توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إنها ليست نهاية العالم

  مصر اليوم -

إنها ليست نهاية العالم

بقلم : فهد سليمان الشقيران

عبر التاريخ ومع تصاعد الأزمات، وبلوغ الأحداث ذرواتها، وتطرح الأفكار الغرائبية، تختلط الأوهام مع الأمنيات مع المعتقدات. في ظلّ هذه الظروف العصيبة، والأحداث المتلاحقة برزت لدى الشرق والغرب أحاديث تتعلق بالنهايات، البعض يعتبر هذا الاستقطاب الدولي سيجرّ لا محالة المتصارعين نحو استخدام القنابل النووية، وربما إفناء العالم، أفكار خيالية تذكّرك بأفلام نيكولاس كيج وريفيز وجون ترافولتا.
من أولئك المفكر الروسي ألكسندر دوغين الذي كتب مقالةً بعنوان: «تاكر وبوتين ونهاية العالم» فيه يعلق على مقابلة الرئيس الروسي مع تاكر كارلسون، وفيه يتساءل: «هل يفهم الغرب ما يفعله، ويدفع العالم نحو النهاية؟ هناك بوتين حقيقي وروسيا حقيقية.. انظروا إلى ما فعله أنصار العولمة ومدى قربنا منها. لا يتعلق الأمر بمحتوى المقابلة مع بوتين. إنها حقيقة أن شخصاً مثل تاكر كارلسون يزور بلداً مثل روسيا للقاء شخصية سياسية مثل بوتين في مثل هذا الوقت الحرج».
بل ذهب أبعد من ذلك فاعتبر أنه «على أميركا اختيار ترامب، وتاكر كارلسون، وإيلون ماسك، وأبوت. ثم نحصل على فرصة للتوقف على حافة الهاوية. بالمقارنة مع هذا، كل شيء آخر ثانوي». ورأى دوغين أن «الليبرالية، وأجندتها ستقود البشرية إلى طريق مسدودة. الخيار الآن هو: إما الليبراليون أو الإنسانية. اختار كارلسون الإنسانية، ولهذا السبب جاء إلى موسكو للقاء بوتين. لقد فهم العالم كله سبب مجيئه ومدى أهميته».
مثل هذا التحليل حول نهاية العالم، أو فناء البشرية كثير، بعضهم بدأ يفسر هذه الأحداث بطرقٍ غيبية، على سبيل المثال في انتفاضة الفلسطينيين أوائل الألفية كتب رمز حركي متطرف كتاباً بعنوان: «يوم الغضب هل بدأ بانتفاضة رجب؟!».
الكتاب كله يعتمد على الأساطير والقصص، وفي مقدمة الكتاب ذكر المؤلف أنه قام بـ«بقراءة تفسيرية لنبوءات التوراة، مع توضيح الصفات اليهودية من الأسفار والأناجيل، وتقديم بعض المفاتيح المجانية لأهل الكتاب، لحل التناقضات الموجودة عندهم في تأويل نبوءاتهم، فقد ذكر أن هناك نصوصاً في الأناجيل والأسفار تحتوي على أحداث هائلة، ولكنها أصبحت غامضة ومحيرة بسبب التحريف للكتب المقدسة، وقد تضمنت خاتمة الكتاب توقع قرب نهاية دولة إسرائيل وحلول يوم غضب الرب على اليهود في عام: (1433هـ)».
خلاصة القول، إن أحاديث النهايات، وأفكار انقراض البشرية لها وهجها لدى العامة، وهذا سر انتشار مقالة دوغين، لم تنته البشرية في ظروفٍ أحلك من ظرفنا، عاشت البشرية قبل قرنٍ من الآن موت أكثر من مئة وخمسين مليون إنسان في حربين عالميتين، وحروب أهلية عرقية ودينية طاحنة في أصقاع الأرض، ومع ذلك تجاوزت أخطارها، وصححت أخطاءها، علينا الانتباه من هذا التصعيد الخرافي الذي يصاحب الأحداث دائماً وينشره الفتّانون، لاستمالة المجتمعات نحو مشاريعهم التخريبية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنها ليست نهاية العالم إنها ليست نهاية العالم



GMT 15:22 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الفشل الأكبر هو الاستبداد

GMT 15:21 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

حافظ وليس بشار

GMT 15:17 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون

GMT 15:06 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

التسويف المبغوض... والفعل الطيِّب

GMT 15:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

نُسخة مَزيدة ومُنَقّحة في دمشق

GMT 15:03 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الشهية الكولونيالية

GMT 15:01 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

البحث عن الهوية!

GMT 13:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

عودة ديليسبس!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon