توقيت القاهرة المحلي 08:12:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأحداث المتصاعدة... ضرورة الدرس والاعتبار

  مصر اليوم -

الأحداث المتصاعدة ضرورة الدرس والاعتبار

بقلم : فهد سليمان الشقيران

كل حدثٍ مشحونٌ بفكرة. الحدث ليس منفصلاً عن خلفياته ومحفزاته وأنماط التشكيل التي يصبو نحو الوصول إليها.

بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، كتب الفيلسوف جاك دريدا عن الحدث بوصفه صورة، وبوصفه تكريراً للصورة. الآن المنطقة ملتهبة، والنيران مستعرة، وكل هذه الأوضاع كان منشؤها مجموعة من الأفكار، والضحية جموع الأبرياء من المدنيين الذين يريدون العيش والرفاهية والتعليم والطبابة.

لا شك أن حدث 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 كان له دويّه العالمي، وله ارتداداته الإقليمية، ومصحوب ببعض الشحن الآيديولوجي العالي الصاعد، وإنما لا بد من التركيز على الفهم، والتفريق بين الآيديولوجيا الحركية وحقّ الشعوب في العيش بسلامٍ واطمئنان. في قضية فلسطين، السعودية والدول العربية كلها متمسكة بحل الدولتين، وبحقّ الشعب الفلسطيني في أن يعيش برخاءٍ وأمنٍ واستقرار، وبإدانة التجاوزات الإسرائيلية وتصعيدها العالي. لكن لا بد من دراسة هذا الحدث واستقصائه بغية الفهم والاعتبار.

قرأتُ قبل أيام كتاباً مهماً أصدره «مركز المسبار» المتميز بإصداراته الشهرية الحيوية المواكبة للحدث، وهو بعنوان «(حماس) من انقلاب 2007 إلى عملية 7 أكتوبر» وفي المقدمة وضح المحررون أن الكتاب يدرس الهيكل التنظيمي للحركة، وقطاعها العسكري، وامتداداته الخارجية، في مصر والأردن ولبنان وليبيا والعراق، كما يقيِّم علاقاتها الخارجية ودور الاختيارات الآيديولوجية فيها، وموقع المصالح الوطنية من الوثائق الناظمة للحركة منذ الميثاق وحتى وثيقة 2017 المرحلية، إذ جاءت «عملية 7 أكتوبر» الدمويّة والإرهابية ورد الفعل العنيف عليها تتويجاً لسنوات ملتبسة من سوء التقدير السياسي والعبث الآيديولوجي، وضيق الأفق وانسداد الرؤية الوطنية، والارتهان للإرادات الخارجية، مختلطة بالاحتقانات المشروعة للشعب الفلسطيني، وطموحاته في استبقاء حل الدولتين وإنعاشه، وساهمت في جرّ المنطقة إلى أتون حرب أشعل الإسلامويون أوارها، ومهّدت لردّ فعل عنيف تأذّى منه المدنيون بشكلٍ مباشر.

تضيف المقدمة أن المشروع يدرس بجزأيه الطريق إلى «7 أكتوبر»، بدراسة منظمة «حماس»، وحكمها لغزة منفردة طوال 15 عاماً، تمهيداً لدراسة العملية والسجالات التصنيفية حولها، وأبعادها الإقليمية والدوليّة، وانعكاساتها على حل الدولتين، وتماسك السلطة الفلسطينية، ومستقبل السلام في الإقليم.

الباحث المتخصص في الحركات الإسلاموية بفلسطين، ثابت العمور، درس الهيكلية التنظيمية لحركة «حماس»، التي تتشابه مع الشكل العام للبناء التنظيمي «الإخواني»، خصوصاً ذلك الشكل المتوارث عن مصر والأردن؛ إذ يقوم في خطوطه العامة على أساس تربية الفرد والأسرة، ومن ثم بناء الشُّعب «الإخوانية» التي يلتقي فيها «الإخوان» لبحث شؤونهم وتخطيط برامجهم، وكذا اعتماد أسلوب التعبئة الجماهيرية لحشد الناس على فكرة الجماعة ومفاهيمها.

وفي سبيل فهم أعمق للعلاقة الهيكلية والعضوية بين «حماس» وجماعة «الإخوان»، تناول الباحث المصري في الحركات الإسلاموية، ماهر فرغلي، العلاقة بين «حماس» والنظام الخاص لجماعة «الإخوان»، وتطور هذه العلاقة بعد أحداث 2011، مستنداً إلى معلومات تكشف عن الدور الذي لعبته «حماس» في دعم وتدريب وتمويل جماعات متطرفة في دول عربية عدة.

الخلاصة أن الخلاف مع الحركات المنتمية لجماعة «الإخوان المسلمين» المجرّمة قانونياً لا يعني عدم أحقيّة الشعوب المغلوب على أمرها بتحقيق أمنها ورخائها واستقرارها، وهذا ما تسعى إليه دول الاعتدال، وعلى رأسها السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، فنحن نواجه الأفكار بقوّة لئلا يعود إلينا مارد الإرهاب من جديد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأحداث المتصاعدة ضرورة الدرس والاعتبار الأحداث المتصاعدة ضرورة الدرس والاعتبار



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon