توقيت القاهرة المحلي 06:10:48 آخر تحديث
الاثنين 31 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

ضربة اليمن... إقليم ما بعد الميليشيات

  مصر اليوم -

ضربة اليمن إقليم ما بعد الميليشيات

بقلم : فهد سليمان الشقيران

بالمعنى السياسي تعدّ الضربة الأميركية العالية، بل الكبرى، في اليمن، أساسية لتمتين معنى الدولة؛ وهو مطلب إقليمي ودولي، بُغية تبويب نظريةٍ مدنيةٍ أساسية عنوانها فكُّ الارتباط بين الميليشيا والدولة.

وما كانت هذه الضربة مفاجئة، بل إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، منذ سنوات، كانت تقود إلى هذا المعنى السياسي، وهو الآن يبوّب سياسته ضمن الأسس القانونية والمؤسسية، وهذا هو المطلوب. ولكن السؤال: ماذا تتضمن ضربة اليمن من رسائل؟ ويمكن التعليق على هذا السؤال بالآتي:

أولاً- بما أن الحوثي، هيكلياً وعسكرياً وبقدراته الصاروخية وبمصانع الطائرات المسيّرة، صار من الماضي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى «حماس» و«حزب الله»، فإن من الضروري اليوم أن تقوم الدول التي تتعامل مع الميليشيات بفكّ الارتباط ورفع اليد عنها كلياً خصوصاً ما تبقى منها في العراق. المسألة في الإقليم ليست مزحة. ثمة ترتيب جديد قوامه معنى الدولة والقانون والمؤسسة، ولنقرأ الدراسات التي تتحدث عن معلوماتٍ مهمة حول تعاون «الحشد الشعبي» مع «الحوثي» فيما سُمّي «تحالف الظل». إنه موضوع يؤرق الأميركيين حالياً، وقد كُتبت دراسة مهمة بمعهد واشنطن عن هذا التخادم الكارثي المخيف، وهذا ليس من مصلحة العراق ولا الإقليم كله.

ثانياً- مسألة الاضطراب في الجنوب اللبناني، والتأجيل المتعمد لنفوذ الدولة والجيش في المهمات العسكرية والمؤسسية، وهذا ما جعل الواقع أصعب. إن لبنان مهمٌّ؛ ليس فقط لموقعه الاستراتيجي الذي كان أساسياً لدى بعض الدول بسبب المواني والمعابر، وإنما الأخطر أنه يمثل نقطة انطلاق لموضوعين أساسيين هما: الفوضى التي يقودها بعض المارقين والإرهابيين، ومن جهةٍ ثانية إدارة إنتاج المخدرات بطريقةٍ غير تقليدية بل ممنهجة، والمقصود الأول بهذا التصنيع دول الخليج، وهذا أمر معلوم ومرصود وتجري محاربته بدقة.

ثالثاً- تحدي محاولة استعادة الآيديولوجيا الشعبية، والقومية، والإسلاموية، عبر أسماءٍ ليبرالية، وهنا أستشهد بما كتبه الأستاذ عبد الله بن بجاد العتيبي في مقالته بهذه الجريدة والتي عنونها بـ«تصفية المحاور السياسية»، وفيها نصٌّ مهمٌّ، إذ يقول: «المؤدلجون العرب وأمثالهم من مؤيديهم في الإعلام والتحليل السياسي من الباحثين والكتّاب والمعلقين، لا يستطيعون استيعاب حجم التغييرات الكبرى التي تجري حول العالم وفي الشرق الأوسط، فقد ركض كثيرٌ منهم خلف اليسار الليبرالي الأميركي، وطروحات أوباما، وسياسات بايدن التي أوصلت العالم إلى حافة الهاوية والحرب العالمية الثالثة، والتي جاء ترمب ليوقفها جميعاً بقرارٍ سياسيٍ ورؤية سياسية أكثر اتزاناً وإن لم تكن أكثر دبلوماسيةً».

ويضيف: «السياسة ليست مؤامرة، بل هي قوة وتوازنات ومصالح، ولأجل ذلك تُبنى الاستراتيجيات وتُصنع السياسات وتُتخذ القرارات، وكذلك تحاك المؤامرات، ولكن في منطقتنا دائماً ما تجد موقفاً غربياً متراخياً أو متقلباً يحمي بعض الجهات، دولاً وجماعات وأفراداً، ثم يهاجمها أو العكس».

الخلاصة؛ أن الميليشيات الآن تشهد انهياراتٍ كبرى، والمهمة الأساسية على الدول التي تعاني من الفشل أن تنزع ارتباطها بها، وهذا يصحّ على أكثر من بلد. إن الإقليم شهد في العقد الماضي الكثير من الأفكار العليا والرؤى التنموية التي يمكن الاستفادة منها والبناء عليها وعلى رأسها رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. لقد قابلت الكثير من الجيل الشاب في منتدياتٍ ومؤتمرات يتمنون لو أن هذه الرؤية تُستنسَخ في بلدانهم. إن التحدي اليوم والصراع بين مفهوم الدولة وعقيدة الميليشيا. من دون قيام دول الإقليم بتصرّف سياسي صارم تجاه هذه الميليشيات التي تطلق المسيرات والصواريخ فإن المصائر لن تكون في صالح تلك الشعوب، ومن هنا تكون البداية؛ العودة إلى مفهوم الدولة، وهذا ما تريده دول الاعتدال والتنمية، والضربة الأميركية لليمن هي رسالة لكل دولة أن تختار بين أن تكون دولةً مدنية، أو دولة مشتبكة ومشتركة مع الميليشيات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضربة اليمن إقليم ما بعد الميليشيات ضربة اليمن إقليم ما بعد الميليشيات



GMT 08:39 2025 الأحد ,30 آذار/ مارس

لغز سقوط البرازيل؟

GMT 08:36 2025 الأحد ,30 آذار/ مارس

الأحزاب والانتخابات.. توضيح واجب

GMT 08:35 2025 الأحد ,30 آذار/ مارس

نزع الألغام من «المسئولية الطبية»

GMT 08:26 2025 الأحد ,30 آذار/ مارس

المشهد الآن!

GMT 08:03 2025 الأحد ,30 آذار/ مارس

د. أحمد هنو.. شكر ورجاء!

GMT 08:01 2025 الأحد ,30 آذار/ مارس

فرحةُ ما تمت!

GMT 07:57 2025 الأحد ,30 آذار/ مارس

الحشود

نجمات الموضة يتألقن بأزياء شرقية تجمع بين الأناقة والرقي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:06 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

الأطفال الموصوفون بالذكاء كثيرًا ما يغشون في الاختبارات

GMT 13:01 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

أسعار الحديد في مصر اليوم الإثنين 18 مايو

GMT 08:59 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمة التركية هازال كايا تدلل نفسها قبل الولادة

GMT 23:10 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

الكشف عن شبكة جديدة لتبادل الزوجات في منطقة عين شمس

GMT 07:08 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

الكشف عن عقار جديد يعالج نصف أنواع السرطان

GMT 16:00 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

عمر جابر مهدد بالغياب عن معسكر المنتخب المصري

GMT 15:34 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

الفنانة نرمين ماهر تتعاقد على مشاركتها في فيلم جديد

GMT 03:33 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

درة تتالق بفستان رائع في مهرجان ضيافة في دبي

GMT 11:50 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار اللحوم في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 00:39 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة عبير صبري تستأنف تصوير" بيت السلايف"

GMT 11:13 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

صبيح المصري ينفي أنباء احتجازه في السعودية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon