توقيت القاهرة المحلي 20:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين تربية الحيوانات وتجارب النباتيين

  مصر اليوم -

بين تربية الحيوانات وتجارب النباتيين

بقلم : فهد سليمان الشقيران

يدور جدل فلسفي كبير حول تربية الحيوانات. ربّيت العديد من الكلاب، أجملهم «جاك» و«لولي». لكن شريكتي تحب القطط التي تمزّق كل شيء. وقد شهدت التجربتين لكنني أفضل الكلاب على القطط لأنهم أسهل وأكثر خضوعاً وأدق فهماً، وأحدّ ذكاء. البعض يعتبر تربية الحيوانات فيها عزل شرس بين الحيوان وطبيعته وبرّيته. وهذا جدل يدور حتى حول موضوع الصيد، وهي رياضة محبوبة. إنه سجال طويل من دون طائل.
وقد كتب العديد من الأصدقاء حول «الأنانية» في التعامل مع الحيوانات، ولهذا الموضوع بحوث عديدة لا يتسع المجال لسردها. وإنما تربية الحيوانات الأليفة شيء، وترويض الحيوانات المفترسة شيء آخر تماماً، وهذا ما لم يفهمه البعض. الحيوانات الأليفة مغنية وتغنيك، ترعاها وتعطيك، تبتسم لها وتبتسم إليك، تركض لها وتركض إليك، تفكّر معها وتفكر بك، إنها من سعادات هذا العالم.
لا أعلم حتى الآن لماذا يكره البعض بل يخاف من الكلاب أو القطط، إنها حيوية وحياة ومعنى يستعصي التعبير عنه. الحيوان الأليف كائن أخلاقي، يندم، ويعتذر، ويحزن، ويشعر بالخذلان، إنه أكثر أخلاقيةً من الإنسان. حين تعود يركض إليك ويجوب عباب البيت ترحيباً ورقصاً، وحين تغادر إلى سفر يشعر بك وربما دمع، وقد شهدت على ذلك. ولذلك فإن شتم الإنسان بأنه «حيوان» أو بأنه «كلب» إنما هي سذاجة محضة، وثرثرة عادية، بل إنه سفه شديد. لذلك يفكك الفيلسوف وعالم الاجتماع «فريديريك لينوار» بسؤاله: «هل البشر متفوقون على الحيوانات؟» هذه النظرية، يقول: «كنت مهتماً بالحيوانات لفترة طويلة. لقد شاركت - قبل ثلاث سنوات عندما اتصلت بي الجمعية - 30 مليون صديق لتغيير القانون المدني.
فرانس برس بعد وقت قصير من نشر التماس من قبل المثقفين في الصحافة، تم الاعتراف بالحيوان ككائن حساس ولم يعد ملكية منقولة، لكل نوع حيواني اختلافاته وخصوصياته. لم يعد إظهار الإنسانية يعني مجرد احترام البشر الآخرين، بل يعني احترام جميع الكائنات الحية، وفقاً لدرجة حساسيتها ووعيها». ثمة أسئلة فلسفية مستجدة حول الحيوان، ويطرحها النباتيون بالغالب، لماذا تربي حيوانك الأليف، بينما تأكل الضأن الطيب؟
لماذا لا تكون مطّرداً في نظريتك حول الحيوان؟ أسئلة مشروعة، ربما يذكر التاريخ بعد آلاف السنين أن أناساً كانوا يأكلون البقر والعجل والغنم، حين تتحوّل البشرية إلى آكلي نباتات، من يدري؟!. فلاسفة كثر يعتبرون امتلاك الحيوان مجرد ترفيه ونزع للكائن عن طبيعته، وفيه استهتار وتحويل للحيوان إلى موضوع أُنسٍ وترفيه، وهذا الموضوع ذو سجال متقد حتى اللحظة، لكن التجارب أثبتت أن الحيوان الأليف أوفى وأصدق، بل وأذكى من كثير من البشر، ولله في خلقه شؤون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين تربية الحيوانات وتجارب النباتيين بين تربية الحيوانات وتجارب النباتيين



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon