توقيت القاهرة المحلي 11:47:18 آخر تحديث
السبت 26 نيسان / أبريل 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

ضربة اليمن... إقليم ما بعد الميليشيات

  مصر اليوم -

ضربة اليمن إقليم ما بعد الميليشيات

بقلم : فهد سليمان الشقيران

بالمعنى السياسي تعدّ الضربة الأميركية العالية، بل الكبرى، في اليمن، أساسية لتمتين معنى الدولة؛ وهو مطلب إقليمي ودولي، بُغية تبويب نظريةٍ مدنيةٍ أساسية عنوانها فكُّ الارتباط بين الميليشيا والدولة.

وما كانت هذه الضربة مفاجئة، بل إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، منذ سنوات، كانت تقود إلى هذا المعنى السياسي، وهو الآن يبوّب سياسته ضمن الأسس القانونية والمؤسسية، وهذا هو المطلوب. ولكن السؤال: ماذا تتضمن ضربة اليمن من رسائل؟ ويمكن التعليق على هذا السؤال بالآتي:

أولاً- بما أن الحوثي، هيكلياً وعسكرياً وبقدراته الصاروخية وبمصانع الطائرات المسيّرة، صار من الماضي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى «حماس» و«حزب الله»، فإن من الضروري اليوم أن تقوم الدول التي تتعامل مع الميليشيات بفكّ الارتباط ورفع اليد عنها كلياً خصوصاً ما تبقى منها في العراق. المسألة في الإقليم ليست مزحة. ثمة ترتيب جديد قوامه معنى الدولة والقانون والمؤسسة، ولنقرأ الدراسات التي تتحدث عن معلوماتٍ مهمة حول تعاون «الحشد الشعبي» مع «الحوثي» فيما سُمّي «تحالف الظل». إنه موضوع يؤرق الأميركيين حالياً، وقد كُتبت دراسة مهمة بمعهد واشنطن عن هذا التخادم الكارثي المخيف، وهذا ليس من مصلحة العراق ولا الإقليم كله.

ثانياً- مسألة الاضطراب في الجنوب اللبناني، والتأجيل المتعمد لنفوذ الدولة والجيش في المهمات العسكرية والمؤسسية، وهذا ما جعل الواقع أصعب. إن لبنان مهمٌّ؛ ليس فقط لموقعه الاستراتيجي الذي كان أساسياً لدى بعض الدول بسبب المواني والمعابر، وإنما الأخطر أنه يمثل نقطة انطلاق لموضوعين أساسيين هما: الفوضى التي يقودها بعض المارقين والإرهابيين، ومن جهةٍ ثانية إدارة إنتاج المخدرات بطريقةٍ غير تقليدية بل ممنهجة، والمقصود الأول بهذا التصنيع دول الخليج، وهذا أمر معلوم ومرصود وتجري محاربته بدقة.

ثالثاً- تحدي محاولة استعادة الآيديولوجيا الشعبية، والقومية، والإسلاموية، عبر أسماءٍ ليبرالية، وهنا أستشهد بما كتبه الأستاذ عبد الله بن بجاد العتيبي في مقالته بهذه الجريدة والتي عنونها بـ«تصفية المحاور السياسية»، وفيها نصٌّ مهمٌّ، إذ يقول: «المؤدلجون العرب وأمثالهم من مؤيديهم في الإعلام والتحليل السياسي من الباحثين والكتّاب والمعلقين، لا يستطيعون استيعاب حجم التغييرات الكبرى التي تجري حول العالم وفي الشرق الأوسط، فقد ركض كثيرٌ منهم خلف اليسار الليبرالي الأميركي، وطروحات أوباما، وسياسات بايدن التي أوصلت العالم إلى حافة الهاوية والحرب العالمية الثالثة، والتي جاء ترمب ليوقفها جميعاً بقرارٍ سياسيٍ ورؤية سياسية أكثر اتزاناً وإن لم تكن أكثر دبلوماسيةً».

ويضيف: «السياسة ليست مؤامرة، بل هي قوة وتوازنات ومصالح، ولأجل ذلك تُبنى الاستراتيجيات وتُصنع السياسات وتُتخذ القرارات، وكذلك تحاك المؤامرات، ولكن في منطقتنا دائماً ما تجد موقفاً غربياً متراخياً أو متقلباً يحمي بعض الجهات، دولاً وجماعات وأفراداً، ثم يهاجمها أو العكس».

الخلاصة؛ أن الميليشيات الآن تشهد انهياراتٍ كبرى، والمهمة الأساسية على الدول التي تعاني من الفشل أن تنزع ارتباطها بها، وهذا يصحّ على أكثر من بلد. إن الإقليم شهد في العقد الماضي الكثير من الأفكار العليا والرؤى التنموية التي يمكن الاستفادة منها والبناء عليها وعلى رأسها رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. لقد قابلت الكثير من الجيل الشاب في منتدياتٍ ومؤتمرات يتمنون لو أن هذه الرؤية تُستنسَخ في بلدانهم. إن التحدي اليوم والصراع بين مفهوم الدولة وعقيدة الميليشيا. من دون قيام دول الإقليم بتصرّف سياسي صارم تجاه هذه الميليشيات التي تطلق المسيرات والصواريخ فإن المصائر لن تكون في صالح تلك الشعوب، ومن هنا تكون البداية؛ العودة إلى مفهوم الدولة، وهذا ما تريده دول الاعتدال والتنمية، والضربة الأميركية لليمن هي رسالة لكل دولة أن تختار بين أن تكون دولةً مدنية، أو دولة مشتبكة ومشتركة مع الميليشيات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضربة اليمن إقليم ما بعد الميليشيات ضربة اليمن إقليم ما بعد الميليشيات



GMT 11:32 2025 السبت ,26 إبريل / نيسان

روايات الشمال

GMT 11:31 2025 السبت ,26 إبريل / نيسان

بُنْيَانُ قَوْمٍ تَهَدَّمَا!

GMT 11:30 2025 السبت ,26 إبريل / نيسان

شجرة اللغة وحواس أوراقها

GMT 11:28 2025 السبت ,26 إبريل / نيسان

شباب العرب... نريد قائداً قويّاً

GMT 11:27 2025 السبت ,26 إبريل / نيسان

الوجه المظلم للذكاء الاصطناعي

GMT 11:25 2025 السبت ,26 إبريل / نيسان

الاقتصاد العالمي... ما الأسوأ من الركود؟

GMT 11:22 2025 السبت ,26 إبريل / نيسان

وثيقة الأخوة.. الإرث الذى يجب أن يستمر

GMT 11:19 2025 السبت ,26 إبريل / نيسان

من وحى التوقيت

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2025 السبت ,26 إبريل / نيسان

قادة العالم يشاركون في جنازة البابا فرنسيس
  مصر اليوم - قادة العالم يشاركون في جنازة البابا فرنسيس

GMT 12:14 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 5 درجات يهز البحر المتوسط

GMT 15:28 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

عمرو يوسف يكشف لأول مرة عيوب زوجته

GMT 11:57 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

إيران تصارع اليابان على بطاقة نهائي كأس آسيا الإثنين

GMT 14:45 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

طرق سهلة لتوفير المدافئ في الديكور المنزلي المعاصر

GMT 19:45 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

معلومات عن هاني البحيري مصمم فستان بقيمة ١٠ مليون دولار

GMT 20:16 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

فيفي عبده تعتذر لجمهورها عن الصفحات التي تحمل اسمها

GMT 09:08 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إليكِ "صرعات ورق الجدران‎" لمحبّات التجديد

GMT 20:41 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

جزيرة "سقطرى" أبرز الوجهات السياحية في اليمن

GMT 01:32 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

نداء شرارة ترفض مقارنتها بـمحمد عساف ويعقوب شاهين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon