توقيت القاهرة المحلي 04:48:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«دهاليز الظلام».. إرهاب بشكلٍ جديد

  مصر اليوم -

«دهاليز الظلام» إرهاب بشكلٍ جديد

بقلم : فهد سليمان الشقيران

لم يكن خبر القبض على الخليّة السرية في الإمارات صادماً لمن خبر هذا المجال، ولمن درس سلوك الجماعات الإرهابية، فهي تجيد المكر، ولها طرقها في الكر والفر. الجماعات الأصولية مثل أي عصابة إجرامية تجيد العمل في الكهوف وتحت الأرض، إنهم طيور الظلام.
لو رجعنا إلى وثائقي «دهاليز الظلام» الذي بثّ على قناة أبوظبي قبل ست سنوات واستمعنا إلى التسجيلات المبثوثة في الفيلم لوجدنا أنهم يشتركون في مجموع التسجيلات على الحنق من الحكومات بل والحقد والتأليب عليها ومحاولة صناعة جوّ من السخط عليها في المجتمع.
ولا عجب فزعيمهم سيد قطب كتب مقال «مدارس للسخط» نشر في مجلة الرسالة المصرية في عددها 691 وبتاريخ 30/ 9/ 1946م. يستفتح سيد قطب مقالته-كما يستعرضها عبدالله بجاد في مقالةٍ له- بقوله: «قال لي صاحبي: أما تفتأ هكذا ساخطا على جميع المظاهر والأوضاع؟ أرح أعصابك يا أخي، ودع الخلق للخالق، إنه لا فائدة، لا فائدة من كل هذه الصرخات!! قلت لصاحبي: أما أنا فسأظل ساخطاً، أعلن سخطي على كل شائه من المظاهر والأوضاع، ولن أدع الخلق للخالق... أنا لست يائساً ولا متشائماً، واعتقادي الكامل أن هذا الكون الوسيع لا يضيع صوتاً واحداً ينطلق فيه بدعوة الحق، ولا بد أن يردد صدى هذا الصوت في يوم من الأيام، طالت أو قصرت به الأعوام... السخط على الأوضاع والمظاهر الشائهة التي تسيطر على حياة هذا الجيل في كل اتجاه، فالسخط هو دليل الحيوية الكامنة، والرضا بهذه الحال المائلة هو نوع من اليأس والتشاؤم يقتل الأمم أو يؤدي بها إلى الاضمحلال».
فيلم «دهاليز الظلام» الوثائقي مليء بالمعلومات الموثّقة، بل إن ذوي المحكومين صدموا حين استمعوا إلى التسجيلات لأول مرة، بل وحتى الحضور من القانونيين شعروا بالصدمة، كيف يمكن لمواطنٍ أن يخطط لتفجيرٍ أو انقلابٍ أو تشويش أو عمل إرهابي ضد أهله وناسه وبلده؟!
صدمة الأهالي سببها الأساسي هو غموض الإرهابيين، البعض يظنّ أن الإرهابي لابد أن يلبس عمامة أيمن الظواهري، وأن يحمل قنابل الزرقاوي، أو أن يتزيّا بهندام أسامة بن لادن، هذا شكل من الإرهاب له زمنه، الآن لا تتعجب من إرهابي يلبس الزيّ الغربي، ويحفّ اللحية، وربما استمع إلى الموسيقى، وارتاد أماكن اللهو كما فعل الإرهابيون في نيس وباريس ولندن، كانوا منغمسين مع المجتمع، بل إن أحد المنفّذين لعملٍ إرهابي في فرنسا كان يعمل في حانة تقدم الخمور والخنزير المقدد.
النجاح الإماراتي الأمني مدهش ومبهر، وهذا سببه الأول الوعي المؤسسي الرسمي، واليقظة المجتمعية، والجدّية في ملاحقة هذه الفلول.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«دهاليز الظلام» إرهاب بشكلٍ جديد «دهاليز الظلام» إرهاب بشكلٍ جديد



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon