توقيت القاهرة المحلي 11:54:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إدارة التفاوض... صوت الحكمة لا صوت القنبلة

  مصر اليوم -

إدارة التفاوض صوت الحكمة لا صوت القنبلة

بقلم : فهد سليمان الشقيران

تقترب الحرب على غزة من سنتها الأولى، مبادرات عربية وغربية وروسية لم تحل عقدة الحرب، والضحية الشعب الفلسطيني المنكوب.

الطرفان، «حماس» وإسرائيل، كلما تقدمت المفاوضات فجّرا الساحات، ووضعا العصي بالدواليب. من الواضح أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ينتظر وصول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى سدة الحكم، فهو صديقه وحليفة، ولا ننسى حين كانت صورة نتنياهو جزءاً من الترويج لحملته الانتخابية الماضية.

مجيء ترمب ليس في صالح الفلسطينيين ولا حركة «حماس»؛ لأنه سيعيد تبويب القضية الفلسطينية، ولن يندفع نحو حل الدولتين الذي اتفقت عليه الدول العربية، وصهره جاريد كوشنير، مكشّر عن أنيابه على حركة «حماس» و«حزب الله»، وهو أحد صنّاع عقيدة ترمب السياسية في الشرق الأوسط؛ لذلك فإن الوقت قد حان لتقديم لغة العقل على لغة الحرب، وحسم الخلاف مع إسرائيل لوقف الحرب سيكون أسهل في زمن بايدن، والمقترح الذي طرحه بايدن مناسب على الأقل لوقف التصعيد في المنطقة.

ثمة أصوات إسرائيلية تطالب بتجاوز حل الدولتين، وهي فاعلة مثل ما يطرحه الفيلسوف الإسرائيلي عُمري بوم بنظرية سياسية صاخبة وهي بعنوان: «جمهورية حيفاء» يقول: «لا نهاية للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلا بالمساواة في الحقوق بينهما؛ بعيداً عن حل الدولتين الفاشل»، كما يرى الفيلسوف الإسرائيلي عُمري بوم مؤلف كتاب «مستقبل لإسرائيل» (هذا عنوان الكتاب وفق نسخته الإنجليزية)، داعياً ألمانيا -المتحفظة نتيجة تاريخها النازي- إلى عدم اعتبار انتقاد يهودية دولة إسرائيل من المحرمات، خصوصاً في ظل صعود اليمين الإسرائيلي. المؤرخ الألماني والخبير في قضايا الشرق الأوسط، رينيه فيلدأنغل، حاوره موقع «قنطرة» يذهب أبعد من ذلك حين يقول: «أعتقد أنَّنا سنواجه قريباً من جديد أوضاعاً يجب على ألمانيا فيها أن تتَّخذ موقفاً من السياسة الإسرائيلية. لا يمكن الحفاظ على الوضع الراهن. أنا لا أتحدَّث فقط عن الضم الرسمي، فقد تم ضمّ الضفة الغربية في الواقع منذ فترة طويلة، بل أخشى من احتمال حدوث عمليات تهجير أيضاً. صحيح أنَّ الحكومة الإسرائيلية لن تسميها هكذا، ولكن حسب الرأي العام الإسرائيلي، لم يتم قَطّ تهجير الفلسطينيين، ولم تكن توجد نكبة - ولا يوجد احتلال ولا فصل عنصري».

قلت في أوائل الحرب بأن هذه الحرب ستصيّر حل الدولتين جزءاً من الماضي في حال إطالة أمد الصراع، والآن تُطرح أفكار أخرى، منها نظرية «جمهورية حيفاء»، هذه التي عرجنا عليها، ووقف الحرب، ثانيها؛ إدراك «حماس» بأن هذه الأيام حاسمة، وأي اتفاق قبل مجيء ترمب سيجعل حظوظها في كسب جولاتٍ سياسية جيدة سيكون في غاية الصعوبة.

الخلاصة؛ أن الفرصة متاحة لقبول مبادرة مصر ومعها الدول العربية، ومن دونها فإن الدول كلها لن تستنفد جهدها ووقتها، وتترك مشاريعها، من أجل إيقاف حرب، طرفاها عنيدان. إن التفاوض عبر التاريخ جزء من أسس الحرب، حتى الحروب العالمية صحبت بالتفاوض، ذلك أن لا أحد يستطيع إفناء الآخر، فالطاولة هي الحل، وذلك لأسباب سياسية وإنسانية ولدوافع أخلاقية. عبر تاريخ القضية كل عام تنقص المكاسب الفلسطينية، ذلك أن تقادم الزمن ليس من صالح إنهاء المشكلة، فرص عديدة ضاعت، وقد تحدث عنها الرئيسان الأميركيان الأسبقان كلينتون، وأوباما، وتحدّث عنها بالتفصيل الأمير بندر بن سلطان. الفرصة مواتية الآن، لكن من دون ضبط الحرب بالعقل ولجم التهور لن تنجح المبادرات، وهذا يحتاج إلى صوت حكمة وليس صوت قنبلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارة التفاوض صوت الحكمة لا صوت القنبلة إدارة التفاوض صوت الحكمة لا صوت القنبلة



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon