توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الساحة الأوكرانية والحرب العالمية

  مصر اليوم -

الساحة الأوكرانية والحرب العالمية

بقلم : إميل أمين

هل تنطلق شرارة الحرب العالمية الثالثة من أوكرانيا، مثلما كانت الأراضي النمساوية موقع اشتعال الحرب العالمية الثانية؟
وسط ضجيج الشرق الأوسط، وملفاته الساخنة، بدا وكأننا لا نراقب المشهد الأميركي - الروسي على الأراضي الأوكرانية بما يكفي، مع درجة الخطورة المتسارعة، التي قد تقود في لحظة من سخونة الرؤوس إلى حرب عالمية.
ليس سراً أن واشنطن، ومنذ أن اقترعت شبه جزيرة القرم على الانفصال عن أوكرانيا، وعودتها إلى الحاضنة الروسية، باتت تناصب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، العداء، وتسعى جاهدة لتغيير الأوضاع وتبديل الطباع، حتى وإن أدى ذلك إلى مواجهة أوكرانية - روسية.
في الثاني من شهر أبريل (نيسان) الحالي، أجرى الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، أول اتصال له مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي أكد فيه الرئيس بايدن دعم الولايات المتحدة الثابت لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، في مواجهة العدوان الروسي المستتر في دونباس وشبه جزيرة القرم، على حد تعبيره.
هل يمكن اعتبار التصريح بمثابة تدخل في شؤون روسيا؟
أغلب الظن أن موسكو التي تعي ما يدور بجوارها، كانت حاضرة بسيناريوهاتها، خصوصاً في ضوء الدعوة المباشرة من وزير خارجية أوكرانيا، دميترو كوليبا، للولايات المتحدة، لممارسة ما سماه «الخطوات المحددة والصحيحة من الإدارة الأميركية»، وعنده أن أحد التوقعات الرئيسية لأوكرانيا... هو مشاركة أميركية أكثر فاعلية وعاجلة، وهو الأمر المهم، في إنهاء احتلال دونباس، وشبه جزيرة القرم.
هي إذن دعوة صريحة للتدخل العسكري الأميركي مباشرة، في مناطق واقعة رسمياً تحت السيادة الروسية، الأمر الذي ينقل المواجهات إلى مستوى أعلى أكثر خطراً وسخونةً.
المثير والمزعج في الحراك الذي يجري على رقعة الشطرنج الأوكرانية، هو أنه بمجرد انتهاء مكالمة بايدن مع زيلينسكي، بدأت عمليات قصف مكثف لجمهوريات الدونباس من قبل الجيش الأوكراني.
الأحداث المتسارعة جنونية بالفعل، ولا يعرف المرء كيف يمكن أن يصدر مثل هذا التصريح عن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الذي اتصل في الأول من أبريل، بنظيره الأوكراني، وقدم ضمانات أميركية لدعم أوكرانيا حال نشوب صراع عسكري مع روسيا، بينما رفعت القيادة الأميركية مستوى استعدادها في أوروبا إلى أقصى المستويات.
هل «الناتو» على موعد مع الهجوم على روسيا في شهر مايو (أيار) المقبل، كما يتساءل المحلل السياسي الروسي، ألكسندر نازاروف؟
مساء الأربعاء الماضي، تحدث الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، عبر الهاتف، مع القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، رسلان خومتشاك، ومع فاليري غيراسيموف، رئيس الأركان العامة للجيش الروسي.
لم يظهر في الأنباء ما الذي دار بين الثلاثة، لكن ما تم رصده في الأيام القليلة الماضية يشير إلى تجهيزات عسكرية على الجانبين تنبئ بما لا يمكن توقعه في أي لحظة.
قبل الاتصال المشار إليه بعدة أسابيع أظهرت خطوط تحركات الاستطلاع الأميركية والبريطانية بدون طيار فوق الدوناس، نشاطاً مكثفاً، والأمر نفسه جرت به الأحداث على طول الحدود مع شبه جزيرة القرم بشكل كبير.
وفي هذه الأثناء تتسارع الخطى لإجراء مناورات «الناتو» التي تحمل اسم «المدافع عن أوروبا»، في منطقة البحر الأسود، التي ستنقل لها الولايات المتحدة نحو 1200 وحدة من المعدات العسكرية إلى أوروبا.
بهدوء يحسد عليه، وبحزم واضح وحاد إلى أبعد حد ومد، يتراءى الرد الروسي للعالم، إذ علق المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، نهار الجمعة الفائت، على الأنباء التي تشير إلى احتمالية وجود قوات أميركية على الأراضي الأوكرانية بالقول، إن ذلك أمر «مرفوض وغير مناسب»، وأضاف أنه «في حال حدوث هذا السيناريو سيؤدي ذلك إلى زيادة التوترات بالقرب من الحدود الروسية».
تبدو موسكو سائرة على نهج الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت (1901 - 1909)، «تحدث عن السلام وأمسك عصا غليظة»، إذ بدأت بالفعل في تحريك الجيش الروسي، وإرسال عدد من الأفواج والقطع العسكرية إلى شبه جزيرة القرم، وإلى الحدود مع أوكرانيا.
لم توفر واشنطن التشكيك في نيات الروس بعد تلك التحركات، ما جعل الكرملين يصرح بأن روسيا تنقل قواتها المسلحة داخل وضمن حدود أراضيها بحرية، وأنه لا شأن لأحد بالتدخل في هذه الأمور والقضايا الداخلية.
تبدو روسيا بالفعل كمن يحمي حدوده الداخلية، لكنها في الوقت نفسه تبعث برسائل للجار الأوكراني، ولمن يقف وراءه، بخاصة إذا قام البعض بنشر صواريخ بالقرب من روسيا.
هل لدى واشنطن رفاهية الدخول في مغامرة عسكرية قد تدفع إلى حرب عالمية، وهي التي تعيش حرباً ضروساً في مواجهة فيروس شائه واقتصاد مرتبك يعالج بالديون التريليونية؟
لا أحد يملك جواباً شافياً وافياً على وجه الدقة، فيما المخاوف من أن يمضي الجميع في طريق سيناريو كرة الثلج المتدحرجة من فوق الجبل... فانظر ماذا ترى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الساحة الأوكرانية والحرب العالمية الساحة الأوكرانية والحرب العالمية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon