توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلنتعلم من أخطائنا المتكررة

  مصر اليوم -

فلنتعلم من أخطائنا المتكررة

بقلم : أمينة شفيق

لست من عشاق رياضة كرة القدم كالعديد من البشر او من مواطني بلدي. ولكن يربطني بهذه الرياضة الجماهيرية العالمية، ذلك الخيط ألذي يتبلور عندما يكون لنا منتخب وطني. أفسر هذه العلاقة الموقتة بأنها علاقة بين بلدي وبينى ليس بين اللعبة ذاتها وبيني. خاصة أني لا اعرف من تقنيات هذه اللعبة وتفاعلاتها إلا من خسر ومن كسب، دون أن أدخل في تفاصيل حساب النقاط او تاريخ كل فريق وإنجازاته الوطنية او العالمية او عالمية ذلك اللاعب او محلية ذاك..

المهم عندي هو ان يكسب فريقنا الوطني. وان لم يكسب فريقنا الوطني أناصر فرقنا العربية عملا بالمثل الشعبي، انا وأخويا على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب. وان لم يكسب العرب اناصر أصدقاءنا السياسيين. وهكذا. . قد أكون مخطئة ولكني أكتب بكل صراحة وشفافية.

من هذا المنطلق، غير الرياضي، تابعت تلك المباريات التي خاضها منتخبنا الوطني في روسيا والتي خرجنا منها بالهزيمة سواء كانت المباراة مع فريق أوروجواي أو مع الفريق الروسي.

ثم تابعت ما كتب عن الفرق الحماسية التي تكبدت عناء السفر للوقوف مع فريقنا الوطني. ومنها طبعا ما كتب عن فنانينا وعن اصدقائنا المستثمرين الكبار الذين لا ينسون أبدا ان يحصلوا وبشكل سريع على عائد ما أنفقوه من تكاليف السفر والإقامة في شكل دعاية شخصية ولو على حساب راحة اللاعبين وادائهم الرياضي. فصورة سيلفي مع محمد صلاح تساوي الكثير! بغض النظر عن أهمية راحة اللاعب وتركيزه فى العمل الذي ينتظره. وقد خرجت من تجربتي المتواضعة في المتابعة ببعض الملاحظات الخاصة التي قد تفيدنا في المستقبل. وأكرر هنا عبارة، قد تفيدنا، لأننا في واقع الامر عادة ما نرصد أخطاءنا ثم نستمر نتابعها ونكررها بجدارة.

أولى ملاحظاتي اننا لا ننجز مهامنا بالدرجة التي توصلنا للنهايات السعيدة. نحن نبدأ العمل ثم نتراخي بالتدريج بحيث نبدو وكأننا قطعنا النفس. لا نتحمّل عناء العمل المتواصل الذي يحتاجه مثل هذا النجاح الذي أحرزه الفريق الروسي، كما اننا لا نملك القدرة على رسم الخطط المحكمة الجماعية التي تابعناها مع الفريق الأوروجوانى. نحن قوم نسير «على البركة وعلى دعاء الوالدين» لذلك نحقق المكاسب التي تتناسب مع البركة ودعاء الوالدين. خاصة أننا وصلنا الى موسكو بالبركة وبالصدفة وبدعاء الوالدين عندما أحرز محمد صلاح هدفا بضربة الجزاء.

وللاسف حدث في المرتين، مرة في القاهرة والثانية في موسكو. شيء مؤسف للغاية من شعب يتباهى بحضارة عظيمة بنيت بالعلم والعمل. لقد تأكدت ملاحظتي هذه عندما جاء على لسان أحد المعلقين الرياضيين حقيقة أن اللاعبين الروس بدأوا تدريبهم الذي لم ينقطع منذ أن فازت روسيا بشرف استضافة المونديال، بمعنى من سنوات خمس .ظهر هذا الجهد بصورة واضحة في المباراة التي خرجت منها مصر بهدف واحد.

ثانية الملاحظات كانت عندما استمر الشعب المصري يبحث عن السند الرئيسي الذي يطمئن إليه في مبارياته في مونديال 2018.

إنه محمد صلاح البطل المجتهد الدءوب الذي يعرف بالضبط مسئولياته وواجباته. استمر الجمهور المصري مطمئنا على أن ابنه البار ابن الغربية سيحقق له انتصاره في روسيا. لذلك انتابنا القلق الدفين عندما أصيب ابننا البار في كتفه واتضح من مباراة روسيا انه لم يتماثل بالكامل للشفاء ومع ذلك تحامل ونزل الى الملعب ولم يستطع التحصيل الكامل الا عندما احرز ذلك الهدف الناتج من ضربة الجزاء. نزل الى الملعب لإرضاء الجمهور المصري الذي اعتمد عليه.

اعتمادنا على محمد صلاح يعبر عن كوننا لا نملك الكوادر الكثيرة القادرة على تلبية طموحاتنا بالرغم من ان عددنا تجاوز المائة مليون مواطن. نظل نعتمد على الفرد الذي لا يستطيع ان ينجز بمفرده ثم الذي يسعى الى الانفراد بالعمل طالما استمر هذا التوجه وهو الاعتماد على الفرد. إنها الأبوية المصرية التي نريد استبدالها بالمؤسسة وبالقانون. توجد هذه الأبوية في كافة مناحي حياتنا حتى في ملاعب المونديال. انها ثقافة ترتبت بالمجتمع الزراعي غير المتطور.

اما الملاحظة الثالثة فكانت عند مراقبتي لكل ما نشر وبث عن حفلات السمر التي أقيمت في الفندق الذي يقيم فيه فريقنا القومي. أرى أن من حق الجميع تنظيم حفلات السمر ولكن ليس من حق اي إنسان، مهما علا مركزه المادي او الفني او الاجتماعي ان يحمل عشوائية القاهرة في سفرياته خاصة اذا كانت تخص المنافسات العالمية التي تحتاج منا ان نمثل بلدنا وشعبنا. هنا تمتد المسئولية لتصبح مسئولية وطنية تتعلق بتصرفاتنا كمواطنين مصريين نمثل شعبا ودولة.

يبدو اننا نحتاج كثيرا لإعادة حساباتنا الاجتماعية. نحن نغني كثيرا لمصر، يا حبيبتي يا مصر. . يا حبيبتي يا مصر، هذا لطيف ولكن مصرنا تحتاج الى عملنا وجهدنا بقدر اكبر من احتياجها لأغانينا.

نقلا عن الآهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلنتعلم من أخطائنا المتكررة فلنتعلم من أخطائنا المتكررة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon