توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سياسات حكيمة.. ضد نظريات عنيفة

  مصر اليوم -

سياسات حكيمة ضد نظريات عنيفة

بقلم : فهد سليمان الشقيران

من الصعب تجاهل موضوعات التربية والتعليم واعتبارها من الموضوعات السهلة، بل إنها تصنع تحدياتها يوماً بعد يوم، ومع كل سد ثغرةٍ تنبثق أخرى، وهذا ينطبق على جميع دول العالم، إن التعليم للإنسان يعني أن تخترق لاوعيه، وخوارقه، ومشاعره، ونزعاته، والمتطرفون يستثمرون بالتعليم وبثغرات التربية. التعليم هو استراتيجية البناء العليا في أي دولةٍ بالعالم. وهذا ما أكد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في كلمةٍ مهمةٍ لسموه قبل سنوات، وأذكّر ببعض النقاط منها حين قال:«إن المحافظة على استمرارية وريادة الدولة في شتى الميادين يتطلب توفير تعليم رفيع المستوى قادر على تحقيق التنافسية باعتباره الكفة الراجحة في عالم ينطلق بتصوراته وأفكاره ونهضته وقناعاته من التعليم إضافة إلى مدى نجاحه في توفير مخرجات بجودة عالية».
وبنظرته الاستشرافية العالية، يرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان:«أن روح المنافسة الإيجابية بين الطلبة للتعلم والتفوق الأكاديمي شرط ضروري لإدخال الريادة في مؤسسات التعليم الإماراتي وصولاً إلى خريجين يتمتعون بقدر عال من المعرفة والكفاءة. وعبر دور المعلم في تحفيز مهارات التفكير والاستنتاج والتحليل لدى الطلبة، أن التقدم الحقيقي لا يقوم على المنجزات المادية والعلمية فقط، رغم أهميتها الكبيرة، وإنما يستند إلى أساس أخلاقي راسخ أيضاً فمن دون الأخلاق تنهار الحضارات. والمتغيرات والتحولات التي تشهدها المنطقة تزيد من أهمية هذا الدور فمن خلال المعلم الواعي والمدرك لمسؤوليته الوطنية الكبرى تتخرج الأجيال المشبعة بقيم الوطنية والانتماء والحب لبلدها والمؤهلة لرفع راية الوطن في مضمار التنمية والتقدم والرقي والمحصنة ضد مؤامرات قوى التطرف والظلام والجهل التي تستهدف عقول أبنائنا لنشر سمومها وأفكارها المنحرفة».
وتحديات التربية والتعليم جدّ خطيرة، والأهم موضوع التربية وتحولاتها مع التقنيات والسوشال ميديا وإتاحة فرص التعبير المتعددة، وفي أطروحة للفيلسوف «لوك فيري» اعتنى بها الأكاديمي «الطاهر مستقيم» أنه-كما يعبر فيري-:«وبعد الحداثة الأولى التي نمت بذورها في القرن الثامن عشر، والتي هَيمنت على القرن التاسع عشر بأكمله، والتي ما زالت لم تكتمل إلى يومنا هذا، تكون مجتمعاتنا الغربيّة قد أقبلت على مرحلة جديدة، تتّسم بالوعي بالمخاطر المُحدقة بها، نتيجة تسارع وتيرة العَولمة التي يعرفها التقدّم العلمي والتقنيّ، بحيث نتجت عن هاتَين الحداثتَين تصادمات وتناقضات عدّة، تكتنفها في الآن نفسه علاقات خفيّة. ومن أجل استيعاب هذا الوضع الجديد الذي بات يُرخي بظلاله على الغرب المتقدِّم، وجب أوّلاً فهم كلتا الحداثتَيْن على حدة».

نعم باختصار نحن أمام عالم متغير بكل عواصفه وزلازله، ولا بد من الاستعداد لمواجهة المزيد من الانهيار التربوي بحكم تطور سياسات العنف وأساليبه، بالإضافة إلى مواجهة المزيد من سياسات التطرف والاختراق التي تستطيع مواكبة بل تتجاوز الأفكار العامة التي يواجه بها خطر الكراهية والعنف والإرهاب.
إن الأخطر من الإرهاب التعاطف مع جماعات الإرهاب بمعنى أن يكون الإنسان وسيلة للتجنيد أو لجلب من يمكنه تجنيده، وهذه مهمة التربية ثم التعليم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسات حكيمة ضد نظريات عنيفة سياسات حكيمة ضد نظريات عنيفة



GMT 15:22 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الفشل الأكبر هو الاستبداد

GMT 15:21 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

حافظ وليس بشار

GMT 15:17 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون

GMT 15:06 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

التسويف المبغوض... والفعل الطيِّب

GMT 15:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

نُسخة مَزيدة ومُنَقّحة في دمشق

GMT 15:03 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الشهية الكولونيالية

GMT 15:01 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

البحث عن الهوية!

GMT 13:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

عودة ديليسبس!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon