توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضربة صارمة للتنظيم السري

  مصر اليوم -

ضربة صارمة للتنظيم السري

بقلم : فهد سليمان الشقيران

تعدّ الإمارات من أوائل الدول العربية التي وعت بخطر الإسلام السياسي عموماً، وبتنظيم «الإخوان» على وجه الخصوص. سنوات من مكافحة هذا التنظيم الإرهابي المدمّر أثمرت تقدماً كبيراً على درب التسامح ونبذ الكراهية ومحاربة التطرف، مما انعكس على الأجيال الإماراتية وأثرى مفاهيمَ التسامح والتفاهم مع الأديان والثقافات، وهذا هو المقصود الأساسي من محاربة التطرف، أي بناء أجيال تتعامل مع الآخرين بتسامح وتآلف.
يطرب كثيراً قادة «الإخوان» لطروحات «نهاية الإسلام السياسي»، لأنها تمنحهم فرصة غفلة الحكومات عن تغلغل تنظيمهم ومحاولته إعادة الانبعاث من جديد. ومقولة نهاية الإسلام السياسي تمثل فخاً وقع فيه بعض الباحثين المجتهدين مثل أوليفيه روا الذي ألف كتابه «فشل الإسلام السياسي»، وبعد هزيمة «الإخوان» في تونس والمغرب تحدّثَ عن صفحةٍ طُويت مع الإسلام السياسي. وهذا طرح خطير وفاقد للمصداقية، بدليل أن الحكومات تعثر باستمرار على خلايا سرية تحاول القيام بأعمال عنف، ومن ذلك النجاح الإماراتي القوي المتمثل في إحالة أعضاء تنظيم جلّه من «الإخوان» إلى الجهات الرسمية للتحقيق معهم ومحاسبتهم. وكالة الأنباء الإماراتية ذكرت أن هدف هذا التنظيم الشرير يتمثل في «إنشاء تنظيم سري آخر بغرض ارتكاب أعمال عنف وإرهاب على أراضي الدولة».
هذه الضربات الاستباقية والنجاحات العالية تكشف عن أمرين، أولهما أن تنظيم «الإخوان» ما يزال يستخدم استراتيجية الكرّ والفر، فعناصره يتهجون من السطح إلى الكهف في حال تركيز الحكومات عليهم بغية تعزيز نشاطهم من جديد، ولذا فإن عدم ظهورهم على السطح أو في وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية الورقية والمرئية لا يعني استسلامهم، بل لديهم وسائل أخرى من أجل لم الصفوف وإعادة تنشيط خلاياهم السرية الإرهابية.. ولهذا أدلة عديدة. وهم يستدلّون على ذلك بالمرحلتين «المكيّة» و«المدنية»، إذ في الأول يختبئون وفي الثانية يلهجون بانتماءاتهم الحزبية. أما الأمر الثاني فهو أن طروحات «نهاية الإسلام السياسي» مرحّب بها من الطرف الإخواني ويكررها هو أيضاً من جانبه، وفي تبنّي هذا الطرح تثبيط للعمل المؤسسي الحكومي المناهض لهذه الجماعة. والهدف من الاحتفاء بهذه المقولة محاولة إلهاء الناس عن التجريم القانوني للانضمام إلى جماعة «الإخوان» وتحييدها عن تصنيفها ضمن قائمة الجماعات الإرهابية، وبخاصةٍ أن الخناق ضاق عليهم فوجدوا في أوروبا ملاذاً آمناً لهم، حيث تستخدمهم بعض الدول من أجل ابتزاز الحكومات المعتدلة أو استعمالهم لأهداف سياسية وأمنية، لكنه استخدام من الصعب أن يدوم طويلاً.
الخلاصة أن هذا النجاح المتميز لدولة الإمارات العربية المتحدة في اكتشاف وضرب خلايا التنظيم السري لجماعة «الإخوان» قبل تنفيذها أعمالها الإرهابية، يعبّر عن جدية متناهية لضرب هذه الجماعة وتحييدها ولجم خططها التدميرية الإرهابية. إن وعي القيادة الإماراتية بخطر هذه الفلول الإرهابية، مدعوماً بوعي شعبي واضح أيضاً، وبجهود أمنية عالية الكفاءة.. يجسد رغبة المجتمعات المعتدلة في الحياة والتعليم والتنمية، أي في التصدي للإرهاب والعنف كترجمة لثقافة الكراهية التي دمّرت دولا بأكملها على النحو الذي نراه في الدول الفاشلة والمتعثر في المنطقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضربة صارمة للتنظيم السري ضربة صارمة للتنظيم السري



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon