توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأُصولية و«الذكاء الاصطناعي» أساليب التوظيف

  مصر اليوم -

الأُصولية و«الذكاء الاصطناعي» أساليب التوظيف

بقلم : فهد سليمان الشقيران

كنت قد كتبت من قبل عن التضليل المعرفي بالفلسفة؛ ومن ثم بالسوشيال ميديا، والآن أخصص هذه المقالة لاستثمار وتوظيف أولي جديد يمسّ صميم الأمن السياسي والمجتمعي، ففكرة الإرهاب منبعثة وصاعدة وكلما جد جديد تدعمه وتواصل الظهور عبره وامتطاءه بطريقةٍ أو بأخرى.

نعم تحلّ علينا اليوم نازلة جديدة أثارت الجدل والنقاش، إنه توظيفهم للذكاء الاصطناعي، من هنا احتفيت بكتاب صدر عن مركز المسبار حول هذا الموضوع بعنوان: «الذكاء الاصطناعي في الحقل الديني والمجال الحركي: الفرص والتحديات».

فيه بحث المتخصصون عن وسائط صناعة ونقل المعرفة والعلوم الجديدة، وأثرها على إدارة الحقل الديني، والتفاعل مع الظاهرة الإسلاموية، فيرصدون توظيف الذكاء الاصطناعي فنيّاً في الحقل الفقهي، وتوظيفه في المؤسسات الدينية، وتطبيقاته المستجدة المتوجهة لعامة المؤمنين، مع التركيز على تجارب السعودية ومصر وأوكرانيا والمغرب ودول أفريقية عدة. كما يناقش التشابك غير التقليدي بين التطرف والذكاء الاصطناعي؛ واستغلال الجماعات المتطرفة إياه؛ في حملاتها الدعائية، والتضليل المعرفي؛ وإثارة السخط.

على سبيل المثال ركّز ماهر فرغلي في دراسته على منهج تدوير التطرف عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وكيفية استغلال تنظيم داعش الإرهابي المنصات الافتراضية عبر التجنيد والاستقطاب ونشر التطرف.

بينما سلّطت دراسة عماد أبو الرب الضوء على استخدام الذكاء الاصطناعي في الحقل الديني، حيث تناقش مجالات استخدامه في القضايا الدينية، وتستشرف توظيف الإدارات الدينية المسلمة في العالم.

ليناقش بعده جابر بناصر علاقة الذكاء الاصطناعي بالمؤسسات الدينية من منظور الأدوار والآفاق، فيركز على علاقته بالمجال الديني، وذلك ضمن محورين أساسيين: الأول: الذكاء الاصطناعي: الأدوار والوظائف. الثاني: المؤسسات الدينية وآفاق الذكاء الاصطناعي.

تناول محمد رمضان في دراسته استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في استخلاص المعلومات من البيانات التاريخية، بهدف الاستفادة منها وتحليلها بصورة علمية ومنطقية، بما يتناسب مع التقدم العملي لهذا العصر الحالي والقادم، يخلص فيها إلى أن تحديات الذكاء الاصطناعي تبقى في حاجة إلى جهد مشترك لتطوير إطار أخلاقي وقانوني يحمي الأفراد والمجتمعات، ويضمن استخدام هذه التكنولوجيا بشكل يتسق مع قيم المجتمع ومبادئه الدينية.

ليستكشف محمد عدي في دراسته التأثيرات المتبادلة بين التكنولوجيا الرقمية والدين؛ وكيف تُشَكَّل هذه العلاقة الدينية الرقمية المعاصرة، بالتركيز على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبتسليط الضوء على واقع هذه العلاقة وآفاقها. كما تناول البحث كيف يمكن أن يسهم هذا الذكاء الاصطناعي في تأثير الممارسة الدينية التقليدية، وتعزيز التواصل والتفاهم بين المجتمعات الدينية المختلفة. انطلاقاً من ثلاث نقاط أساسية، أولاها هي: إمكانية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تكريس قيم التعايش والانفتاح والتسامح، ثم إمكانيته في مجال التكوين الديني، ثم في إمكانية هذا التوظيف في التدبير الإداري للشأن الديني، خصوصاً فيما يتعلق بالموارد البشرية والأمور المالية، وأخيراً إمكانية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مواجهة التحديات التي لها علاقة بالدين، مثل الإرهاب والتطرف.

الخلاصة؛ ثمة تحدٍ جديد وراهن يتطلب الاستعداد له، وهذا يأتي استمراراً لمشوار من المواجهة الحاسمة على الأرض وفي الإعلام والسياسة ضد التطرف ويجب أن تكون الحرب ضد التطرف دائماً صاعدة، وعالية، وحاسمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأُصولية و«الذكاء الاصطناعي» أساليب التوظيف الأُصولية و«الذكاء الاصطناعي» أساليب التوظيف



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon