توقيت القاهرة المحلي 05:30:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معوقات الثورة المعرفية العربية

  مصر اليوم -

معوقات الثورة المعرفية العربية

بقلم : نبيل السهلي

طرحت التحولات في المشهد العربي أسئلة عديدة حول آفاق الاقتصاد المعرفي، فضلاً عن معوقات الثورة المعرفية بشكل عام، وإمكانية اتساع ظاهرة المجتمعات الافتراضية. فعلى رغم ارتفاع مجموع المستفيدين من الخدمات الاجتماعية، وتحسن المؤشرات في عدد كبير من الدول العربية، مثل: معدلات القراءة بين البالغين والشباب، إضافة إلى معدلات الالتحاق بمراحل التعليم المختلفة، ومتوسط العمر المتوقع وتراجع معدلات الوفيات؛ وكذلك التحسن الملحوظ في مستويات التعليم والصحة وفق التقارير الاقتصادية الصادرة عن صندوق النقد العربي خلال العقدين الماضيين، فإن الثابت أن ثمة أزمات حقيقية ما زالت ماثلة للعيان؛ تهدد إلى حد كبير الإنجازات المشار إليها؛ وكذلك تعتبر في الوقت ذاته من المعوقات الأساسية للثورة المعرفية في العالم العربي. ومن تلك الأزمات انتشار وتوسع ظاهرة الفقر والفقر المدقع والبطالة والأمية.‏

وفي هذا السياق يمكن القول إن ظاهرة الأمية الآخذة في التفاقم بسبب معوقات التعليم والارتفاع الكبير في مجموع السكان- حيث يتعدى معدل النمو السكاني في غالبية الدول العربية 3 في المئة سنوياً- تعتبر من المشكلات المستعصية في الدول العربية، وقد سعت غالبية الدول إلى الحد من اتساع تلك الظاهرة، لكن ببطء شديد. وقد أشارت معطيات تقارير التنمية البشرية الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خلال الفترة الممتدة خلال الأعوام (1991-2017)، وكذلك التقارير الاقتصادية العربية الصادرة عن الجامعة العربية وصندوق النقد العربي خلال الفترة ذاتها، إلى تدني معدلات التنمية البشرية في غالبية الدول العربية، حيث تقاس بمؤشر يتمثل في معدلات التعليم والعمر المتوقع، ومتوسط دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. ومن بين أكثر من 170 دولة في العالم تضمنت التقارير مؤشرات عنها، لم تتبوأ أية دولة عربية مراتب متقدمة.

في مقابل ذلك تصدرت دول النرويج والسويد واليابان وأميركا والدنمارك وفرنسا وبريطانيا وكندا مراتب متقدمة في تقارير التنمية البشرية السنوية الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نظراً لأنها حققت معدلات مرتفعة في مستويات دخل الفرد من الناتج المحلي المتحقق والعمر المتوقع وكذلك التعليم. إضافة لما تقدم سجل مؤشر الأمية بين الشباب العربي بشكل عام نحو (20) في المئة من إجمالي مجموع الفئة المذكورة، التي تصل نسبتها إلى نحو 20 في المئة، من إجمالي سكان الدول العربية خلال عام 2017.

وبطبيعة الحال تتفاوت المعدلات بين دولة عربية وأخرى، وقد سُجّل المعدل الأدنى في دول مجلس التعاون الخليجي، نظراً لارتفاع معدلات التنمية البشرية المتحققة مقارنة ببقية الدول العربية، في حين كانت معدلات الأمية مرتفعة جداً في كل من الصومال وموريتانيا والسودان. وعموماً يتركز معظم الأميين في الأرياف العربية التي تستحوذ على القسم الأكبر من مجموع السكان في الوطن العربي؛ وفي هذا السياق لابد من الإشارة إلى أن نسبة سكان الأرياف تصل إلى نحو 60 في المئة من سكان غالبية الدول العربية، وترتفع النسبة في الدول العربية الإفريقية.

وعلى سبيل المثال تبلغ نسبة الأميين من الشباب في الريف ضعفيْ ما هي عليه في المدن في كل من الجزائر والمغرب ومصر وتونس. كل ذلك ينعكس سلباً على مستوى الأداء الاقتصادي بالمعنى العام وبمعناه المعرفي أيضاً. وتشير دراسات متخصصة إلى وجود أزمات مستعصية تعاني منها المجتمعات العربية، حالت دون الاستفادة بالشكل المطلوب من تكنولوجيا المعلومات وثورة الاتصالات، وتعزى الفجوات الكبيرة في هذا المجال بين الدول العربية وبعض الأقاليم في العالم إلى أسباب عدة؛ من أهمها الكلفة العالية لهذه التكنولوجيا مقارنة بمتوسط الدخل المنخفض في بعض الدول العربية، ناهيك عن ارتفاع معدلات الأمية وضعف الإلمام باللغات الأجنبية والمهارات المطلوبة لاستخدام هذه التكنولوجيا حتى بين المتعلمين.

لكن بداية الألف ميل تبدأ بخطوة باتجاه الأمام في ظل وجود القدرات الكامنة بين الشباب العربي، حيث يصل عددهم إلى نحو (85) مليون شاب وشابة من أصل (370) مليون هم سكان الوطن العربي خلال العام الحالي 2018.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معوقات الثورة المعرفية العربية معوقات الثورة المعرفية العربية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon