توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خوارزميات دينيت.. هل للحاسوب عقل؟!

  مصر اليوم -

خوارزميات دينيت هل للحاسوب عقل

بقلم : فهد سليمان الشقيران

من المؤكد أن الخوارزميات هي التي تنظم أفكار الفيلسوف «دانيال دينيت»، وهو فيلسوف وكاتب وعالم إدراكي أميركي يهتم بالبحث في فلسفة العقل، وفلسفة العلوم، فالفلسفة التحليلية تروم-كما يقول-تحقيق الموضوعية وتثبيت الحالات التي يمكن معها تأكيد الأفكار الفلسفية أو دحضها وعلى النحو الذي يفعله العلم مع النظريات المستحدثة، ومن المؤكد أن واحداً من المآخذ التي حملتها الفلسفة التحليلية دوماً تجاه المدارس الفلسفية (الأوروبية بخاصة) هو أن تلك المدارس بدت وكأنها تجعل من ممارساتها الفلسفية عروضاً لباليهات لفظية. حوار بين «هارفي بلوم» مع الفيلسوف ترجمته لطيفة الدليمي كان مفتاحاً لشرح رأيه هذا حول الفلسفة التحليلية، والأهم تركيزه على شرح نظريته حوار الخوارزميات.
يشرح نظريته بقوله:«الخوارزميات واحدة من أفكاري الجوهرية، ولتوضيحها دعني أسوق التفاصيل التالية: سبق لِـ (ديفيد هيوم) أن كتب بشأن الأفكار والانطباعات المعقدة، وما أراده «هيومش حقاً هو توضيح ما عناه بعبارة «تداعي الأفكار» - كيف تكون فكرةٌ ما مدعاة لاستحضار فكرة أخرى بما يشكّل (قطاراً) من الأفكار، وقد أراد «هيوم» الكشف عن النظام الحاكم لتطور الأفكار بما يشبه مسيرة احتفالية لا نحتاج فيها مديراً مفترضاً يكون مسؤولاً عن إدارة العرض. كنت مرة أحاول توضيح هذه الفكرة فانبرى طالب لي قائلاً:« أراد هيوم جعل الأفكار تفكر لذاتها»، وهنا عقّبت:« تفكر لذاتها!! إذن أنت تريد إخراج الفيلسوف من المشهد كله». هكذا هو الأمر إذن: إذا كنت تريد الإبقاء على صورة المفكر في المشهد ولم تخرجه خارجاً فأنت لم تبدأ بعدُ في التعامل مع العقل لوحده فحسب».

ولكن كيف السبيل إلى كسر الرغبة في التعامل خارج حدود العقل؟ يجيب:«حاول هيوم ذلك مثلما حاول (سكنر Skinner) بعده، لكن تورنغ Turing هو من أصاب نجاحاً مذهلاً: تورنغ هو من نجح في تشخيص الكيفية التي يمكن معها جعل الأفكار تفكر لذاتها. يمكنك مثلاً أن تكتب وصفة بشان فعالية فكرية ما، ثم تعطي تلك الوصفة لرياضياتي سيتبع تلك الوصفة تماماً وسيحصل على نفس الفعالية الفكرية التي قمتَ بها أصلاً. هنا يصيح تورنغ بأعلى صوته:« أوووووه، لكنك تستطيع تجاوز الرياضياتي وجعله خارج المشهد تماماً. تستطيع أن تعطي وصفتك لآلة وستنفذها بدقة، وحينها يمكن إزالة الطرف الوسطي في العملية كلها ».
لكن هل يمكن للحاسوب أن يفكر؟! وهل يكون عقلاً له صفة التكامل؟!
يجيب:«أبان تورنغ» (في عمله الثوري) «أن الحاسوب إذا ما استطاع إتمام عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة، وإذا ما استطاع إخبارنا عن الفرق بين الصفر والواحد فيمكن له حينئذ أن يفعل أي شيء آخر، بعبارة أخرى يمكن للحاسوب أن يكون عقلاً كاملاً، وحينئذ تكون قد وجدت حلاً لمعضلة هيوم الإشكالية في كيفية جعل الأفكار تفكر بذاتها ولذاتها. تلك هي فكرة الخوارزمية».
الخلاصة، أن الانفجار التقني الهائل جعل الفلاسفة يتجهون أكثر للإجابات حول الحواسيب، وتقنيات الخوارزميات المبثوثة الآن في تطبيق مثل«التيك توك» وسواها، إن التقدم التقني للحواسيب والتقنيات والتطبيقات، والروبوتات وما بعد الروبوتات له مساره العلمي ذو الاتصال بالفلسفة على النحو الذي شرحه دينيت مستعيداً نظرية ديفيد هيوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خوارزميات دينيت هل للحاسوب عقل خوارزميات دينيت هل للحاسوب عقل



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon