توقيت القاهرة المحلي 17:13:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران والسياسة الخارجية ومعضلات الداخل

  مصر اليوم -

إيران والسياسة الخارجية ومعضلات الداخل

بقلم : فهد سليمان الشقيران

يبدو النظام الإيراني في غاية الاغتباط بانشغال المجتمعات بالمونديال؛ الهزة الكبرى في الداخل أثرت عليه كثيراً، لم يكن يتوقع هذا التحرك الكبير، وكل ذلك بسبب ثيوقراطية النظام، والاستبداد الديني، حيث يجلدون النساء في الشوارع ويقتلونهن تحت التعذيب بسبب عدم ارتدائهن الحجاب. ثمة أسئلة كثيرة يمكن تسليط الضوء عليها، وقد أحسن مركز المسبار للدراسات والبحوث في إصدار كتابٍ قيم بعنوان: «إيران والسياسة الخارجية: خيانة الداخل».
يسبب المركز ظرف إصدار الكتاب بأنه محاولة فهم الكيفية التي تبني فيها «الجمهورية الإسلامية» استراتيجياتها الإقليمية عبر أذرعها السياسية والعسكرية والاقتصادية والمذهبية، التي قامت بمراكمتها منذ وصول «الملالي» إلى السلطة على أنقاض نظام الشاه. لقد قادت إيران جبهات عدة في مجالها الحيوي من أجل تثبيت نفوذها والدفاع عما تسميه مصالحها القومية، وأفادت من بعض الشيعة في عدد من الدول العربية تحت حجة «المظلومية والتمكين» مما أدى إلى زعزعة استقرار هذه الدول مع استخدامها لوكلاء محليين وإقليميين ولمجموعات ومنظمات مسلحة عابرة للحدود. إن عمل طهران على تثبيت نفسها كـ«قوة إقليمية» في جغرافيا مضطربة أدى بها إلى دفع تكاليف باهظة ليس على المستوى الخارجي فحسب، وإنما في الداخل أيضاً، وذلك مع ارتفاع حجم كتلة الاعتراض الشعبي على هدر مقدرات البلاد على النفوذ الإقليمي. ولعل «الحراك الاحتجاجي» الذي شهدناه أواخر عام 2017 يقدم دليلاً على الأوضاع الاقتصادية السيئة، مع أخذنا في الاعتبار معدلات البطالة والفقر المرتفعة، التي تصدرت لائحة مطالب المحتجين.
سأعرض لأبرز بحوث الكتاب. الباحث الإيراني ضياء ناصر - مختص بالشؤون الإيرانية - سعى في هذه الدراسة إلى البحث في التغييرات التي قد تؤدي إلى الانهيار الداخلي للنظام الإيراني، وأدلة تلك التغييرات وأسبابها وأنشطتها ونتائجها وانعكاساتها. فيتناول الأسس النظرية للتدخلات الإقليمية الإيرانية، وأساليبها وتكلفتها. كما يتطرق إلى ردود الفعل داخل إيران، وإلى شرارة الاحتجاجات فيها، ويجيب عن سؤال: «من هم المحتجون؟».
ويرى أن سياسات إيران في منطقة الشرق الأوسط وخارجها حملت الدولة والشعب أموالاً طائلة؛ ومع وجود وسائل الإعلام الحديثة وشبكات المعلومات الدولية وإمكانية إتاحة المعلومات للجميع وعدم احتكار الدولة لها، طرح الشعب الإيراني هذا السؤال: «لماذا ينبغي أن تنفق ثروات البلاد على مغامرات الحكومة الخارجية؟... ولماذا السياسات الخاطئة تسفر عن انهيار قيمة العملة المحلية وإفقار الشعب واتساع الفجوة بين طبقات المجتمع؟». ويشير إلى أن الفساد المستشري أصاب بين مسؤولي الحكومة والبنوك والمؤسسات المالية التابعة للحكومة أو «الحرس الثوري»، وكذلك احتكار مشاريع الإنشاء والتعمير بمقر «خاتم الأنبياء للإعمار» التابع لـ«الحرس الثوري»؛ أصاب الشعب الإيراني باليأس من المنظومة الحاكمة في إيران. تلك المنظومة التي تودي بحياة شبابهم في سوريا، وتقضي على رؤوس أموالهم وتفقرهم وتزيد عوزهم وتسقط احترام العالم لهم، وتتعدى على حقوقهم وحرياتهم البسيطة والأساسية. ويرى أن استغلال الدين والمذهب كأداة لتحقيق الأهداف السياسية جعل الشعب لا يثق ولا يهتم بمعتقداته الدينية.
الخلاصة أن النظام الإيراني ذاق من السم نفسه الذي أطعمه الشعوب المرهقة في سوريا والعراق ولبنان واليمن، صحيح أن سقوط النظام أمر مستحيل، ولكن النظام قبل هذه الهزة لن يكون كما بعده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران والسياسة الخارجية ومعضلات الداخل إيران والسياسة الخارجية ومعضلات الداخل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon