توقيت القاهرة المحلي 19:30:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روبيو... ملامح براغماتية للسياسة الأميركية

  مصر اليوم -

روبيو ملامح براغماتية للسياسة الأميركية

بقلم : إميل أمين

من بين الخيارات المثيرة للرئيس ترمب في إدارته الجديدة، يبدو انتقاؤه لصقر السياسة الخارجية، سيناتور فلوريدا، ماركو روبيو، مدعاة لكثير من التساؤلات، لا سيما أنه معروف بنهجه الثوري، واستراتيجيته في دعم المقاومة غير العنيفة.

يهتم العالم بروبيو، انطلاقاً من أنه الدبلوماسي الأكثر أهمية، والرجل الذي يحتمل أن يغير وجه العلاقات الخارجية بين الولايات المتحدة وأعدائها وحلفائها على حد سواء.

هل سيصبح روبيو صانع سياسات أميركية، أم مجرد منفِّذ لسياسات الرئيس ترمب غير الواضحة بقوة حتى الساعة، والتي يتوقع نفر كبير من المراقبين ألا تتماهى مع سياسات ولايته الأولى بالمطلق؟

تبدو العلاقة بين الثنائي ترمب – روبيو، غريبة بعض الشيء؛ فقد حملت تلاسناً واضحاً في انتخابات عام 2016 للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، لكنها عادت لتستقيم، ولينضم روبيو إلى دعم ترمب في حملة 2020.

يبدو روبيو نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، أحد أحجار ولاية ترمب المقبلة، وغالب الظن أن تعيينه من قبل مجلس الشيوخ سيجري من غير عوائق أو عقبات، غير أن هذا لا يمنع من إلقاء نظرة على تصريحاته السابقة ومواقفه الأخيرة التي تمثل نافذة مبكرة على الكيفية التي سيرتب من خلالها الجمهوريون أولوياتهم فيما يخص التهديدات المتعلقة بالسياسة الخارجية الأميركية.

عبر شبكة «تروث سوشيال» كتب ترمب: «سيكون روبيو مدافعاً عن أمتنا، وصديقاً حقيقياً لحلفائنا، ومحارباً شجاعاً لن يتراجع أبداً أمام أعدائنا».

يبدو هذا التصريح مُطَمْئِناً للبعض، ومقلقاً للبعض الآخر خصوصاً في ظل ما تَفَوَّهَ به روبيو قبل أيام في حديث لشبكة الأخبار الأميركية «سي إن إن».

يرى روبيو أن أميركا تدخل زمن السياسة الخارجية البراغماتية بعد فوز ترمب، ويضيف قائلاً: «إن أميركا بحاجة لأن تكون عملية للغاية وحكيمة في كيفية استثمار نفوذها في الخارج، وما ستفعله، وكيف تتعامل مع الأمور».

هذا الطرح يعمِّق الرؤى البراغماتية للمرحلة السياسة الأميركية المقبلة، رغم محاولات ترمب طمأنة الأصدقاء والحلفاء، أولئك الذين تنتابهم الهواجس من سياسات ترمب التي خبروها سابقاً.

على سبيل المثال، تحدثت مؤخراً منسقة السياسات الأوروبية الخارجية الجديدة في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، مبديةً قلقها من أميركا الانعزالية، التي يمكن أن تطفو على السطح لاحقاً، ومؤكدة على أن مواجهة قوى الشر الحديثة حول العالم أمر يتطلب مزيداً من تضامن وتضافر جهود أعضاء «الناتو» والعالم الحر.

لماذا يقلق الأوروبيون بنوع خاص من روبيو؟

ربما لأن الرجل له موقف واضح من الأزمة الروسية - الأوكرانية، فعلى الرغم من أنه يحمل بشدة على بوتين، ويدين بقوة عملياته العسكرية في أوكرانيا، فإنه كان من بين مجموعة صغيرة من الجمهوريين المتشددين الذين صوَّتوا في أبريل (نيسان) الماضي ضد حزمة مساعدات بقيمة 95 مليار دولار، لمساعدة أوكرانيا وتايوان وإسرائيل، وقد كانت ذريعته تتلخص في أن «أميركا لم تفعل ما يكفي لمعالجة تحدياتها الداخلية مثل أمن الحدود والهجرة».

هل بدَّل روبيو مواقفه الخاصة بالسياسة الخارجية الأميركية، وربما بما يتسق مع شعار «MAGA» أي «جعل أميركا عظيمة مرة جديدة»؟

المعروف أن روبيو كان من أشد المهاجمين لسياسات ترمب الانعزالية في 2016، وقد صَرَّحَ وقتها أن «العالم من دون المشاركة الأميركية هو عالم لا يريد أي منا أن يعيش فيه»، وكان ضد موقف ترمب القائل بأن «الولايات المتحدة تعطي أكثر مما تحصل عليه من تفاعلاتها مع المجتمع الدولي». يعني ذلك أن هناك أولويات بالنسبة لروبيو، في مقدمها التعاطي بعقلانية سياسية براغماتية، وليس باندفاعات عاطفية تجاه روسيا والصين، وكوريا الشمالية وإيران.

تتفق توجهات روبيو مع سياسات ترمب بالمطلق لجهة الصين التي يعدُّها المهدِّد الجيوسياسي الأكبر في القرن الحادي والعشرين.

وبالنسبة لروسيا، فمن الواضح أنه يؤمن بحتمية التوصل إلى اتفاق في نهاية الأمر مع بوتين عبر التفاوض.

الأكثر إثارة في رؤاه الخارجية يتعلق بإيران، وإمكانية التوصل معها إلى اتفاق مشروط بوقف برنامجها النووي، وقضايا أخرى وهو هنا يتفق مع تصريحات ترمب لمجلة (بولتيكو) عن إمكانية عقد صفقه من إيران لأن العواقب مستحيلة.

روبيو صديق مقرب لإسرائيل، وداعم لها ضد «حماس» و«حزب الله»، لكن هل ستقبل تل أبيب بحديث عن صفقة مع إيران؟

غالباً سيعمق روبيو البراغماتية السياسية الأميركية التقليدية، لكن كيف وبأي آليات، هذا أمر يحتاج لمزيد من الوقت، لكن وفي كل الأحوال سيكون رقماً صعباً في إدارة ترمب المقبلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روبيو ملامح براغماتية للسياسة الأميركية روبيو ملامح براغماتية للسياسة الأميركية



GMT 08:31 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الروس قادمون حقاً

GMT 08:30 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... أخطار الساحة وضرورة الدولة

GMT 08:21 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

زحامٌ على المائدة السورية

GMT 08:18 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

سوريا قبل أن يفوت الأوان

GMT 08:17 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

محفوظ والعقاد في عيون فيفي وشكوكو

GMT 08:15 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

البعد الإقليمي لتنفيذ القرار 1701

GMT 08:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

معركة مصالح دولية وإقليمية

GMT 08:04 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

نقمة.. لا نعمة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:12 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

حماس تنفي مجددًا مغادرة قادتها قطر وسط محادثات وقف النار
  مصر اليوم - حماس تنفي مجددًا مغادرة قادتها قطر وسط محادثات وقف النار

GMT 19:30 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ليلى علوي توجه رسالة دعم لمنى زكي والأخيرة ترد عليها
  مصر اليوم - ليلى علوي توجه رسالة دعم لمنى زكي والأخيرة ترد عليها

GMT 09:24 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
  مصر اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل بدائل للرخام في ديكورات المنزل

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 04:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الخميس 28 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 20:30 2020 الثلاثاء ,03 آذار/ مارس

استقالات مفاجئة تهز عرش أحمد أحمد في كاف

GMT 07:49 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 27 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 01:46 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

«سلة الزمالك» يتأهل لربع نهائي كأس مصر على حساب سموحة

GMT 07:49 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

خالد عبدالغفار يُعلن بدء التجارب على علاج لوباء "كورونا"

GMT 20:15 2020 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

علي المفرج يكشف عن تطورات الحالة الصحية لوالده
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon