توقيت القاهرة المحلي 12:25:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن الإقليم.. تأملات في أحداث غير مسبوقة

  مصر اليوم -

عن الإقليم تأملات في أحداث غير مسبوقة

بقلم : فهد سليمان الشقيران

لم تعد الأحداث خالية من ارتداداتها. قابلتُ العديد من المراسلين والنازحين من أراضي الحرب، يرون أن المشهد مهول، والأحداث مخيفة، والأفق مسدود، والنفق مفخخ، والأطراف معاندة، والسقف لهذه الأحداث غير مطروح حتى الآن. وفي موضوع الديموغرافيا، فإن النزوح يعني غالباً عدم الرجوع، والفكرة الأساسية أن النازح ليس لديه مفهوم في الفضاء الاجتماعي. فاللاجئ تدبّر شأنه الحكومة، أما النازح فإنه يطرق الأبواب، ويدخل البيوت وهذه مسؤولية مربكة، وفيها جوانب من المخاطرة الفردية، إذ أثبتت المعلومات الأمنية أن العديد من البنايات التي قصفت انغمس بها عناصر بأسلحتهم، وبالتالي تكون الضحية هي العائلة المستضيفة والبيوتات القريبة، وهذه مسألة شديدة التعقيد، كما يحدثني سياسي لبناني بالتفصيل.
ومن أحاديث الزملاء المراسلين الذين غشوا هذه الحرب، واستمعوا لأصوات المتضررين من الحرب وهو أمر يثير فضولي، فإنهم أجمعوا على عدد من النقاط:
أولاً: إن السواد الأعظم من المدنيين لايريدون هذه الأحداث الدامية، ويرون أنهم ماكانوا مضطرين لأن يكونوا حطباً في نارها ولا محتوى لأسبابها، وإنما يريدون العيش بسلام. هذا الرأي يأتي مصحوباً بلومٍ شديد للمغامرين، إذ دُمرت بيوت، وهُجّرت أسر، وقُتل عشرات الآلاف من أجل حدثٍ ليس له مبرر، وحرب بلا دافع، ومغامرة من دون جردة حسابٍ على الورقة والقلم، ويشعرون أنهم مطعونون، فهم ليس بالأموات ولا بالأحياء ،وإنما يفترشون العراء، إن هذا اللوم محق، لأن الحياة لا تقاد بالصواريخ والتفخيخ، وإنما في المزيد من التنمية والرفاه والاستقرار.
ثانياً: مخاطر اندلاع حروبٍ أهلية، الشرر الذي رأيناه في المناوشات في زحلة أو طرابلس وحتى في بيروت تعني أن المرحلة صعبة فتحت الرماد وميض نار،، ويوشك أن يكون له ضرام؛ وآية ذلك أن النزوح يثقل الكاهل المجتمعي، ويضرب عصب النسيج الطائفي، بعض الزعماء لم يختاروا استقبال النازحين في مناطقهم، خوفاً من اندساس المقاتلين ومن شيوع الفتنة، أو استيقاظ الأحقاد النائمة، وهنا مربط الفرس، تركيبات طائفية مع دولةٍ هشّة، مع دستورٍ يترجم كل سنةٍ بصيغة، مع سلاحٍ منفلت ماذا تنتظر منه؟!
ثالثاً: إن المعركة ليست سياسية بالمعنى الدقيق، وإنما هي من نوع الحروب العامة؛ الحرب من أجل الحرب، التفجير من أجل التفجير، وكل حرب لاتلد حلاً، ولا تؤمن بالتفاوض، ولا الجلوس على الطاولة هي حرب لا أفق لها، وبالتالي، فإن المشهد مرعب، والتقديرات تشير إلى أربعة أشهر كبيرة وقاسية على الإقليم، الحرب يجب أن تكون مربوطة بورقةٍ يتفاوض عليها، وبأفكارٍ يتم درسها، وبموفدين أو وسطاء يحاولون الوصل بين الأطراف المتنازعة.
رابعاً: الأزمة الإنسانية، تحدثني عنها زميلة ذهبت إلى لبنان، راصدة مستويات الدمار الشاسعة، ترى أن الذي نراه في الإعلام جزء من أجزاء بما يتعلق بالدمار والأزمة الإنسانية، وقول المتضررين خلاصته واحدة: «إيقاف الحرب». الموضوع الإنساني أساسي في هذه الأزمات المتصاعدة، والأمواج المتلاطمة، ونذكّر بالمساعدات الإنسانية الكبيرة التي نفّذتها دولة الإمارات بسواعد شبيبتها المتفانية وبقرار قادتها الحكماء.
الخلاصة؛ إننا أمام مشهدية غير مسبوقة في المنطقة من حيث الشكل والنوع ومستويات الارتداد، لكنني مع كل مامضى من قول متفائل بأن الإقليم سيستعيد أنفاسه، وأن التنمية ستنتصر، قد تكون المرحلة صعبة، ولكنني أرى المشهد مثل مخاضٍ يثمر عن مولودٍ تنموي جديد.

* نقلا عن " الاتحاد"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الإقليم تأملات في أحداث غير مسبوقة عن الإقليم تأملات في أحداث غير مسبوقة



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon