توقيت القاهرة المحلي 20:12:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الملك سلمان حجر زاوية الخليج المكين

  مصر اليوم -

الملك سلمان حجر زاوية الخليج المكين

بقلم : إميل أمين

عبر عقود طوال وحتى قبل أن يصبحَ أميراً للرياض، عُرف سلمان بن عبد العزيز بأنَّه رجل العروبة الصادق في مواقفه، والأمين على مبادئ الوحدة والاتحاد، ولعلَّ صورته متطوعاً مع إخوانه الأمراء عام 1956 أيام العدوان الثلاثي على مصر، تؤكد أنَّنا أمام حقيقة مؤكدة، وهي فكره الذي يوفِّق ولا يفرِّق، وتفكيره بعزم وعمله بحزم في إطار رفعة الأمة العربية ودرء المخاطر عنها.
جاءت قمة العلا الأخيرة لتؤكد سيرة ومسيرة خادم الحرمين في عقول الشباب والأجيال الصاعدة ونفوسهم، لا سيما تلك التي لم تعش أمجاداً عربية غابرة، وقفت فيها المملكة وقفات عز على دروب الحياة ومنعرجاتها المتباينة.
أظهرت القمة أنَّنا أمام عروبي أصيل يضع صالح ومصالح مواطني الخليج العربي، كذا بقية الأشقاء في المنطقة في أعلى سلم أولوياته، الأمر الذي يمهد الطريق للتجاوز عن الأخطاء، وتعبيد الطرق لاستمرار واحدة من أهم منظومات التعاون في الخليج العربي، ونعني بها مجلس التعاون، ويضع نجاحاته المستقبلية نصبَ عينيه.
ولعلَّ الذين لديهم علمٌ من كتاب تاريخ الملك سلمان يدركون أنَّهم أمام رجل اختارته الأقدار في توقيت حساس وحرج تتغير فيه رياح جيوبولتيك العالم برمته، ومنطقة الخليج في سويداء القلب من تلك التعديلات والتبدلات، ولهذا فإنَّها كانت في أمسّ الحاجة إلى قائد يوفّق ولا يفرّق، ويشرح ولا يجرح، رجل يجمع بين أصالة التاريخ وحداثة الرؤية المعاصرة، مع الإمساك بقوة على منطلقات الأخوة، والتشديد على روابط الدم، والذي لا يمكن أن يَضحى ماءً عند أي لحظة من لحظات حاضرات أيامنا.
قمة العلا التي احتضنتها المملكة برعاية خادم الحرمين وجهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عكست حقيقة قائمة وقادمة منذ زمان وزمانين، أنَّها السعودية الحاضنة الأُم على مدى العقود الماضية ومنذ ولادة مجلس التعاون الخليجي، الرافعة لراية الوحدة، حجر الزاوية الذي يجتمع عنده المفترقون، ويقترب على القرب منه المتباعدون، والمواقف عديدة يضيق المسطح المتاح للكتابة عن ذكرها.
ولعلَّ نجاح قمة العلا لدليل راسخ على الأهمية التي أولاها الملك سلمان لإعادة تمتين وشائج القربى والأخوة، وبلورة رؤى استشرافية تقدمية تفتح أبواب التعاون، وتخلّف فرص بناء الجسور وهدم الجدران، وقد يُنظر إلى هذه جميعاً بوصفها الآليات أو الخطوات التكتيكية، فيما تظل رغبة قلب الملك العروبي الأصلية تهفو إلى استراتيجية القلب الواحد، لا سيما في مواجهة الأخطار التي تتهدَّد دول المنطقة وبقية الشرق الأوسط من كيان لا يغيب عن عين الجميع، ولا يفارق خاطر القاصي والداني.
أظهرت قمة العلا أنَّ الملك سلمان يتمتَّع بأبوة كبيرة حانية صادقة، وتاريخه الطويل يدعمه ويزخمه، ولهذا جاءت استجابة دول مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية لتلبية رغبته الصادقة في استنقاذ حبل المودات، وفرص التعاون الخلاق في المستقبل، والقفز فوق العقبات الكأداء التي طفت على سطح الأحداث خلال الأعوام الماضية، وقد ارتضى الجميع حكمته، وقدّر الكل أبوّته، ورفع الحضور رغباته إلى مقام الأوامر الأبوية التي لا تُصد ولا تُرد.
والشاهد أنَّنا، وإنْ كنا نتحدث عن سلمان الحجر المكين في عيون الأشقاء العرب والخليجيين، فإنَّه يتعيَّن علينا أنْ نذكر بكل الخير الدور الحداثي التنويري والقيادي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهناك الكثير من المؤشرات التي أفرزتها قمة العلا ودوره التاريخي فيها.
يمكن القطع بدايةً بأنَّ إطلاق اسمي راحلين كبيرين، السلطان قابوس والأمير صباح الأحمد (رحمهما الله)، لدليل كافٍ على فكر الأصالة المتجذرة في مسيرة صاحب «رؤية 2030» الأمير الشاب الذي يدرك المنطلق القرآني البديع: الاتحاد قوة، ويمضي في مسيرة الأمر الإلهي «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا».
الذين تابعوا كلمة ولي العهد رسخ لديهم أنَّهم أمام جيل سعودي معاصر، قادر على الخوض في غمار التحديات بأريحية عروبية صادقة، وبفهم عملياتي رصين، وعنده، وله في الحق ألف حق، أنَّ اللحظة الآنية تحتاج إلى الجهود المتكاتفة للنهوض بالمنطقة لمستقبل بهيج، ومجابهة التحديات المحيطة بدول الخليج العربي، وفي المقدمة منها محور الشر الإيراني الذي يمدُّ أطرافه حول العالم العربي، ويغازل البعيدين وراء المحيط.
كلمة الأمير محمد بن سلمان، في قمة العلا شخَّص فيها دوره التصالحي والتسامحي، وبيَّن فيها أنَّه القائد الشاب الذي أدرك حقيقة مؤكدة: طرح القضايا المصيرية يبدأ من الذات لا من الآخرين، ولهذا فإنَّ رؤيته السياسية وآفاقه التنموية إنَّما تعبّر عن مكنونات الذات السعودية والخليجية والعربية.
وهذا الدرب الرفيع والإيجابي يخلق واقعاً أكثر رحابة، واقعاً يقفز فوق أحجار التكلس والجمود الراديكالي السياسي، إلى رحابة الإبستمولوجيا التي تنهض بالداخل السعودي والخليجي، وتخلق جنة عدن من جديد في «نيوم» بما يعود على المنطقة العربية عموماً بالخير والنماء.
في قمة العلا نجحت المملكة عبر الحكمة النيّرة ممثلةً في خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي حافظ طويلاً على هذا الكيان الاستراتيجي عبر العقود الماضية من ناحية، ومن خلال حيوية ونهضة الشباب المبدع المتجلي في الأمير محمد، ولي العهد، من جانب آخر.
إنَّها مملكة الأصالة والمعاصرة والأخوة، أمس واليوم، وإلى ما شاء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملك سلمان حجر زاوية الخليج المكين الملك سلمان حجر زاوية الخليج المكين



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon