

هل حان الوقت الذي تجني فيه قطر حقل الإرهاب الذي بذرته وزرعته خليجياً وشرق أوسطياً وعالمياً؟

المؤكد أن حساب البيدر هنا سيكون غالياً وعالي التكلفة لدولة رعت الإرهاب رسمياً ولا تزال، وتظن أن الذين يوفرون لها الغطاء الأممي سوف يستمرون إلى الأبد.

لم يكن ما أعلنته شبكة الإذاعة والتلفزيون البريطانية الأيام القليلة الفائتة عن قطر والفدية التي تجاوزت المليار والمائة والخمسين مليون دولار لإرهابيين يدورون في فلك «داعش» أمراً جديداً، فالمعلومات متوافرة بالفعل من قبل، غير أن السبق الأخير بيَّن بخطوط واضحة كيف أن الإرهاب متأصل ومتجذِّر في صفوف الحكم القطري الذي بات في الأوقات الحاضرة مثل بيت العنكبوت.

السؤال الجوهري في هذه السطور يدور حول ما يتوجب على المجتمع الدولي القيام به وبأسرع وقت ممكن تجاه دولة عضو في الأمم المتحدة تقوم بتوفير الأموال الطائلة لنشر طاعون الإرهاب الأسود حول العالم، وهل سيبقى مجلس الأمن الدولي بنوع خاص عاقد الأذرع على الصدور أمام الألاعيب القطرية لدعم الجماعات الإرهابية وبأموال تكفي لأكثر من عقد قادم من الزمن أو أزيد؟

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتكشف فيها للعالم علاقة قطر بالإرهاب؛ فمنذ أوائل تسعينات القرن الماضي توافرت المعلومات لدى أجهزة الأمن الأميركية، مؤكدةً أن الدوحة تقدم المأوى لبعض رجال «القاعدة» وفي المقدمة منهم المتهم الأشهر في حادث نيويورك وواشنطن 2001 خالد شيخ محمد، بينما فشل لويس فرييه مدير المباحث الاتحادية الأميركية، في تسلمه بعد أن هرَّبته الدوحة خارج أراضيها إلى باكستان. السؤال المثير: أين كانت قطر تخفي شيخ محمد»بعدما علمت السلطات الأميركية بوجوده على أراضيها؟

الجواب في مزرعة خاصة يمتلكها وزير الداخلية القطري وقتها عبد الله بن خالد المعروف بأنه أحد كبار المؤدلَجين قاعدياً، والداعم للمنظمات الإرهابية.

هذا الوزير معروف عنه أنه سبق له أن التقى أسامة بن لادن في العاشر من أغسطس (آب) من عام 1996، إبان إقامته في السودان.

الدعم القطري للإرهاب يتكشف رويداً رويداً، وهذا ما أدركته دول المقاطعة الأربع، ولهذا اتخذت قرارات حاسمة وجازمة، في حين لا تزال واشنطن تراوغ وأوروبا يغريها ويكاد يعميها رنين الذهب القطري، إلى يوم يدفعون فيه الحساب وبصورة لا يطيقون احتمالها، ما يرسم في الأفق علامات استفهام عريضة حول مصداقية الغرب في محاربة الإرهاب وهل نياتهم صادقة خالصة، أم أنه أسلوب تكتيكي لإدراك أهداف استراتيجية أبعد مما تراه العين في التوّ واللحظة.

الكثير من الإرهاب القطري يتكشف تباعاً، والحديث عما تقوم به قطر في ليبيا قد يتجاوز فضيحة المليار وعدة ملايين دولار، ذلك إن كانت عملية تخليص الرهائن القطريين قد اتخذت ستاراً لدفع فدية وهمية على ذلك النحو فإن التعاطي مع اختطاف دولة برمّتها أمر آخر حتماً ستكون أبعاده كارثية عندما تتبدى في الأفق علامات ما يجري هناك راهناً. 

يعنّ لنا السؤال الآن: «هل قامت قطر في الفترة الأخيرة بترسيخ وجود الدواعش والإسلامويين في ليبيا؟ وإن كانت قد فعلت فهل هدفها ليبيا فقط أما أنها تريد أن تضحى ليبيا بالنسبة إليها «كعب أخيل» الذي يمكّنها من نشر إرهابها في شمال القارة الأفريقية من جهة وجنوبها من جهة ثانية؟

مؤكَّدٌ أن في الأمر سراً معلناً وليس خفياً، سيما أن عشرات الآلاف من الدواعش الذين كانوا يقاتلون في سوريا والعراق لم يتبخروا فجأة ويختفوا من على الخريطة دفعة واحدة، وبخاصة أن من تمت تصفيتهم منهم لا يتجاوزون بضع مئات ليس أكثر، فأين ذهب الباقون؟
لم يغب المشهد عن أعين أجهزة الاستخبارات حول العالم، والتي رصدت دعماً لوجيستياً ومالياً واضحاً وفاضحاً من قطر، بهدف نقل الدواعش إلى شمال أفريقيا، وليس أفضل من ليبيا موقعاً وموضعاً، سيما أن هناك رجلهم القديم بلحاج الذي يدير إحدى الدويلات القائمة اليوم على الأراضي الليبية والمدعوم مالياً ولوجيستياً من قطر، وهو مالك الأسطول البحري والجوي الرابط بين ليبيا وبين مطارات تركيا وموانئها...

الثابت، وحسب مصادر أمنية ليبية تمتلك من الوثائق ما يؤكد موثوقية أحاديثها، أن الدوحة أنفقت ما يزيد على 3 مليارات دولار منذ انطلاق عمليات «فجر ليبيا» نهاية عام 2014. وتقول المصادر عينها إن قطر سهّلت دخول كميات كبيرة من السلاح عبر مطارات طرابلس ومصراتة لدعم مقاتلي «فجر ليبيا»، وأن ضباطاً قطريين كانوا في غرف قيادة العملية بطرابلس لتقديم المشورة والدعم اللوجيستي.

دعم قطر للإرهاب يتخذ أبعاداً عالمية، وعلى غير المصدِّق لما نقول به الرجوع إلى ما نشرته صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية عن إذكاء قطر نيران الحرب الأهلية والأصولية في قلب أفريقيا، فقد نشرت الصحيفة تقريراً عن سنوات الحرب على الإرهاب في جمهورية مالي، والدور المشبوه للدوحة في تغذية الجماعات الإرهابية هناك، وهو ما كشفته وثائق «ويكيليكس» نقلاً عن دبلوماسيين أميركيين، عطفاً على تقارير استخبارية أخرى تشير إلى تمويل قطر للجماعات الإرهابية في مالي، وأبرز تلك الجماعات «حركة الطوارق» الإرهابية، وأتباعها المسيطرون على شمال مالي.

بدءاً من عام 2012 لم تكن أعين المخابرات الفرنسية غافلة عن الدور القطري في مالي، وعلاقة الدوحة بالمنظمات الإرهابية المسيطرة هناك، وقد خلصت أجهزة فرنسا الأمنية إلى أن أمير قطر السابق حمد بن خليفة قد قدم دعماً مالياً وعسكرياً لتنظيمات إرهابية في مالي.
لم تتوقف وسائل الإعلام الفرنسية عن فضح علاقات قطر بالإرهاب في مالي، ففي تقرير منسوب إلى مصادر استخباراتية فرنسية أيضاً نشرته صحيفة «لوكانارد أونشيني» نقرأ عن الدوحة التي قدمت دعماً عسكرياً ولوجيستياً ومالياً كبيراً لجماعات إرهابية متطرفة في شمال مالي، بهدف زعزعة استقرار دول أفريقية عدة تتعارض مصالحها مع الدوحة.

تحت عنوان «صديقتنا قطر تدعم الإرهابيين في مالي» أشارت الصحيفة إلى أنه وفي بداية عام 2012 وجّه جهاز المخابرات الفرنسية إنذارات عدة إلى قصر الإليزيه، تحذّر وتنذر من أدوار مشبوهة تلعبها قطر برعاية أميرها حمد بن خليفة، وأن الدوحة تقدم سخاء لا مثيل له، ليس فقط كدعم مالي وعسكري في صورة أسلحة لجماعات وتنظيمات إرهابية في كل من تونس ومصر وليبيا، ولكن أيضاً امتد هذا السخاء لجماعات إرهابية متطرفة في مالي.

هل هناك بعد وقت للتساؤل عن قطر دولة داعمة للإرهاب أم لا؟

على واشنطن وبروكسل وموسكو وبكين الجواب من دون إطالة للصمت غير البريء.

 نقلً عن الشرق الاوسط اللندنيه

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر والإرهاب أوان حساب البيدر قطر والإرهاب أوان حساب البيدر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon