توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتصار السورى والغطرسة الأمريكية

  مصر اليوم -

الانتصار السورى والغطرسة الأمريكية

بقلم ـ د. جمال زهران

أصبح الموقف فى سوريا محسومًا لصالح الدولة السورية الواحدة (شعبًا وجيشًا)، بعد سبع سنوات من النضال ضد الإرهاب وصانعيه وداعميه ومموليه. وقد تم تطهير 96% من إجمالى الأرض السورية من الإرهاب والإرهابيين، ولم يعد متبقيًا سوى 4% فى الشمال الغربى (ادلب)، وفى الشمال الشرقى (الرقة)، حيث توجد القوات الأمريكية وقواعدها العسكرية فى هذه المنطقة.

كما أصبح الفاعل الرئيسى فى إدارة الأزمة السورية، هو دولة روسيا الاتحادية، القطب الدولى الذى عاد إلى الساحة الدولية على خلفية الأزمة فى سوريا. واستطاع أن يفشل المؤامرة الاستعمارية الإرهابية الدولية، من الانقضاض على سوريا وتحويلها إلى دمار كما حدث فى العراق الذى بدأ يتعافى مرة أخرى فى إطار محور المقاومة والتحرير والاستقلال.

وقد يتصور البعض واهمًا أن ملف الأزمة السورية مازال مفتوحًا! إلا أن هؤلاء الواهمين، مازال سوء الإدراك، وعدم دقة التقدير لما يحدث، يسيطر عليهم. وقد تناسى هؤلاء انتصارات الجيش السورى على الإرهاب فى كل أنحاء سوريا، وآخر هذه الانتصارات فى الجنوب السورى بعد تحريره من قبضة الإرهاب والوصول إلى الحدود مع فلسطين التى يغتصبها العدو الصهيوني، ومن ثم فإن استمرار الأزمة السورية أصبح هراء، وقد آن الأوان لإعلان الانتصار السورى الساحق على عصابات الإرهاب الممولة والمدعومة أمريكيًا وغربيًا. وقد كان التدخل الروسى مؤخرًا بعقد اجتماع فى سوتشي، ضم تركيا وإيران، لدعم خيار الرحيل السلمى لجماعات الإرهاب من ادلب والمدعومة من تركيا، بدلاً من الحل العسكرى الذى تصر عليه سوريا بتحرير ادلب كاملة وعدم السماح بوجود أى جماعات إرهابية على الأرض السورية. بل إن الرئيس السورى أعلن فى آخر خطاباته، وأحاديثه الصحفية، أنه لن يسمح بوجود جماعات إرهابية، أو قوات أجنبية على أرض سوريا مهما يكن الثمن، وقد كان يقصد بوضوح تلك القوات الأمريكية وقواعدها العسكرية فى الرقة والشمال الشرقى فى سوريا.

كما أكدت روسيا هذا المعني، بالقول على لسان الرئيس الروسى (بوتين)، بأنه غير مسموح بوجود أى قوات أمريكية أو غيرها على الأرض السورية، لم تسمح بوجودها الدولة السورية. بل أعلن أخيرًا بأنه حتى القوات الروسية سترحل بعد رحيل الجميع.

فماذا كان رد فعل المتغطرس ترامب، أن أعلن عن أنه يمكن سحب القوات الأمريكية وتفكيك القواعد العسكرية الأمريكية، مقابل إعطائه (3-4) مليارات دولار! أليس هذا ابتزازا أمريكيا واضحا يمارسه الرئيس ترامب.

إن هذا الابتزاز الذى تمارسه إدارة ترامب، تسعى لتحقيق عدة أهداف منها وفى مقدمتها تحصيل أموال لدعم الاقتصاد الأمريكى ليحافظ على شعبيته، وربما يستمر لفترة ثانية أن استطاع إكمال الفترة الأولي، وهو من المستحيلات فى تقديري. كما يسعى إلى تأصيل الربط بين السياسة الخارجية والعسكرية وبين المقابل لهذه الأفعال!! وقد تخلى إذن عن فكرة الدور العالمى لأمريكا، وتخلى أيضًا عن الحلفاء وقد طالبهم بالمقابل! أى أنه حول أمريكا ورئيسها وجيشها إلى مرتزقة، وهى فى الأصل ممارسة التهديد والوعيد، والاستعداد للتنفيذ والفعل!

إن أمريكا تواجه مصاعب جمة فى عهد ترامب المتغطرس، والذى يفتقر إلى الإحساس بالآخرين،، ووسط رفض عالمى لهذه السياسات غير المعهودة من أمريكا. وقد ترتب على هذا النهج فى ضوء تصوره أنه يحكم العالم وحده ويسيطر عليه بالقوة، انحسارًا وانسحابًا إجباريًا للنفوذ الأمريكى خاصة فى إقليم الشرق الأوسط (المنطقة العربية ودول الجوار الجغرافي) فى ذات الوقت الذى تتمدد روسيا وتتسع دوائر نفوذها فى الإقليم.

أخيرًا: فإن الانتصار السوري، قد أكد تغيير النظام العالمى من الأحادية إلى التعددية أو الثنائية، وأن أمريكا لم تعد تحكم العالم كما كان قبل عشرين عامًا، وأن الاتجاه شرقًا قد حمى سوريا من السقوط والتفكك والانهيار. عاش جيشنا الأول وشعبنا الشقيق.

نقلا عن الاهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتصار السورى والغطرسة الأمريكية الانتصار السورى والغطرسة الأمريكية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon