توقيت القاهرة المحلي 10:04:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خوارزميات دينيت.. هل للحاسوب عقل؟!

  مصر اليوم -

خوارزميات دينيت هل للحاسوب عقل

بقلم : فهد سليمان الشقيران

من المؤكد أن الخوارزميات هي التي تنظم أفكار الفيلسوف «دانيال دينيت»، وهو فيلسوف وكاتب وعالم إدراكي أميركي يهتم بالبحث في فلسفة العقل، وفلسفة العلوم، فالفلسفة التحليلية تروم-كما يقول-تحقيق الموضوعية وتثبيت الحالات التي يمكن معها تأكيد الأفكار الفلسفية أو دحضها وعلى النحو الذي يفعله العلم مع النظريات المستحدثة، ومن المؤكد أن واحداً من المآخذ التي حملتها الفلسفة التحليلية دوماً تجاه المدارس الفلسفية (الأوروبية بخاصة) هو أن تلك المدارس بدت وكأنها تجعل من ممارساتها الفلسفية عروضاً لباليهات لفظية. حوار بين «هارفي بلوم» مع الفيلسوف ترجمته لطيفة الدليمي كان مفتاحاً لشرح رأيه هذا حول الفلسفة التحليلية، والأهم تركيزه على شرح نظريته حوار الخوارزميات.
يشرح نظريته بقوله:«الخوارزميات واحدة من أفكاري الجوهرية، ولتوضيحها دعني أسوق التفاصيل التالية: سبق لِـ (ديفيد هيوم) أن كتب بشأن الأفكار والانطباعات المعقدة، وما أراده «هيومش حقاً هو توضيح ما عناه بعبارة «تداعي الأفكار» - كيف تكون فكرةٌ ما مدعاة لاستحضار فكرة أخرى بما يشكّل (قطاراً) من الأفكار، وقد أراد «هيوم» الكشف عن النظام الحاكم لتطور الأفكار بما يشبه مسيرة احتفالية لا نحتاج فيها مديراً مفترضاً يكون مسؤولاً عن إدارة العرض. كنت مرة أحاول توضيح هذه الفكرة فانبرى طالب لي قائلاً:« أراد هيوم جعل الأفكار تفكر لذاتها»، وهنا عقّبت:« تفكر لذاتها!! إذن أنت تريد إخراج الفيلسوف من المشهد كله». هكذا هو الأمر إذن: إذا كنت تريد الإبقاء على صورة المفكر في المشهد ولم تخرجه خارجاً فأنت لم تبدأ بعدُ في التعامل مع العقل لوحده فحسب».

ولكن كيف السبيل إلى كسر الرغبة في التعامل خارج حدود العقل؟ يجيب:«حاول هيوم ذلك مثلما حاول (سكنر Skinner) بعده، لكن تورنغ Turing هو من أصاب نجاحاً مذهلاً: تورنغ هو من نجح في تشخيص الكيفية التي يمكن معها جعل الأفكار تفكر لذاتها. يمكنك مثلاً أن تكتب وصفة بشان فعالية فكرية ما، ثم تعطي تلك الوصفة لرياضياتي سيتبع تلك الوصفة تماماً وسيحصل على نفس الفعالية الفكرية التي قمتَ بها أصلاً. هنا يصيح تورنغ بأعلى صوته:« أوووووه، لكنك تستطيع تجاوز الرياضياتي وجعله خارج المشهد تماماً. تستطيع أن تعطي وصفتك لآلة وستنفذها بدقة، وحينها يمكن إزالة الطرف الوسطي في العملية كلها ».
لكن هل يمكن للحاسوب أن يفكر؟! وهل يكون عقلاً له صفة التكامل؟!
يجيب:«أبان تورنغ» (في عمله الثوري) «أن الحاسوب إذا ما استطاع إتمام عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة، وإذا ما استطاع إخبارنا عن الفرق بين الصفر والواحد فيمكن له حينئذ أن يفعل أي شيء آخر، بعبارة أخرى يمكن للحاسوب أن يكون عقلاً كاملاً، وحينئذ تكون قد وجدت حلاً لمعضلة هيوم الإشكالية في كيفية جعل الأفكار تفكر بذاتها ولذاتها. تلك هي فكرة الخوارزمية».
الخلاصة، أن الانفجار التقني الهائل جعل الفلاسفة يتجهون أكثر للإجابات حول الحواسيب، وتقنيات الخوارزميات المبثوثة الآن في تطبيق مثل«التيك توك» وسواها، إن التقدم التقني للحواسيب والتقنيات والتطبيقات، والروبوتات وما بعد الروبوتات له مساره العلمي ذو الاتصال بالفلسفة على النحو الذي شرحه دينيت مستعيداً نظرية ديفيد هيوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خوارزميات دينيت هل للحاسوب عقل خوارزميات دينيت هل للحاسوب عقل



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

28 شهيدًا في شمال غزة وحماس مستعدة لاتفاق لوقف إطلاق النار
  مصر اليوم - 28 شهيدًا في شمال غزة وحماس مستعدة لاتفاق لوقف إطلاق النار

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon