توقيت القاهرة المحلي 05:51:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسعى أميركي لتغييب «أونروا» والقرار 194

  مصر اليوم -

مسعى أميركي لتغييب «أونروا» والقرار 194

بقلم -نبيل السهلي

بعد قرار إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خفض المساعدات المالية السنوية لوكالة «أونروا» قبل فترة، من 125 مليون دولار إلى 60 مليون دولار، بدأ مشرّعون أميركيون أخيراً العمل لسن قانون جديد من شأنه تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين عبر الاعتراف بـأربعين ألف لاجئ فلسطيني، يمثلون نحو واحد في المئة من أصل أكثر من خمسة ملايين. ولهذا تحرّك عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي لسن قانون يتعلق في إعادة النظر بالمساعدات السنوية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بحيث يتم اعتماد عدد جديد للاجئين الفلسطينيين الذين تتولاهم الوكالة، وعليه سيتم تحديد المساعدة المالية وفقاً لعدد هؤلاء اللاجئين المعترف بهم رسمياً. وثمة تقديرات بأن نسبة اللاجئين الفلسطينيين الذين ولدوا في فلسطين لم يتجاوز (2) في المئة من مجموع اللاجئين خلال العام الحالي 2018.


ولهذا باتت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في وضع صعب جداً، خصوصاً أنها بصدد تقليص خدماتها الصحية والتعليمية والإغاثية لنحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني، يقيمون في خمس مناطق لجوء، هي سورية ولبنان والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تعاني الوكالة أصلاً من عجز مالي كبير. والملاحظ أن القرار الأميركي سياسي بامتياز، هدفه الضغط على الفلسطينيين، وإخضاعهم لقبول ما تسمى «صفقة القرن» التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بتفاصيلها المتشعبة، وفي المقدمة منها قضية اللاجئين الفلسطينيين عبر تغييب «أونروا» وشطب القرار 194 من أجندة الأمم المتحدة. واللافت أن المسعى الأميركي الجديد يتساوق إلى حد كبير مع التوجهات الإسرائيلية الرامية إلى تغييب دور «أونروا» عبر تصفيتها، وبالتالي تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، حيث هناك إجماع في الساحة السياسية الإسرائيلية بعدم تحمل إسرائيل أي مسؤولية سياسية أو قانونية أو أخلاقية إزاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، ووجوب حلها بتوطينهم أو إعادة تهجيرهم إلى دول جاذبة اقتصادياً في أميركا وكندا وأستراليا ودول أوروبية.

والملاحظ أن مسعى إدارة ترامب لتغييب «أونروا» والأساس القانوني لحق العودة، ترافق مع إلغاء مساعدات مالية قبل عدة أيام للسلطة الفلسطينية بقيمة (200) مليون دولار أميركي، فضلاً عن مطالبات إسرائيلية في إنهاء عمل الوكالة في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل سريع، خصوصاً أن التوقيت فرصة ذهبية لتنفيذ ذلك، في ظل أزمة الوكالة المالية.

وثمّة إجماع بين المتابعين على أن «أونروا» لا تبحث عن حلٍّ لأزمة عجزها المالي، بل تعتبرها عاملاً مساعداً لإيقاف خدماتها للاجئين الفلسطينيين. وبالتالي، إنهاء قضية اللاجئين التي تحاول إسرائيل تصفيتها وفق مشاريع تهجير وتوطين، يتم الإعلان عنها بين فترة وأخرى. وثمة تسريبات إعلامية تشي بأن الوكالة تسعى ليصبح اللاجئون فئتين: لاجئ مسجل وآخر مسجل ومستحق، وهذا يعني أن ليس كل لاجئ مسجل في سجلات «أونروا» يستحق الخدمات التي تقدمها، من تعليم وصحة وإغاثة، ما يؤدي إلى حصر الخدمة بالحالات الصعبة. وبذلك يتم إغلاق نسبة كبيرة من برامج الخدمات، لأن تعريف المستحق سيصبح مرتبطاً بالحد الأدنى للأجور في مناطق عمليات «أونروا»، في دول اللجوء الخمس المشار إليها. الأخطر من ذلك هو الحديث الإعلامي في شأن وجود ضغوط دولية قوية لإعادة تعريف صفة اللاجئ الفلسطيني، بحيث يصبح اللاجئ هو من خرج من فلسطين عام 1948، وأن صفة اللجوء لا تورّث. وإضافة إلى ذلك سيتضمن التعريف الجديد أن اللاجئ الذي يتمتع بأي جنسية أو إقامة دائمة في أي بلد ستسحب منه صفة اللاجئ، وبذلك تصبح «أونروا» مسؤولة فقط عن حوالى 30 ألف لاجئ فلسطيني، تزيد أعمارهم على 70 سنة، وتتخلى قانونياً عن ستة ملايين لاجئ مسجلين في سجلاتها.

في مقابل ذلك، تعرّف «أونروا» اللاجئ الفلسطيني منذ انطلاق عملياتها في عام 1950، بأنه كل من كان يقيم في فلسطين ما بين حزيران (يونيو) 1946 وحتى مايو (أيار) 1948، والذي فقد بيته ومورد رزقه نتيجة حرب 1948. ولهذا، يجب أن تكون الخدمات التي تقدمها «أونروا» متاحة للاجئين كافة الذين يقيمون في مناطق عملياتها، وينطبق عليهم هذا التعريف، والمسجلين لديها ويحتاجون إلى المساعدة. كما أن ذرية أولئك اللاجئين الفلسطينيين الأصليين يستحقون أيضاً أن يتم تسجيلهم في سجلات الوكالة. عندما بدأت الوكالة عملها في عام 1950، كانت تلبي حاجات نحو 850 ألف لاجئ، واليوم هناك ما يقارب ستة ملايين لاجئ فلسطيني يستحقون الحصول على خدماتها، أكثر من 50 في المئة منهم أطفال دون الخامسة عشرة من العمر، ما يعني أن فئة الأطفال الفلسطينيين ستكون الأكثر تضرراً من تقليصات خدمات الوكالة.

ولمواجهة المسعى الأميركي– الإسرائيلي لتغييب وكالة الأونروا وشطب القرار 194، لا بد من اتخاذ منظمة التحرير الفلسطينية موقفاً عملياً للضغط من خلال علاقاتها الدولية على الأمم المتحدة، خصوصاً في وقت كثر فيه الحديث عن مشاريع توطين لعدد من اللاجئين في دول الجوار الجغرافي العربية، أي سورية ولبنان والأردن، والعمل على تهجير عدد آخر باتجاه كندا وأستراليا، وبعض الدول الأوروبية.

نقلا عن الحياه اللندنيه 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسعى أميركي لتغييب «أونروا» والقرار 194 مسعى أميركي لتغييب «أونروا» والقرار 194



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon