توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فجر التطرّفات في لبنان

  مصر اليوم -

فجر التطرّفات في لبنان

بقلم : فهد سليمان الشقيران

يعتقد معظم اللبنانيين أن الدولة قد انهارت، بل الصين حتى كتابة هذه المقالة تحذّر رعاياها من السفر إلى لبنان، منضويةً مع دول غربية وعربية منعت أو حذّرت من السفر إلى لبنان، وهذه الدول لديها مؤشرات الخطر الحقيقي، والانفجار المقبل، كل ذلك يحدث من دون جهد مؤسّسي حكومي لبناني حثيث يمنع الانزلاق.

لطالما أكدتُ أن التحدي الرئيسي في المنقطة يتعلق بـ«مفهوم الدولة»، ذلك أن أي انهيار لها يصحبه زلزال في شبكة العلاقات بين أفراد المجتمع، وبين المجتمع كله والقانون، وانعدام إمكان التعويل على إبرام أي تعاقدٍ مدني مُزمَع بين أي فردٍ وآخر، وبين أي مؤسسةٍ وأخرى، لتكون الحال الطبيعية الأولى حالة ما قبل المجتمع، بكل وحشيّتها وحيوانيّتها وغابيّتها، هي الشِّرعة والحَكَم، ويُعيدنا هذا إلى ربط هيغل في «مبادئ فلسفة الحق»؛ إذ يرى أن «المجتمع المدني هو دولة الضرورة والفهم، فهو يتطابق مع لحظة الذاتية، في مُجمَل فلسفة الحق، وفيه يعتقد الأفراد أنهم يحقّقون حرياتهم الفردية والذاتية.

إن الدولة الحقيقية التي أعضاؤها مواطنون واعون بأن إدارة وحدة الكل ترتفع فوق المجتمع المدني، ما دام أن الدولة هي واقع الإرادة الجوهرية، واقع تتلقّاه في وعيها لذاتها الذي أصبح كلياً، إنها العقل في ذاته ولذاته، وهذه الوحدة الجوهرية هي غاية خاصة ومطلقة وثابتة، تحصل الحرية منها على قيمتها العليا».

قبل أيام أصدر مركز «المسبار للدراسات والبحوث» كتاباً بعنوان «فجر التطرّفات في لبنان: فصائل إيران وطلائع طُوفان حماس»، رصد التطرف في لبنان خلال العشرية الأخيرة، فيرصد التحوُّر الجديد لدى «الجماعة الإسلامية» في لبنان وجناحها العسكري «قوات الفجر»، الذي باشر العمل المسلّح تحت مظلّة «حماس»، إثر عملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وحربها مع إسرائيل. وهو كتاب حفيّ مهم، ومما لفتني ما عرضه الباحث عبد اللطيف محسن حول مؤشرات التطرف لدى الجماعة (قوات الفجر)، وعلاقتها بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، منذ بداياتها حتى الوقت الراهن، ما يؤكد -كما يقول- الروابط القوية بينهما، ومحاولة إعادة تنسيق هذه العلاقة في أُطُر جديدة، كما حدث في ملتقى العدالة والديمقراطية، الذي ضمّ قوى وأحزاباً إخوانية من دول عدة حول العالم.

أما الباحث المصري ماهر فرغلي فقدّم للعلاقات بين الجماعة و«الإخوان المسلمين» في مصر منذ خمسينات القرن المنصرم، مُبرزاً التأثير الأيديولوجي لإخوان مصر في الجماعة، ودور قياداتها في التنظيم الدولي، والعلاقة بينهما بعد أحداث 2011.

وعلى الضفة الأخرى تطرّق الباحث رامز طنبور إلى علاقة «الجماعة الإسلامية» بمنظمة «حماس»، علماً بأن هذه العلاقة قويت بعد انتخاب الأمين العام الجديد للجماعة سنة 2022، ما أدّى إلى تنامي نفوذ «حماس» داخل هياكل «الجماعة الإسلامية» ومنسوبيها، بطرق تأثير مادية ومعنوية.

وإذا كانت إيران الخمينية راعية «حزب الله» في لبنان، بوصفه حركة إسلاموية شيعية مسلّحة، فإن العلاقة بين الجماعة وإيران قائمة منذ فترة طويلة، على الرغم من الحساسية السياسية التي يُظهرها إخوان لبنان حيالها.

الكتاب تناول في دراسات ثمينة خطر هذا الارتداد والانفجار على مفهوم الدولة من جهة، وعلى أسس الدول المحيطة من جهةٍ أخرى.

الخلاصة، أن مجتمع الدولة الفاشلة أفراده دوماً كلَّ لحظةٍ في حالة حربٍ مستمرة، حتى لو لم يملك بعضهم السلاح، هناك شراهة للاقتسام، أنياب ومخالب مجهَّزة للانقضاض، أحقاد مرعيّة تُحرَس من قِبل الدُّوَيلة الصغيرة ضد الدُّوَيلة الصغيرة الأخرى، ومهما كان حال المجتمع ثقافياً، أو مستوى تطوّره وإرثه المدني تاريخياً، فإن إمكان الحرب واحتمال القتل هو الأساس ساعة أفول الدولة، حدث هذا في حروبٍ أهليّة أوروبية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فجر التطرّفات في لبنان فجر التطرّفات في لبنان



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon