توقيت القاهرة المحلي 09:42:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضد رفيق نصر الله .. ما معنى أن تكون "فينيقياً"؟!

  مصر اليوم -

ضد رفيق نصر الله  ما معنى أن تكون فينيقياً

بقلم : فهد سليمان الشقيران

تبدو الحقيقة أوضح في فلتات اللسان، لا في المنتخب من الكلام. قبل أيام في حوار تلفزيوني تحدث الصحافي رفيق نصر الله عن الخليجيين، وعيّرهم بأن"تصنيفهم الحضاري معروف"!.

هذه اللغة مشهودة ومعروفة من قبل عرب الشمال منذ زمن. لو كانوا متفوّقين على الخليجيين حضارياً لأوجدوا لأنفسهم الأسس الحياتية اليومية، لا بنوك، لا صرف صحي، لا ماء، لا حاويات تنتشل نفاياتهم، لا وقود كافيا، والعملة منهارة.

من العجيب أن يعيّر المنهار البلدان المتفوّقة.

دول لديها رؤى جاهزة لنصف قرنٍ قادم، في السعودية، والإمارات، وقطر، والبحرين، مخططات اقتصادية مذهلة، حلم الكل أن يعمل في الخليج، وآية ذلك أن الإقبال على تأشيرات العمل والسياحة بازدياد. بعضهم يعمل بمؤسسات خليجية وحين يطمئن للسامعين يبدأ في الثرثرة ضدها.

للأسف أن تضطر للحديث بهذه اللغة، ولكنها الحقيقة.

نسمع الهمسات في المجالس الخاصة من قبل البعض ضد الخليجيين، وهم يقولون هذا وأضعافه فيما بينهم، لكن ماذا يعنيني أن تكون فينيقياً أو فرعونياً أو إغريقياً وأنت فاشل في إدارة بلدك، وحياتك، ودنياك، بل ضيعت عقوداً من الزمن وأنت تتقاتل مع شريكك في بلدك، كيف أصرف هذه الحضارة المدعاة أو أستفيد منها؟!

علماً أن المبدعين في الخليج أعمق وأعظم وأدق من بقية المبدعين العرب، لكن الفرق بالتسويق، شعر محمد الثبيتي أعمق وأعظم بمراحل من شعر معروف الرصافي، وأسلوب قاسم حداد الشعري والنثري أفضل وأرتب بمراحل من جبران خليل جبران، وتجربة بندر بن سلطان السياسية توازي رؤساء حكومات عربية بأكملها وتتجاوز تجربة شارل مالك وغسان تويني، وروايات عبده خال أكثر تماسكاً من روايات أمين معلوف، وتجربة الوزير غازي القصيبي ومذكراته أغنى بالإنجازات من مذكرات سليم الحص "عصارة العمر".

منذ أوائل الألفية والسعودية تتطوّر منذ بدء برامج الابتعاث الذي صنع جيلاً مدهشاً في تعلم اللغات، وتنوّع التخصصات، وهذا الجيل هو الذي أمسك بزمام مناصب عليا في البلاد، وحين جاء الأمير الملهم العبقري ولي العهد الأمير محمد بن سلمان صنع المعجزة، لقد وجد بين يديه جوهرة تحتاج فقط إلى العناية والترتيب، فالمجتمع السعودي ثروة ولكن غير مستثمرة كما يجب، فأضحت تجربة السعودية مع الأمير مضرب الأمثال، الكل يريد زعيماً بقوّة وإرادة وقدرة الأمير المتفوّق، الذي جعله شعبه يتفوّق وينطلق نحو المستقبل، إنها تجربة فريدة من نوعها.

الخلاصة؛ أن ادعاء التفوّق اللفظي، أو الانتساب الحضاري المثلوم، أو الاغتباط بتاريخٍ لا وجود له من قبل بعض العرب مثير للضحك لا للاشمئزاز، العبرة بالأرقام والعمل، ماذا صنعت بلدك لك؟! وماذا صنعت لبلدك؟! ما قيمة أن أكون منتسباً للحضارة الفلانية بينما رائحة النفايات في شارعك تزكم الأنوف، بلد بلا بنوك، وبلا صرف صحي ينتشل أذاك، وبلا ماء، وبلا كهرباء، هل أجلس القرفصاء في بيتي بلا كهرباء لأعدد على الأبناء تاريخ الفينيق؟! ما الفائدة؟! ماذا استفاد رفيق نصر الله من حضارته المزعومة؟! وهو حين تنطفئ الكهرباء لن يستطيع تدوير مكينة الحلاقة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضد رفيق نصر الله  ما معنى أن تكون فينيقياً ضد رفيق نصر الله  ما معنى أن تكون فينيقياً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon